توصل علماء وباحثون بكلية الزراعة جامعة القاهرة إلي تقنية حديثة لاستنباط سلالات جديدة من القمح من خلال التعامل مع الجينات والهندسة الوراثية.. ولدت هذه التقنية من رحم معمل البيولوجي بذات الكلية والذي أسسه العالم الراحل الدكتور أحمد مستجير, فقد توصل العلماء علي نفس نهج مدرسة د.مستجير بذات الكلية إلي كربنة القمح باتباع تقنية اكتساب القمح صفة الرباعي الكربون بدلا من القمح ثلاثي الكربون التقليدي المزروع حاليا, والمعروف أن النباتات تنقسم إلي ثلاثة أنواع من حيث التمثيل الغذائي والبناء الضوئي.. النوع الأول هو نباتات ثلاثية الكربون أي النباتات التي تفرز حمض ثلاثي ذرات الكربون أثناء تكوين الجلوكوز من خلال عملية التمثيل الغذائي والذي بدوره يتحول إلي مركبات أساسية أخري, والنوع الثاني هو نباتات رباعية الكربون وهي النباتات التي تفرز حمضا رباعي الكربون في ذات العملية ومن ثم يمكن أن يطلق مصطلح التمثيل الكربوني كمرادف للبناء الضوئي للنبات أما النوع الثالث فيسمي النباتات رباعية الكربون, ولكن تختلف عنها في توقيت عملية التمثيل الضوئي أي التواقت الضوئي.. وتتميز النباتات رباعية الكربون عن مثيلاتها ثلاثية الكربون بخواص عديدة أهمها انتشار البلاستيدات الخضراء علي ورقة النبات بأكمله بما فيها من عروق الورق حيث أن هذه البلاستيدات هي المسئولة عن عملية البناء الضوئي للنبات وهذا بدوره يساعد علي زيادة إنتاجية المحصول بأكثر من الضعف وليس أدل علي هذه الحقيقة من أن النباتات رباعية الكربون تمتص ضعف ما تمتصه النباتات ثلاثية الكربون من ثاني أكسيد الكربون مما يخفض نسبته في الهواء الأمر الذي يؤدي إلي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري حديث الساعة. ثمة مميزات أخري للنباتات رباعية الكربون منها اتساع المدي الحراري الذي تتم عنده عملية التمثيل الغذائي والبناء الضوئي علاوة علي أن كمية المياه اللازمة لنمو هذه النباتات أقل بكثير جدا عن احتياجات نباتات الكربون الثلاثية من الماء اللازم للنمو, كما أثبتت الدراسات أن هناك زيادة ملموسة في نسبة العناصر الغذائية والبروتينات والاحماض الأمينية, وما إلي ذلك بالنباتات رباعية الكربون, فضلا عن إمكانية زراعتها في المناطق الأكثر ملوحة. والجدير بالذكر أنه تمكن علماء وباحثون بكلية زراعة القاهرة من الحصول علي براءة اختراع والترخيص بتداول القمح رباعي الكربون. إننا نناشد كليات الزراعة علي مستوي الجامعات بانتهاج هذا النهج المتميز وإنشاء معامل بيوتكنولوجي مجهزة بأحدث المعدات التكنولوجية مع حث الباحثين علي العمل بنفس الضرب من المزاوجة بين البحث العلمي والتكنولوجيا علي غرار ما تم بكلية زراعة القاهرة ذلك لاستنباط سلالات جديدة من المحاصيل الاستراتيجية حني نملك قوتنا لكي نملك حريتنا. د.حسن علي عتمان المستشار العلمي والتكنولوجي بجامعة المنصورة