فشل مجلس الأمن الدولى فى جلسة استمرت ساعتين مساء أمس الاول، فى إدانة قتل مدنيين فى السودان، وإصدار نداء ملح من القوى الدولية لوقف فورى للعنف فى هذا البلد، وذلك بسبب اعتراض من جانب الصين، مدعوما من روسيا، بحسب ما أعلن دبلوماسيون. ووزعت بريطانيا وألمانيا خلال اجتماع مغلق للمجلس بيانا صحفيا يدعو الحكام العسكريين والمتظاهرين فى السودان إلى مواصلة العمل معا نحو حل توافقى للأزمة الحالية، وفقا لمسودة البيان الذى اطلعت عليه وكالة الانباء الفرنسية. غير أن الصين اعترضت بشدة على النص المقترح، وشددت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردا من الاتحاد الإفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيون. ويتطلع الدبلوماسيون بمجلس الأمن إلى اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى خلال ساعات. وقال دبلوماسيّون بالأممالمتحدة إن مجلس الأمن الدولى قد يعيد النظر فى القضية، ويحاول الاتفاق مجددا على موقف مشترك. من جانبه، اعتبر نائب السفير الروسى ديمترى بوليانسكى أن النصّ المقترح غير متوازن، مشددا على ضرورة توخى حذر شديد حيال الوضع. وقال السفير الألمانى كريستوف هوسجن قبل اجتماع مجلس الأمن: نحن بحاجة ماسة للعودة إلى مائدة المفاوضات، واضاف أن الشرعية لا يمكن أن تأتى من فوّهة البندقية. جاءت جلسة مجلس الأمن بناء على طلب بريطانيا وألمانيا، الاستماع إلى إحاطة قدمها مبعوث الأممالمتحدة نيكولاس هايسوم الذى يعمل مع الاتحاد الإفريقى لحلّ الأزمة بالسّودان. وفى الخرطوم ،قال الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكرى السودانى أمس، إن المجلس لايزال منفتحا لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن، متعهدا بمحاسبة من يثبت مسئوليته عن أحداث فض الاعتصام. واضاف البرهان فى رسالة بمناسبة عيد الفطر، بثها التليفزيون الرسمى السوداني: ندعو لطى صفحة جديدة للعبور نحو المستقبل. فيما أعربت السعودية عن قلقها من الأحداث مطالبة بتغليب صوت العقل والحكمة، مؤكدة أهمية استئناف الحوار بين القوى السودانية.