«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب رئيس «العسكرى السودانى» ل«الأهرام»: السودان فى منعطف خطير.. وملتزمون بتسليم الحكم لسلطة مدنية

* البشير طلب قمع الحراك بالقوة..وأخبرته أن دورنا حماية البلد والشعب
* نشكر مصر والرئيس السيسى على الدعم الدائم ..ومصر بلدنا الثانى وسأزورها قريبا
* قوات الدعم السريع منضبطة ونظامية.. والسودانيون يقدرون دورها فى الانحياز لثورتهم
* أنا مستهدف.. وأعرف منذ أول يوم أننى فى خطر حقيقى
* «الدولة العميقة» تتربص بالتغيير
* سنواصل التفاوض مع قوى الحرية
* ورثنا خزائن خاوية تماما.. والسودان فى أزمة إقتصادية حقيقية
يعد الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير ب (حميدتى) نائب رئيس المجلس العسكرى السودانى وقائد قوات الدعم السريع رقما صعبا فى المشهد السودانى، وقد شكل انحيازه للحراك الشعبى السودانى ضد الرئيس المعزول عمر البشير، علامة فارقة فى تطورات الأوضاع فى السودان، وأيضا محطة فارقة فى تاريخ الرجل، الذى قال لنا فى الحوار التالى إنه رفض أوامر البشير بقمع الحراك الشعبى بالقوة المسلحة، وأخبره بأن دوره حماية البلد والشعب وليس النظام.
وأكد على التزام المجلس العسكرى بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية، وأمله أن يقود ذلك إلى تحول ديمقراطى حقيقى وسلام شامل فى كل أنحاء السودان، دون إقصاء.
وشدد نائب رئيس المجلس العسكرى السودانى فى حواره مع مندوبة ل «الأهرام» على أن العلاقات السودانية مع مصر أزلية، وأنه لا توجد علاقات بين أى دولتين كالعلاقات المصرية السودانية، ووجه الشكر لمصر حكومة وشعبا وللرئيس السيسي، على الدعم الدائم للسودان. وقال: إن مصر هى بلده الثاني، وإنها ستكون أول بلد يزوره.
..وإلى نص الحوار:
مندوبة الأهرام مع «حميدتى»
انحزت للشعب السودانى فى ثورته.. ورفضت قوات الدعم السريع ضرب المعتصمين السلميين..هل يمكن أن تحدثنا عن هذا الأمر؟
نعم كانت أوامر الرئيس المعزول عمر البشير لنا فى قوات الدعم السريع والقيادة العامة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، بفض الاعتصام أمام مبنى القيادة المسلحة فى الخرطوم بالقوة، لكن الحمد لله حسبنا الحسابات الصحيحة، وانحزنا للشعب السوداني، وتم تغيير النظام السابق، كان فى بداية الحراك الشعبى ضد النظام السابق محاولة لقمعه بالقنابل المسيلة للدموع، ولكن اتفقنا فى اللجنة الأمنية أن يتم تجريد العسكريين من أسلحتهم وجعلناهم عزلا حتى لا يستخدموا هذه الأسلحة ضد المدنيين الذين يتظاهرون سلميا، وقد توفى وأصيب عدد من العسكريين.
متى أخذت قرارك الانحياز إلى الجماهير وليس الرئيس، وما دوافعك لذلك؟
لما وصل الحراك الشعبى إلى ذروته قررت الانحياز له، قرأت المشهد بطريقة صحيحة، وكنت أفكر أيضا فى حسابى للآخرة أمام الله، نحن لسنا عبيدا لأحد، وإنما نحن حماية للشعب السوداني، واجبى حمايته من التدخلات الخارجية، وليس قتل العزل، وقد أعلنت رأيى هذا منذ أول يوم للثورة، وحذرت النظام السابق أنه لابد أن يعالج القضية، المتظاهرون والمعتصمون هم أهلي، فيهم خالى وخالتى وأمى وأبنائي، لم يكن ممكنا بالنسبة لى ضربهم.
هل تحدث معك الرئيس المعزول فى هذا الأمر؟
نعم تكلم البشير معى وقتها وطلب منى قمع المظاهرات بالقوة، لكننى قلت له بوضوح «إن قواتى ليست مدربة على مكافحة الشغب». وأضفت قائلاً «اسمح لى لن أتدخل فى المظاهرات، خوفا من الله». وقررت أن دورى لابد أن يكون حماية البلد وليس حماية النظام. أريد أن أقول إننا كعسكريين تم وصفنا بالضعف تلميحا ثم تصريحا، لكن لابد أن يعلم الناس أن الأمن نعمة كبيرة، وهو مسئولية الشرطة من الآن فصاعدا وهى قادرة ومؤهلة.
كيف استقبل الشعب السودانى قراركم الانحياز له؟
الشعب السودانى قدر لنا هذا الموقف، وأشاد بانحياز قوات الدعم السريع للجماهير، أعتقد أن السودانيين يقدرون تماما دور الجيش والدعم السريع فى الانحياز لثورتهم، والتغيير الذى ينشدونه. وقد وجدنا قبولا حتى من القوى التى كانت تعادينا سابقا، سواء فى الحركات المسلحة أو الأحزاب السودانية، ونقول لهم شكرا على التجاوب، ونحن هدفنا أن نرضى الله ورسوله، وأن نرضى الشعب السوداني، ونحن الآن نعتبر أنفسنا شركاء فى التغيير الذى حدث ونحن جزء منه. وأشكر بالطبع حزب الأمة على موقفه تجاهنا، وهو حزب تاريخى وكبير.
لقد لقى موقفنا تقديرا كبيرا من الشعب، لكن ما أحب أن أؤكده أن هذا هو دورنا، وهذا هو الموقف الصحيح، ولا ننتظر عليه جزاء ولا شكورا.
الشعب السودانى الواعى بكل مكوناته وكياناته هو صمام الأمان، لا يمكن تجاوزه، نحن فقط قمنا بالواجب، حقنا لدماء الشعب السودانى وهذا واجبنا، ولا يجب أن نشكر عليه، والحمد لله أننا قمنا بالواجب، كانت ستحدث كوارث، لكن الحمد لله والشكر لله، دعاء أهل السودان أخرجنا من المحنة.
ما مستقبل قوات الدعم السريع فى رأيك؟
يحتاج البلد إلى هذه القوات حاجة ماسة، وهى قوات منضبطة ونظامية، ونحن حريصون على انضباطها، فهى قوات تعمل لمصلحة الشعب السودانى كله، وأنا أتمنى أن تسألى الرأى العام عن دور ومدى قبوله هذه القوات، لأن شهادتى فيها مجروحة.
هل هناك من يحاول تشويه صورة قوات الدعم السريع، ويكيل لها الاتهامات خصوصا بعد كل هذا التقدم فى المفاوضات؟
لكل نجاح أعداء، وفعلا قبل أيام كان هناك هجوم كبير وحملة ممنهجة ضد قوات الدعم السريع، وبعد الهجوم على المعتصمين لفقوا الاتهامات لها، لكن ثقتنا بالله كبيرة، لقد تم القبض على الجناة وتقديمهم الى أجهزة التحقيق، واعترفوا وعرضناهم على الشعب السوداني، وكانوا موجودين داخل الحراك، وهذا يثبت أن هناك مؤامرة على قوات الدعم السريع لتشويه صورتها.
أكبر الانتقادات للمجلس العسكرى أنه لم يتخذ حتى الآن إجراءات حقيقية واسعة ضد فلول النظام السابق المتورطين فى سفك دماء ونهب أموال الشعب السوداني؟
هناك إشكالية حقيقية، فبعد فترة حكم طويلة استمرت 30 عاما، فإن النظام السابق له بالفعل دولة عميقة، ونحن فى المجلس العسكرى لدينا مشاكل أعترف بذلك، لكن بالرغم من كل هذا، فقد ألقينا القبض حتى الآن على 25 من رموز النظام، ونجهز فى ملفات ادانتهم، كذلك بدأ استجواب الرئيس المعزول وعدد من رموز نظامه، لكن أود تأكيد أننا لا نريد أخذ الناس بالشبهات، كما أن هناك أشخاصا من الفلول اختفوا ولم نجدهم، ومع ذلك أود تأكيد أن الإجراءات القانونية بحق رموز النظام السابق المتورطين ماضية، وليس هناك أكبر من الرئيس، فأى فاسد أو متورط سيكون مصيره السجن.
يتكلمون عن دولة عميقة وأخرى موازية وكتائب الظل.. هل هى موجودة بالفعل ؟
نعم موجودة وحقيقية. الآن نحن فى منعطف خطير ولابد أن نراجع حساباتنا جيدا، ونراجع انفسنا، نريد الناس ترضى ببعض وتقبل بعض، حتى نصل إلى ديمقراطية حقيقية غير مزورة أو ملفقة، ليس فيها إقصاء لأحد، هذا يستلزم تعاملا دقيقا مع الموقف.
هل تتربص تلك الجماعات بالتغيير وتريد الانقضاض عليه بالفعل؟
نعم.
وكيف تتصرفون حيالها؟
نعمل ما فى وسعنا، ونركز جهودنا فى تأمين الوضع، والناس الصادقون المخلصون موجودون فى الأجهزة الأمنية معنا.
هل تشعر أنك شخصيا وقواتك التى أصبحت رقما صعبا فى المشهد السودانى مستهدفون ؟
نعم هذه حقيقة أنا مستهدف، فمنذ أول يوم أعرف أننى فى خطر حقيقي، وفى النهاية من يتوكل على الله فهو حسبه.
كيف تنظر لمفاوضاتكم مع قوى الحرية والتغيير؟
حاورنا الإخوة فى قوى الحرية والتغيير،ووصلنا معهم إلى تفاهمات، الشد والجذب فى أثناء المفاوضات هو شيء طبيعي، أكثر ما يهمنا فى المجلس العسكرى أن يُرضى الاتفاق الشعب السوداني، حتى لا نجد أى معارضة له، وحتى لا يتعرض للانهيار، وسيكون المجلس العسكرى ضامنا لهذا الاتفاق، كان رأينا ألا تزيد الفترة الانتقالية على عام، لكن قوى الحرية والتغيير كانت تريدها 4 أعوام، وتوافقنا فى النهاية على أن مدة الفترة الانتقالية 3 سنوات.
هل ستسلمون الحكم بالفعل إلى سلطة مدنية؟
نعم بكل تأكيد سنقوم بذلك وستكون هناك حكومة كفاءات، لقد تعبنا، ونريد تسليم السلطة اليوم قبل غدا.
والأهم من ذلك هو أن يتم العمل خلال الفترة الانتقالية على تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة، وأن يكون هناك تحول إلى ديمقراطية حقيقية. أتمنى أن تعود الديمقراطية الحقيقية، نريد تنافسا حقيقيا، وانتخابات حرة نزيهة، وسنرضى بمن يأتى به صندوق الانتخابات، أيا كانا، نريد شخصا عادلا محترما لا يكذب ولا يغش الناس.
ما الذى تحرصون على تجنبه وأنتم تؤسسون للفترة الانتقالية؟
مسألة الإقصاء، لأنه يخلق احتقانات فى البلد، والدليل على ذلك أن حزب المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم سابقا، كانت لديه سيطرة كاملة على البلد، نحتاج حسن النوايا، ولن نرفض المؤتمر الوطنى كله، كانت عضويته 7 ملايين، ليس هناك سجون تستوعب هذا العدد، لكن رموز النظام ومن دمروا السودان وأعاقوا تقدمه فى السجون، وكذلك الفاسدون الذين نهبوا البلد، لن نتركهم، وسنلاحقهم جميعا داخل السودان وخارجه. فالظلم يجلب المشكلات، وسنحرص على أن يكون الوضع السياسى مرضيا للجميع.
كيف ترى قوى الحرية والتغيير؟
هى مجموعات كثيرة، يمكن أن تقع بينها خلافات، ونحن نأمل فى أن تكون هناك سلطة تخرج السودان من المأزق الراهن.
كيف يمكن أن تصف الوضع الاقتصادى للسودان حاليا؟
السودان الآن فى أزمة اقتصادية حقيقية، لقد ورثنا خزائن خاوية تماما، هناك مشكلات كبيرة فى حياة الناس ومعيشتهم اليومية، مشكلات فى الدواء ومدخلات الانتاج، لقد ترك لنا النظام السابق دولة شبه مفلسة تماما.
وأوضاع السودان هشة للغاية فى كل المجالات، هذا رغم أن السودان ملئ بالخيرات، وأبشركم بأن الأمور تسير قدما إلى الأمام.
وكيف تصرفتم إزاء هذه الاحوال المتدهورة؟
رغم كل الضغوط على المجلس العسكري، فقد تم تشكيل لجنة عليا لادارة الأمور، وقمنا بتوفير كل الاحتياجات الآنية ومشتقات البترول والدواء وغيرها، كذلك قمنا بحصر ديون السودان الخارجية، ونقوم حاليا بتسديد مبلغ قدره مائة مليون دولار شهريا من ديون بنك السودان المركزى خارجيا، لكن يبقى أن هناك مشاكل كثيرة، لم نتوصل لحلول بنسبة كاملة لها، ولكن على الأقل قمنا بحلها بنسبة 35%.. أى أن المجلس العسكرى يسير بطريقة جيدة، وقطع شوطا فى حل المشكلات المتراكمة، وبعد تشكيل وتولى الحكومة الانتقالية المسئولية فسيكون عليها إكمال المهمة.
كيف ترى الأوضاع الأمنية فى السودان هذه الأيام؟
هناك فراغ دستوري، وأعضاء المجلس العسكرى ليسوا سياسيين، ونحن فى انتظار تشكيل الحكومة، ونعمل بكل جهدنا على تأمين حدودنا، وتأمين كل ولايات السودان، وبالطبع العاصمة الخرطوم، وأستطيع القول إننا قمنا بتأمين كل الحدود بنسبة 100% لكن بالطبع إغلاق الطرق والمظاهرات لا نعتبرها أمرا مهددا للامن القومي.
ماذا تحب أن تقول للسودانيين والعالم عن قوات الدعم السريع التى قمت بتأسيسها وتقودها؟
هناك حملة ممنهجة ترعاها دول بعينها ضد الدعم السريع، وهناك من يظن أنه يمكن أن يخدعنا وينفذ أجندته، لكننا لن نُخدع، ولن نسمح لأحد بتنفيذ أجنداته. لكننى أؤكد أنها منذ إنشائها عام 2013، وهى قوات قومية داعمة للقوات المسلحة، وعليها واجبات محددة، وفى العمليات الحربية تكون ضمن القوات البرية، وفق توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد حسمنا التمرد فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وفى كل أنحاء السودان، وتم ذلك بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية، ولم يعد التمرد موجودا إلا فى المناطق الوعرة فقط فى جبل مرة بدارفور وجنوب كردفان، وهناك 5 مجموعات تنتمى لحركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور انضمت للدعم السريع.
لقد أنتج التمرد إفرزات وظواهر سلبية كبيرة فى السودان، وقد عملنا على حسم الانفلات الأمني، الذى جعل دارفور شبه قنبلة موقوتة، وقد قبضنا على هؤلاء المنفلتين، وجمعنا السلاح، وقمنا بتأمين الموسم الزراعي، كما ساهمنا فى المشاريع التنموية بشرق ووسط السودان.
وماذا عن العديد من الانتقادات التى توجه لقوات الدعم السريع؟
أفعالنا ومواقفنا تتكلم عنا، والشعب السودانى أيضا سيتكلم ويدافع عن قوات الدعم السريع.
نحن جزء من الثورة، وشركاء حقيقيون فيها، ولابد من حكومة كفاءات مستقلة، وأؤكد الاستقلالية حتى لا تكون عندهم أجندة، لا يسعون إلى تصفية حسابات أو إيجاد مشكلات مع هذا أو ذاك، أجندتهم هى خدمة البلد فقط، لو اتفقنا على هذه المعايير سيتم إنهاء الأمر فى 3 أيام فقط، لكن لو دخلت المطامع والحسابات الشخصية والانتقام وغيره فسيكون هناك شأن آخر.
هل ستشهد الفترة المقبلة عودة قيادات وأعضاء الحركات المسلحة؟
نعم، عندما حدث التغيير اتصلنا بالإخوة فى الحركات المسلحة، ووقع معنا مينى أركو ميناوى رئيس حركة تحرير السودان اتفاق مبادئ، وأدعو كلا من عبد الواحد محمد نور زعيم حركة تحرير السودان، وجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، وعيد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان للسلام والاتفاق، وأقول لهم جميعا: «كفانا حروبا ودمارا، وتعالوا لنتعاون معا فى بناء البلد».
هل هناك أمل فى تحقيق السلام وإسكات صوت الحرب فى السودان؟
تماما.. هذا ما نسعى إليه، سلام شامل فى كل أنحاء السودان، وقد وصلت وفود المقدمة لبعض الحركات المسلحة، كما أن لبعض منتسبيها منابر فى الحراك، لقد اجتمعوا معنا، وفى الأيام المقبلة ستكون هناك أخبار سارة على هذا الصعيد.
كيف تنظرون إلى الدعم العربى لكم؟
نشكر مصر على دعمها، كما نشكر مبادرات السعودية والإمارات لدعم الشعب السوداني.
وكيف ترى مستقبل العلاقات بين مصر والسودان؟
العلاقات مع مصر علاقات أزلية، علاقات إخوة وجيرة، فنحن أبناء نيل واحد، لا توجد علاقات بين أى دولتين كالعلاقات المصرية السودانية، فهناك وحدة وجدان بين الشعبين، ويجب أن نزيل كل العقبات حتى نصل إلى التكامل بين الشعبين، كى يعيشا فى استقرار ورفاهية، ويكونا شعبا واحدا فى المستقبل، بعيدا عن أى خلافات أو تراشقات.
أشكر مصر حكومة وشعبا، فهم أشقاؤنا وإخواننا، ونقدر لهم الدور الذى قاموا به ونشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي.
متى تزور القاهرة؟
إن شاء الله قريبا.. مصر هى بلدنا الثاني، وستكون أول بلد أزوره.
الفريق أول محمد حمدان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.