بدا وزير الدفاع السودانى الفريق أول ركن مهندس، عبد الرحيم محمد حسين،سعيدا جدا عقب عودته من رحلته إلى العاصمة المصرية القاهرة، التى التقى خلالها نظيره المصرى المشير عبد الفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء المصرى ووزير الدفاع التى رافقه خلالها رئيس هيئة الاستخبارات والأمن الفريق الركن صديق عامر، بالإضافة إلى اللواء الركن صالح يس من هيئة الاستخبارات العامة، وهذه الزيارة للرجل هى الأولى له لمصر ما بعد الثلاثين من يونيو 2013، بل هى أول زيارة لمسئول سودانى رفيع المستوى إلى مصر بعد التغيير الثورى الشعبى الذى تم فى منتصف العام المنصرم 2013. وفى المطار الحربى بداخل القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بالخرطوم كان على رأس مستقبلى السيد وزير الدفاع كل من السيد القنصل العام لجمهورية مصر العربية بالسودان سعادة معتز مصطفى كامل، بالإضافة إلى الملحق العسكرى المصرى بالسودان وعدد من القيادات بالسفارة المصرية بالخرطوم، ومن السودانيين كان هناك عدد من كبار ضباط القوات المسلحة السودانية عرفت منهم العقيد الصوارمى، الناطق الرسمى باسم الجيش السودانى، وفى صالة كبار الشخصيات بالمطار الحربى، وهى صالة تمت إعادة تشييدها فصارت صالة « فخمة» (فخيمة) و(فاخرة)، جلس وزير الدفاع مع مستقبليه المصريين لنحو ثلث ساعة وتزيد، بدا فيها أن الجميع كانوا فى غاية الانبساط والسعادة والحيوية. بادرت وزير الدفاع بسؤالى هل كان هناك حديث مع المشير السيسى بشأن إنشاء قوات مشتركة مصرية -سودانية كما تردد؟ نعم .. نحن أصلا بدأنا فى خطوات أن ننشئ قوات مشتركة على أساس أن تؤمن الحدود. وأردف وزير الدفاع: هذه التجربة لقد حدثته أننا نحن لدينا ثلاث تجارب عندنا تجربة قوات مشتركة مع تشاد وعندنا تجربة تعاون مشترك للفرق المتقابلة مع إثيوبيا، وعندنا تجربة مع قوات ثلاثية مع إفريقيا الوسطى وعندنا تجربة رابعة مع ليبيا، وهو أكد لى أنهم جاهزون لأى واحدة من التجارب فى إطار تأمين الحدود. وماذا بخصوص الطريق البرى الذى من المفترض أن يربط السودان بمصر كانت هناك بعض الأشياء لم يتم البت بشأنها ؟ نحن تحدثنا أن هناك مشكلة فى مثلث حلايب (لنكون واضحين مع بعض) نحن نعلم أن هناك مشكلة فى مثلث حلايب هذا معلوم وعندنا مشكلة فى (نتوء) حلفا وهذا معلوم. واثقون أن هذه القضايا يمكن أن تحل عبر الحوار والحوار فقط وأننا نحن نقدر أن هذه الحدود التى رسمها الاستعمار لن تكون يوما عائقا للعلاقات ما بين الشعبين فى البلدين. ألا ترى أن هذه الزيارة تأخرت؟ هى زيارة فى إطار العلاقات المتينة والقوية ما بين القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة السودانية، بل هى فى إطار العلاقات المتينة ما بين السودان ومصر، ودائما مثلما نحن نردد (كلنا يمثل عمقا إستراتيجيا أمنيا شاملا للآخر فى هذه الزيارة كان لى لقاءان، اللقاء الأول كان باللواء أحمد التهامى، مدير المخابرات العامة المصرية تناولنا فيه كثيرا من القضايا الأمنية التى تخص البلاد، ووجدنا تفهما عميقا جدا بالنسبة للقضايا الأمنية والقضايا السياسية وفهما عاليا لأهمية العلاقات المتينة والقريبة والمترابطة ما بين السودان ومصر، ثم كان هناك لقاء مطول استغرق أكثر من ساعتين ونصف الساعة مع المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء، وتحدثنا فيه عن كل الجوانب فى القضايا الثنائية ما بين البلدين فى مجالاتها العسكرية والأمنية والقضايا السياسية العامة بين البلدين والقضايا على الساحة الإقليمية. ما دلالة توقيت هذه الزيارة كما ترونها؟ أعتقد أن الزيارة أتت فى وقتها وأعتقد أنها كانت مهمة، وأتوقع أن مردود الزيارة على صعيد علاقات البلدين فى جوانبها المختلفة سيكون إيجابيا، وعلى صعيد العلاقات ما بين القوات المسلحة السودانية والقوات المسلحة المصرية أيضا سيكون إيجابيا ونافعا جدا. واستطرد وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين: الروح التى سادت الاجتماع والنقاش الذى دار بين القادة الذين حضروا الاجتماع وهم (كبار قادة القوات المسلحة فى البلدين) كان بروح إيجابية بناءة حريصة جدا على العلاقة ما بين الشعبين على استقرار الأوضاع فى الدولتين، وأيضا على حقوق الشعب فى الدولتين. وأضاف، نحن تحدثنا مع المشير السيى بأننا نحترم إرادة الشعب المصرى، ونحن نعلم أن القوات المسلحة المصرية حريصة وأقدر على حماية شعب مصر وحماية مصر وأنها ستؤدى دورها إن شاء الله. ما رؤية المشير السيسى للعلاقات المستقبلية مع السودان كما لمستموها من مباحثاتكم؟ حقيقة وجدت أن قيادة القوات المسلحة فى مصر على رأسها المشير عبد الفتاح السيسى لديهم فهم عميق وواسع لعلاقات البلدين ويدركون حقيقة أهمية السودان كبعد وعمق إستراتيجيين لمصر، بل تحدث المشير مطولا عن أهمية السودان ليس لمصر فقط بل للأمة العربية. وتحدث بعمق أنهم ينظرون إلى مستقبل واعد بعلاقات أكثر عمقا وإلى اتخاذ خطوات عملية نحو تمتين هذه العلاقات والاستفادة الكاملة من إمكانات مصر وإمكانيات السودان ليكون السودان حقيقة دعما للأمة العربية. هل تطرقتم إلى التعاون المشترك فى المجالات المختلفة؟ نحن كنا واضحين جدا، لقد أكدنا له أن مصر لن يأتيها أذى من السودان مطلقا ولن يأتيها من السودان إلا الخير مثل النيل المتدفق على مصر، سيظل السودان يحمل الخير لأبناء شمال الوادى ولن يجدوا منا إلا الخير إن شاء الله، وتحدثنا عن العمل المشترك فى الحدود وأهميته تحدثنا عن المعابر وفتحها لتنطلق العلاقات ما بين الشعبين، وبحثنا هموم المياه وهذه قضية لا بد من أن نتكلم عنها، ومثلما نعلم منذ أن قرأنا فى المدرسة الأولية (مصر هبة النيل) فتحدثنا عن ذلك وأوضحنا بصورة جلية موقف السودان وأهمية أننا نحن ملتزمون بالاتفاقيات التى وقعت منذ العام (1959) وأن حصص مصر من المياه لن تتضرر من ناحية السودان مطلقا، كما هى فى الاتفاقيات الموقعة بيننا وأننا حريصون جدا فى أن يكون هناك تعاون ثلاثى ما بيننا، وبين مصر والسودان وإثيوبيا فى هذه القضية، وتحدثنا عن لجنة الخبراء المكونة من اثنين من كل دولة، بالإضافة إلى خبراء عالميين عددهم أربعة، والتوصيات التى خرجت بأهمية الدراسات المتعمقة عن أثر البيئة والأثر الاجتماعى والأثر الاقتصادى وأهمية النظر إلى توزيع المياه، وأن تنال كل دولة حظها كما فى الاتفاقيات المبرمة. وماذا عن اللجان الفنية للسد الإثيوبى ؟ تحدثنا أيضا عن اللجان الفنية الهندسية عن النواحى الهندسية فى السد وتحدثنا عن أهمية أن نعطى الفرصة بأن تعقد هذه الدراسات وترتب وأننا نحن فى السودان لنا علاقات جيدة وممتازة مع الشقيقة إثيوبيا، لكن نؤكد دائما أن علاقاتنا مع كل دول الجوار ليست موجهة لدولة أخرى إنما نستخدم هذه العلاقات لنمتن علاقاتنا مع مصر ومع دول الجوار، ونحن حريصون على أن نلعب دورنا الإقليمى كما هو مقدر لنا كاملا بإذن الله تعالى. هل تطرق المشير السيسى معكم لترشحه لخوض انتخابات الرئاسة بمصر؟ لا ... وطمأننا على الأوضاع فى مصر وترتيبها والترتيب المعد نحو قيام انتخابات حرة ونزيهة لرئاسة الجمهورية والبرلمان وغيره، واللقاء كان مطولا وواضحا وصريحا، وجدنا فيه استجابة كبيرة جدا. وزاد وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين: كذلك تحدثنا عن القارة الإفريقية وأهمية التواصل الإفريقى، وتحدثنا عن دور مصر فى الفترات الماضية فى إفريقيا كيف كان دورا مهما وبارزا وتحدثنا أن هذا الدور يجب أن يعود بقوة لإفريقيا. كلمة أخيرة توجهها لمصر والمشير السيسى؟ حقيقة أنا شاكر جدا لقيادة مصر التى استقبلتنا استقبالا طيبا يليق بعمق العلاقات مع مصر ويليق بالشعب المصرى وكرمه وأصالته .. هذه الزيارة إن شاء الله وبإذن الله تعالى سوف تكون مثمرة لصالح الشعبين فى البلدين الشقيقين.