عباس: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء تجسد قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة    إنفوجراف.. إنجاز تاريخي للتعليم العالي في سيناء    سفير قطر بالقاهرة يهنئ مصر قيادة وشعبا بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    أسعار الذهب في مصر تميل إلي الهبوط مع انخفاض الطلب بالأسواق    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وشبرا الخيمة    النور مش هيقطع في بيتك بعد النهارده.. اعرف سعر جهاز مانع انقطاع الكهرباء    ياسمين فؤاد تترأس مع وزيرة ألمانية جلسة النظام العالمي لتمويل المناخ    مصرع وإصابة 36 شخصا إثر اندلاع حريق كبير في فندق شرقي الهند    أخبار الأهلي: شوبير يكشف عن مفاجأة في قائمة الأهلي أمام مازيمبي    فودين عن بيلينجهام: لم أر أحدا في عمره بهذا النضج    القبض على مسن أنهى حياة زوجته بقرية البياضية في المنيا    خبيرة أبراج تبشر "المائيين"    شكرًا لكل شهيد ضحى بروحه.. خالد سليم يحتفل بعيد تحرير سيناء    «هيئة الدواء» توضح طرق انتقال العدوى بمرض الملاريا    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    مواجهة اتحاد جدة تشهد عودة ميتروفيتش لصفوف الهلال    تفاصيل اليوم الأول للبطولة العربية العسكرية للفروسية للألعاب الأولمبية| صور    الهلال الأحمر الفلسطيني يحذر من انتشار كبير للأمراض المعدية في غزة    الداخلية: نواصل جهود مكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    الأردن يدين سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    شقو يكتسح شباك تذاكر أفلام السينما.. بطولة عمرو يوسف وأمينة خليل    محافظ الفيوم يشهد الجلسة الختامية لورشة عمل مناقشة مخرجات إعداد الخطة الاستراتيجية للمحافظة 2030    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    صرف صحي الإسكندرية تستقبل وفدا أردنيا للوقوف على الإدارة المستدامة    سقوط عصابة تخصصت في سرقة الدراجات النارية بالقاهرة    مصرع عامل تعرض لصعق كهربائي بأكتوبر    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    بكام يا أخضر.. سعر صرف الدولار اليوم الخميس 25 أبريل 2024    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    لبيب يرافق بعثة الزمالك استعداداً للسفر إلى غانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الين يهبط لأدنى مستوياته في 34 عاما أمام الدولار    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى أول حوار مع صحيفة مصرية منذ 5سنوات..الرئيس السودانى ل"اليوم السابع":خرجت مرتاحاً نفسياً بعد زيارتى للقاهرة ولقاء السيسى..لا ندعم الإخوان..والرئيس أعاد مصر قبلة لافريقيا ونتعاون لحل الأزمة الليبية


- تغيير السلطة فى مصر مسؤولية الشعب المصرى..
- مصر لديها ملحوظة وحيدة على الوثيقة.. وجاهزون للقيام بدور لبناء الثقة بين القاهرة وأديس أبابا
- مبارك استغل انشغالنا بمحاربة الانفصاليين وحاول الضغط علينا.. ونحن قررنا ألا نقاتل مصر
- متفائل بخطاب الرئيس السيسى امام البرلمان الاثيوبى
- أنا على قناعة بأن ما هو متوفر الآن من إرادة بين مصر والسودان لم يكن متوفرا فى الماضى
- وبعض الوسائل الإعلامية المصرية تدمر العلاقات بين القاهرة والخرطوم
- ما قيل فى عهد مرسى عن إثيوبيا مدمر وغير مسؤول وكان له أثر سلبى على كل أفريقيا التى تعاطفت مع أديس أبابا
- نحن ضد التدخل العسكرى فى ليبيا لكن قتل مجموعة الأقباط المصريين عمل مستفز وشىء طبيعى أن يكون هناك رد مصرى على الحادث
- القذافى كان يدعم كل حركات التمرد والانفصال بالسودان ولذلك دعمنا ثوار ليبيا عسكريا
- تاريخياً من يريد حكم العالم يسيطر على الشرق الأوسط
- وما يحدث الآن من حوار بين إيران وأمريكا يشير إلى أننا مقبلون على شىء جديد
- قصة أول وأجرأ حوار للرئيس السودانى مع صحيفة مصرية منذ الثورة.. وافق على الإدلاء بحديثه ل«اليوم السابع» لما وجده من حرص على عرض الحقيقة والتعامل بمهنية مع الشأنين السودانى والمصرى
كانت «اليوم السابع» دائماً حريصة على التعامل مع السودان كجزء من أمن مصر، وليست مجرد موضوعا أو خبرا، تعاملنا معها بعرض أمين لوجهات النظر، من دون إهمال التفاصيل المهنية والسياسية. وهو أمر ساعد فى فتح آفاق التعامل من قبل الأشقاء فى السودان.
كان الوقت مناسبا لطرح الأسئلة، السودان رقم مهم وشريك أساسى لمصر، ولدى السودان ومصر مفاتيح أفريقيا، كانت كلمة الرئيس البشير فى شرم الشيخ تدعو للتعاون والتكامل، هناك أسئلة فى قضية إثيوبيا، وأيضا فى العلاقات بين شعب وادى النيل فى مصر والسودان. قررنا مخاطبة السفارة السودانية نطلب حديثا من الرئيس السودانى عمر حسن البشير، الذى يستعد لانتخابات رئاسية يعلن فيها أنها آخر مرة يطرح نفسه للرئاسة. خاطبنا السفارة السودانية وجاء الرد سريعا، والموعد قبل يومين فقط من توقيع اتفاق المبادئ الذى سيتم توقيعه صباح اليوم فى الخرطوم بين مصر والسودان وإثيوبيا، ويوقعة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس البشير ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ميريام ديسالين ويتضمن 10 مبادئ أساسية تحفظ فى مجملها الحقوق والمصالح المائية للدول الثلاث وباقى دول حوض النيل. ووجدناها فرصة وسارع الزملاء فى «اليوم السابع» بمتابعة الحجوزات والتذاكر.
سابقت بعثة «اليوم السابع» الزمن للقاء الرئيس السودانى وحجزنا للسفر، بعد منتصف ليل الجمعة، وصلنا قبل ساعات من فجر السبت مطار الخرطوم، واستقبلنا الأخوة السوادنيين كالعادة بود وطيبة معهودة، وقدمت لنا الجهات المختلفة تسهيلا لمهمتنا. وبالرغم من انشغالات الرئيس السودانى عمر البشير بجولاته الانتخابية ومسؤولياته الرئاسية وتأجيل اللقاء لعدة ساعات فقد وفر لنا مساحة من الوقت مساء السبت. واستقبلنا بود، وحرص على أن يؤكد لنا أنه يثق فى توفر الإرادة لدى مصر والرئيس السيسى فى إنهاء معوقات التكامل بين مصر والسودان، كما أكد لنا أنه يلمس الصدق لدى مصر فى توجهها إلى السودان وأفريقيا، واستعادة الدور المصرى فى القارة، عندما كانت مصر قبلة أفريقيا وهى التى قدمت الدعم وفتحت أبوابها لحركات التحرر الأفريقية.
كما بدا الرئيس البشير مستاءً من بعض أو كثير مما ينشر فى الإعلام، ويسبب مشكلات بل إنه صنع حالة من التعاطف من الدول الأفريقية مع إثيوبيا، وقال إن الرئيس السيسى حاول استعادة هذه الثقة وأعادة مصر قبلة لأفريقيا.
وقال الرئيس البشير إن كثير مما ينشر لا يكون له أساس، وأحيانا يتم اختراع قصة وبناء نتائج وتفاصيل عليها لا تكون صحيحة، وقال إنه لم يكن ضد ثورة 30 يونيو وأنه أعلن منذ البداية أن اختيار السلطة فى مصر هو حق الشعب المصرى وليس غيره، كما أنه كان من أوائل مهنئى الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد انتخابه رئيسا، نافيا أن يكون دعم جماعة الإخوان، بل إنه وصف ما فعلة الرئيس الأسبق محمد مرسى فى جلسة سد النهضة بأنه كان ذو تأثير مدمر على العلاقات بين مصر وإثيوبيا، وسوء فهم، مؤكدا أن السودان لا يسمح بأى عمل على أراضى السودان يضر بالمصالح أو الأمن المصرى، ونفى أن يكون هناك مطلوبون لمصر على أرض السودان.
وقد كان الرئيس البشير ودودا فى الإجابة على كل ما طرحناه، وبعضه كان بمثابة شكوك أو مخاوف لدى الشعب المصرى، ولم يرفض الإجابة على أى من أسئلتنا، وكان حريصا على تأكيد استعداد السودان للعب أى دور يقرب المسافات بين مصر وأفريقيا، وأنه أعاد طرح فكرة التكامل، لما وجده من توفر إرادة قوية لدى الرئيس السيسى، لاستعادة دور مصر فى أفريقيا.
وفيما يخص «اليوم السابع»، أكد الرئيس عمر البشير أنه وافق على الإدلاء بحديث ل«اليوم السابع» لما وجده من حرص على عرض الحقيقة والتعامل بمهنية مع الشأنين السودانى والمصرى، داعيا إلى ميثاق شرف إعلامى بين الإعلام فى مصر والسودان، يراعى العلاقات التاريخية ويتواصل مع المعلومات من مصادرها، ولا يعتمد على شائعات أو أقاويل غير صحيحة، وهو ما طرحه الزميل يوسف أيوب رئيس القسم الخارجى فى أكثر من تحليل ومقال ب«اليوم السابع»، وقال الرئيس البشير إنه مع هذه الرؤية، وأنه اتفق مع الرئيس السيسى على دعم هذا التوجه.
وأكد الرئيس البشير أن السودان لم يتلق أى طلب لتسليم مطلوبين لمصر على الأراضى السودانية، وأن التعاون مع مصر لضبط الحدود بينهما أو بين كل منهما وليبيا مستمر.
الرحلة إلى الخرطوم لم تكن فقط للقاء الرئيس السودانى عمر البشير، لكنها كانت للتعرف أكثر على الحال فى السودان والأشقاء. لم نشعر أننا فى بلد آخر، نفس الحال، وهو موضوع لقصص صحفية أخرى.
وقد وجدنا تعاونا من الأشقاء فى السودان من اللحظة الأولى، وهو ما يستدعى توجيه الشكر إلى السفير السودانى بالقاهرة عبدالحليم عبدالمحمود، والمستشار محمد جبارة المستشار الإعلامى للسفارة السودانية بالقاهرة الذى وفر لنا الاتصالات ورافقنا فى رحلة الخرطوم، وأيضا السيد محمد حاتم المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية.
لماذا هذا الحوار الآن
مع الرئيس السودانى عمر حسن البشير.. الحديث عن النيل وإثيوبيا ومصر والسودان.. السودان شريك مصر فى النيل والمصير، النيل كان موضوعا لتوترات وخلافات وسوء فهم، فى قضية سد النهضة الإثيوبى، مصر تدافع عن حقها التاريخى فى مياه النيل، وأعلن الرئيس السيسى أن مصر لا تنكر على إثيوبيا حقها فى التنمية وتحرص فى الوقت نفسه على أن يحصل كل شعب على نصيب عادل من دون إضرار بمصالح الدول الأخرى.
السودان هو البلد الشقيق الأزلى لمصر فى المصير والنيل، فضلا عن كونه يشارك مصر حدودا ممتدة، وهناك مصائر مشتركة للشعبين، والسودان رقم مهم وشريك فى مياه النيل وتحديد توزيعها مع إثيوبيا ومصر، واليوم يتم توقيع اتفاقية المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان، هناك أيضا العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، والرئيس البشير يدعو المصريين للاستثمار فى السودان ويمنحهم نفس الميزات الممنوحة للسودانيين مع حرية التنقل والاستثمار والتملك، ويدعو البشير العالم العربى للتكامل، واستغلال أرض السودان الخصبة الشاسعة التى تبلغ 100 مليون فدان، ومعها المياه، تحتاج للخبرات المصرية والمال العربى لتمثل سلة غذاء عربية، وفرص عمل وعائدات ضخمة وتصنيع، وأن تكون السودان بوابة مصر والعالم العربى على أفريقيا، هى استراتيجية مربحة لكل أطرافها.
كان الرئيس السودانى قد طرح ذلك فى مؤتمر شرم الشيخ مدفوعا بحماس وإرادة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يعلن دائما أن مصر تستعيد دورها فى أفريقيا، من خلال السعى لمواجهة مشكلات أفريقيا، ولا تفكر فى نفسها فقط، وتدفع لفتح أبواب الاستثمار والتنمية والمصالح المشتركة.
فى هذا الحوار الذى أجرته «اليوم السابع» مع الرئيس عمر البشير بالعاصمة الخرطوم، كشف لنا عن راحته النفسية التى شعر بها للمرة الأولى فى زيارته الأخيرة للقاهرة، بعد 30 يونيو، مؤكدا صدق توجهات الرئيس السيسى ورغبته فى تحقيق حلم التكامل بأفريقيا فى التنمية، «اليوم السابع» فتحت مع الرئيس السودانى عددا كبيرا من الملفات طرحنا عليه خلالها العديد من الأسئلة المهمة، لإزالة أى التباس، وتوضيح خطوط العرض والطول فى نسيج العلاقة المصرية السودانية، وعلى رأسها ما مواقف السودان ومصر من الصراعات فى ليبيا، وما هى إمكانيات التعاون الأمنى بين البلدين لمواجهة أخطار مشتركة؟
وكشف الرئيس السودانى عمر البشير أن هناك اتفاقا مع مصر فى مواقفها من قضية ليبيا ومن القضايا العربية، وتقاربا فى وجهات النظر، وأعلن الرئيس السودانى أنه سيواصل إلغاء أى معوقات حدودية أو إدارية مع مصر، مؤكدا أن السودان بوابة مصر إلى أفريقيا، ويؤكد أنه لن يسمح بأى أعمال عدائية ضد مصر، وأن التعاون الأمنى والحدودى والسياسى فى أعلى مستوياته.
كما أكد الرئيس السودانى أن المهم فى مفاوضات مصر وإثيوبيا وتوقيع الاتفاق الثلاثى اليوم هو استعادة الثقة وإسقاط الحاجز النفسى، مشيرا إلى أن أثيوبيا لا يمكن أن تتحكم وحدها فى مياه النيل، معلنا استعداد بلاده للعب دور فى تقريب وجهات النظر.
كما شدد الرئيس السودانى على رغبة مصر والسودان فى دعم استقرار ليبيا ومواجهة الإرهاب فيها، ودعم الحل السياسى بكل أطراف الوضع فى ليبيا، فضلا عن اهتمامات مصر والسودان المشتركة بما يجرى فى اليمن وسوريا والمنطقة العربية.
وتطرقنا فى هذا الحوار مع الرئيس البشير إلى الانتخابات الرئاسية التى تشهدها بلاده قريبًا، وكشف الرئيس الذى حكم السودان لأكثر من 25 عامًا، نيته خوض انتخابات الرئاسة وقد حكم فى فترة واجهت فيها السودان أنواء كثيرة «حروبا أهلية، وحركات تمرد، وانفصال، ودعوات للانفصال»، لكن الرئيس البشير دخل فى مفاوضات كثيرة، ونجح فى استعادة وضع الاقتصاد السودانى ومواجهة الأزمات العالمية، وتفادى خسائر انفصال الجنوب الذى يضم أكثر بترول السودان، وإلى نص الحوار.
تحدثتم فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ عن فكرة التكامل الاقتصادى بين المثلث الذهبى المتمثل فى مصر والسودان وليبيا، إلى أى مدى ترى أن هذا الأمر إن حدث سيكون له مردود إيجابى على الدول العربية؟
- من يتابع الوضع فى المنطقة الآن فسيرى أنه محزن بكل المقاييس، وإذا استشعر المواطنون حجم الخطر الموجود فى المنطقة فسيكون ذلك محفزاً لكى يحدث تقارب أكثر بين دول المنطقة، خاصة أن الشعوب العربية تواجه حالة إحباط مما يحدث فى الوطن العربى، فأى مبادرة لأى تقارب بين الدول العربية ستجد قطعًا ترحيبًا ومساندة من الشعوب العربية، وأعتقد أننا من الممكن أن نقدم هذا النموذج، نموذج التكامل والتقارب.
وإخواننا فى الخليج الآن لديهم تجمع خليجى يوفر تعاونًا كبيرًا جدا بينهم، وإذا نظرنا إلى بلدينا فسنجد أن مصر والسودان مؤهلان لحدوث ذلك، خاصة لوجود روابط قديمة، تاريخية، وبالتالى فنحن فى مصر والسودان لن نستحدث أى جديد، وإنما سنحيى القديم، فالروابط موجودة مثل الآثار بالضبط، ولا ينبغى أن تنتظر البعثات الأجنبية المستكشفة لكى تظهر لنا هذه الآثار، فنحن لدينا قاعدة أساسية موجودة هنا وقاعدة شعبية تتجاوز الحكومات تماما، لأن العلاقة بين الشعبين لم تهزها العواصف، ولم تتأثر بالعلاقة التى تربط بين الحكومات، سواء شهدت هذه العلاقة ارتفاعا فى المستوى أو انخفاضا، وأعتقد أننا لدينا أساس متين نبنى عليه.
الآن الحمد لله لدينا ثلاث طرق ممهدة تربط السودان بمصر لأول مرة، ونخطط الآن لمد خط سكة حديد، فضلاً عن شبكة الربط الكهربائى مع مصر، فالسودان أوصلت الشبكة إلى نهاية حدودها مع مصر، فضلا عن أن كل هذه مسائل للتنسيق والتعاون فى قضايا المنطقة تؤكد أننا مؤهلون لكى نسهم فى حل قضايا المنطقة سواء فى سوريا وليبيا، خاصة هاتين الدولتين لأن هناك تعاونا كبيرا جدا بين مصر والسودان فى المساهمة نحو مساعدة إخواننا فى سوريا من الأطراف المختلفة لكى يحافظوا على ما تبقى من سوريا.
إلى أى مدى هناك توافق فى الإرادة بين مصر والسودان لإنجاز هذا التنسيق لحل قضايا المنطقة وتحديدا فى سوريا وليبيا؟
- الآن الحمد لله الإرادة متوفرة تماما، فقد التقيت الرئيس عبد الفتاح السيسى ثلاث مرات حتى الآن، وتناقشنا حول عدد من القضايا، وأنا على قناعة تامة بأن ما هو متوفر الآن من إرادة بين البلدين لم يكن متوفرا فى الماضى.
هل هذه الإرادة الجديدة تأتى ردا على ما قيل بأن السودان كان لها موقف معاكس لثورة 30 يونيو؟
- هناك من يتمنون أشياء، وبعد ذلك تتحول لديهم هذه الأمنيات إلى حقائق، ويبدأون فى البناء عليها، وأنا ألاحظ ذلك فى الإعلام المصرى، وأقولها بصراحة شديدة جدا، إن الاعلام المصرى حقيقة هو الذى حاول خلق هذه القناعة، فالسودان من أول يوم وموقفها واضح جدا، إننا نتمنى لمصر الاستقرار والسلام، وبالنسية لنا استقرار مصر وأمنها أمن قومى بالنسبة لنا، كما أننا نؤمن بأن الأوضاع فى مصر هى مسؤولية الشعب المصرى، ونحن مع السلطة الحاكمة فى مصر، وتغيير السلطة الحاكمة فى مصر هو مسؤولية الشعب المصرى وليست أى جهة أخرى، سواء كانت السودان أو غيرها.
لذلك فإن ما قيل حول السودان، وإنها تدعم الإخوان المسلمين فى مصر، وإننا ضد التغيير غير صحيح، لأن مواقفنا واضحة جدا، وأعلنا أن ما يحدث فى مصر شأن داخلى، وحقيقة فقد وجدنا استجابة قوية جدا من الرئيس السيسى حينما قرر أن يزور السودان أثناء عودته من القمة الأفريقية قبل الأخيرة بغينيا الاستوائية، لذلك فإننى أقول بأن ما يقال هى رغبات لبعض الناس لديهم قناعات أو تحليلات، لكن على أرض الواقع لا وجود لها.
كما أن السودان من أول يوم، وبعد انتخاب الرئيس السيسى، اتصلت به، وأكدنا هذه العلاقة ومازالت والحمد لله.
إلى أى مدى تتفق الرؤى الاستراتيجية والأمنية بين مصر والسودان خاصة فى ظل وجود تحديات مشتركة وتحديدا فى ليبيا، فهل هناك تصورات مشتركة وتحديدا فى مسألة تأمين الحدود؟
- أولاً فى قضية تأمين الحدود متفقون حولها، فنحن الآن لدينا تنسيق على الحدود بين القوات المصرية والسودانية لتأمين الحدود ومنع أى اختراقات لها، والآن نتحدث حول تأمين الحدود مع ليبيا، سواء كانت الحدود السودانية الليبية أو الحدود المصرية مع ليبيا، لأن الأوضاع فى ليبيا هى خطر واضح جدا على مصر والسودان، ونحن قناعتنا القوية جدا أن تستغل كل جهة أى علاقات لها داخل مكونات الساحة الليبية لحل سياسى، ونحن قطعا لدينا موقف واضح جدا برفض الحل العسكرى، لأن الحل العسكرى يعنى مزيدا من القتل ومزيدا من الدمار ومزيدا من الكراهية بين مكونات الشعب الليبى، وستترك هذه الصراعات فراغات كبيرة جدا لعناصر خطر علينا كلنا ومضرة بأمننا القومى، فقد ظهرت فى العراق وسوريا تحت اسم داعش، والآن داعش أوجدت لها موطئ قدم داخل ليبيا، فى موقع مهم جدا فى سرت فى قلب ليبيا، ولو كانت ليبيا الآن موحدة وتحت سلطة واحدة وجيش واحد ما كانت هذه العناصر لتجد لنفسها مكانا، لأن الصراع يحدث فراغات، كما أن المكونات الليبية ستنشغل بالصراع فيما بينها فى مناطق محدودة، وسيكون هناك بالمقابل مناطق أخرى كثيرة جدا خارج السيطرة.
والآن هناك مناطق كثيرة فى ليبيا لا تتبع الحكومة الموجودة فى طبرق، ولا تتبع للمجلس الوطنى الموجود فى طرابلس، وهذه بؤر خطيرة جدا تجد فيها الجماعات المتطرفة المأوى والملجأ الذى تشكل من خلاله خطرا على المنطقة كلها.
هل هذه القناعة السودانية هى السبب فى تحفظكم على الضربة الجوية ضد بعض مناطق داعش فى ليبيا ردا على حادث ذبح 21 مصريا على يد التنظيم؟
- نحن بالطبع قلنا إننا ضد التدخل العسكرى، ورؤيتنا أن دول الجوار الليبى عليها أن تقف موقفا موحدا ولا تكون طرفا فى الصراع الليبيى، بل يكون جهدنا مشتركا نحو الحل السياسى داخل ليبيا وجمع الفرقاء الليبيين مع بعضهم البعض.
لكن فى هذه الحالة كيف كنت تتوقع رد الفعل المصرى بعد تعرض 21 مصرياً للذبح؟
- ما حدث بقتل مجموعة الأقباط المصريين عمل مستفز وخلق رأيا عاما فى مصر لم يترك للحكومة المصرية أى خيار إلا على الأقل تتجاوب مع الرأى العام الضاغط ويكون هناك رد مصرى، وشىء طبيعى أن يكون هناك رد مصرى على هذا الحادث.
ارتباطاً بالوضع فى ليبيا، السودان دائما موضع شكوك من جانب عدد من الليبين واتهام الخرطوم بدعم ميليشيات مسلحة فى ليبيا وتحديدا فى طرابلس، وفى المقابل هناك من يقول إن الخرطوم لديها علاقات قوية مع حكومة طبرق، كيف تقيم ذلك؟
- حينما بدأت الثورة فى ليبيا دعمنا كل الثوار، لأننا نقول إن كل المتمردين فى السودان، سواء فى جنوب السودان أو دارفور كانوا بتمويل 100 % من القذافى الذى دعم التمرد فى السودان بميزانية مفتوحة، لذلك حينما بدأت الثورة فى ليبيا حقيقة قمنا بتدعيم الثوار الليبيين.
دعم سياسى أم عسكرى؟
- دعم عسكرى، فنحن دعمنا الثوار فى الكفرة وبنغازى ومصراتة والجبل الغربى والزنتان، رغم أنه لم تكن هناك قيادة موحدة للثوار فى ليبيا، فكل فصيل كان لوحده، ونحن دعمناهم، وبالتالى هذا خلق لنا علاقة مع كل الثوار فى ليبيا.
وأفضل فترة للعلاقات بين السودان وليبيا حينما كان عبدالله الثنى وزيرا للدفاع فى ليبيا، فخلال هذه الفترة تمت اتفاقيات مساهمة السودان فى بناء الجيش الوطنى الليبيى، ونحن فتحنا كلياتنا واستقبلنا مئات الطلاب والضباط الليبيين للتدريب والدراسة، وأمددنا القوات الليبية بمجموعة من الأسلحة والمعدات بما فيها طائرات الهليكوبتر المقاتلة، وأنشأنا القوات المشتركة الليبية السودانية التى توجد قيادتها بالكفرة، ولدينا قوات داخل ليبيا، وهم لديهم قوات داخل السودان.
لكن هناك اتهام للخرطوم بدعم فجر ليبيا بالسلاح؟
- هذه الذخائر كانت مرسلة للقوات المشتركة الموجودة فى الكفرة، وهى كانت عبارة عن طائرة أنتينوف، ونحن إذا كنا نريد إرسال ذخائر لقوات فجر ليبيا أو غيرها، لأرسلناها مباشرة إليهم وأنزلناها فى مطار طرابلس أو قاعدة معيتيقة، ولا نحتاج لطائرة خفيفة تذهب إلى الكفرة ثم تنقل الأسلحة إلى طرابلس، وللعلم فإن قائد القوات المشتركة وقتها وهو ليبى اسمه سليمان أعلن رسميا فى بيان أن هذه الذخائر كانت مرسلة إلى القوات المشتركة.
طرحتم قبل ذلك أن هناك تعاونا مصريا سوادنيا لمكافحة الإرهاب، فإلى أى مدى هذا التعاون سيحقق نتائج إيجابية من خلال تصورات واستراتيجيات واضحة؟
- نحن تحدثنا عن مجموعات الشباب المتطرفين المنضمين لداعش أو القاعدة أو أنصار الشريعة والرايات الأخرى المختلفة، ونحن موقفنا الأساسى فى السودان أن هذا فكر يجب أن يواجه بالفكر، ونحن فى السودان حققنا نجاحا كبيرا جدا، فحينما تتكون مجموعة يتم التحفظ عليها ثم ندير معها حوارا من جانب علماء من الشباب، لكى يبطلوا كل الحجج باستخدام الكتاب والسنة بما يمكنهم من إقناع هؤلاء الشباب لكى يرجعوا إلى الاعتدال المطلوب.
الأمر الآخر من خلال تبادل المعلومات بين أجهزة البلدين، إذا كانت هناك تحركات ونحن نؤكد أننا لن نسمح بأى عمل عدائى ينطلق من السودان تجاه مصر أو أى دولة أخرى، ونحرم الأراضى السودانية على أى مجموعات تحاول أن تتخذ من السودان موطئ قدم، وحدث قبل سنوات أنه كانت هناك مجموعة صغيرة من السعودية واستقرت فى منطقة نائية جدا فتم القبض عليهم وسلمناهم للمملكة العربية السعودية.
من هذا المنطلق فإننا نشجع التعاون بين الأجهزة وتبادل المعلومات والخبرات والحفاظ على الأمن، ونحن لا نسمح لأى مجموعات تنطلق من السودان للإضرار بمصر، لذلك فمن المهم وجود تعاون بين مصر والسودان لحل الإشكال الليبى وتأمين حدودنا المشتركة الممتدة لمساحات واسعة، لذلك فإن التعاون بين الأجهزة لتأمين الحدود مع ليبيا فى الوقت الحالى مهم جدا، أن يكون لدينا كل المعلومات عن التحركات على الحدود المصرية، وهم يمدوننا بأى معلومات للتحركات على الحدود السودانية، وبالتالى فإننا نؤمن بعضنا البعض، لأنه من الممكن أن يدخل عنصر إلى السودان من خلال مصر، أو إلى مصر من خلال السودان.
بالنسبة للمواجهة الفكرية هناك خطر من هذه المجموعات فهى تستقطب شبابا من الغرب وأوروبا فإلى أى مدى نستطيع مواجهة المقاتلين الغربيين؟
- بالطبع.. تنظيم داعش فى العراق وسوريا جذب قطاعا كبيرا من الشباب، وأنا أقول إن هؤلاء الشباب يدركون السياسات الأمريكية والغربية فى المنطقة، وما يحدث فى فلسطين والهجوم الذى حدث على غزة أكثر من مرة، وكل مشاكل هذه المنطقة، سببها الغرب رغم أن هؤلاء الشباب يقيمون فى الغرب.
اتصالاً بالعلاقات والتنسيق الأمنى بين مصر وليبيا، قيل بأن السودان رفضت طلبا مصريا بتسليم عدد من المطلوبين أمنيا، ما حقيقة ذلك؟
- كما قلت من قبل.. هناك من يتخيل أشياء ويتمنى أوضاعا ويحولهالواقع، ويبدأ فى نسج قصص، والسؤال الآن إذا كان الأمن المصرى لم يطلب ذلك؟ لأنه أصلا لا وجود لهؤلاء على الأراضى السودانية، فكل هذه الأمور مصدرها الإعلام فقط، وليس لها أى وجود لدى السلطة المصرية، الحقيقة أقول بكل أسف الإعلام المصرى هو إعلام مدمر للعلاقة، ويحاول أن يخلق صورا للمواطن المصرى ويبنى عليها تحليلات.
معنى ذلك أن كل ما ذكر فى هذا الأمر ليس له أى وجود حقيقى لدى السلطات المصرية؟
- طبعا لا وجود له، والسلطات المصرية لديها المعلومات المؤكدة، والإعلام المصرى يقول إن الأمن المصرى طلب تسليم مطلوبين، والحقيقة أن الأمن المصرى لم يطلب ذلك، لأنه لا وجود لهم من الأساس.
إذا انتقلنا لملف مياه النيل وسد النهضة، هناك بعض الآراء تقول إن السودان ليس مهتما بالمشاغل المصرية من السد، كونه غير مضار من هذا السد؟
- هناك من يقول إن السودان يقف مع إثيوبيا ضد مصر، والحقيقة أننا لا نقف مع إثيوبيا ولسنا ضد مصر، ونحن حقيقة مع قناعتنا، فحينما بدأت فكرة السد جاء خبراء لدراسة السد، وهذا السد بالنسبة لنا له سلبيات كبير جدا، وكذلك له إيجابيات كبيرة، لكن حينما قيمنا السلبيات والإيجابيات بالنسبة للسودان وجدنا أن الإيجابيات أكثر. ونحن قناعتنا أن هناك إيجابيات كثيرة جدا من السد على مصر، أول شىء أن السد لتوليد الطاقة الكهربائية فقط، وأى حديث فى الإعلام المصرى عن أن الإثيوبيين سيتحكمون فى مياه النيل، هو أمر غير صحيح، فلا أحد يستطيع التحكم فى مياه النيل، لأن السد حتى بعد إتمام بنائه وملء البحيرة لن يضر بأحد.
هذه النقطة هى محل الخلاف؟
- نقطة ملء البحيرة ليس عليها خلاف، لأن الحديث عن أننا نتفق، والإثيوبيون موافقون على برنامج ملء البحيرة بما لا يؤثر سلبا على السودان أو مصر.
هذا الأمر سيجرى عليه التفاوض؟
- هذه أمور فنية، فنحن اتفقنا على ثلاثة أمور، وهى سلامة السد، وطبعا الإثيوبيون حريصون على سلامة السد الذى يحجز خلفه 74 مليار متر مكعب من المياه، ولا قدر الله لو حدث شىء للسد، فالسوادن هى التى ستتضرر وليس مصر، لأن الموج قبل أن يصل إلى السد العالى سيكون المصريون رتبوا حالهم، لكن نحن سنفاجأ فى هذه الحالة لوجود السد على بعد 25 كيلو مترا من الحدود السودانية الإثيوبية.
الأمر الثانى عملية ملء البحيرة، فنحن نتحدث عن برنامج للملء نضمن ألا يؤثر على منشآت الرى فى مصر والسودان وهذا أمر ممكن.
والحاجة الثالثة هى برنامج تشغيل السد، والأمر يهمنا نحن، لأن سدودنا ستتأثر من المياه القادمة، لأنها تبنى عليها مشروعات الرى فى السودان، لكن نصيب مصر من المياه سيصل فى النهاية إلى السد العالى فى نهاية كل عام، والإثيوبيون ليس لديهم الإمكانية لكى يستخدموا مترا واحدا من المياه لأى غرض غير توليد الكهرباء، فكل هذه المياه بدلاً من أن تأتى فى فترة الفيضان فقط فى 3 شهور، ستمر عبر السد خلال 12 شهرا، والإثيوبيون لا يستطيعون حجز هذه المياه، لأنها لابد أن تفرغ من البحيرة قبل بداية الفيضان. لأن الفيضان إذا جاء دون أن يتم تفريغ البحيرة فالمياه ستتجاوز السد وستدمره. وفى النهاية المياه التى تصل إلى السد العالى فى 3 شهور ستصل خلال 12 شهرا، ومن أكبر الإيحابيات لمنشأت الرى لدينا ولمصر خاصة، أن السد سيحجز كميات من الطمى التى كانت تؤثر على السدود فى السودان وكانت تنقص من قوته الاستيعابية السنوية، يعنى مثلا بحيرة السد العالى بها مليون متر مكعب من الطمى مترسبة فى بحيرة السد، لو استمر الحال كذلك بعد فترة ستقل كمية المياه المحجوزة فى البحيرة، وهذا هو الخطر الحقيقى الذى يواجه مصر، ونحن جربنا هذا الأمر فى سدودنا التى فقدت نسبة كبيرة جداً من الطاقات التخزينية بسبب الطمى المترسب. وبالتالى فإن ما قيل بالإعلام المصرى بأن الإثيوبيين سيتحكمون فى مياه النيل خطأ 100 %، فالإثيوبيون لا يستطيعون التحكم، لأنهم ليس لديهم خيار سوى تصريف هذه المياه لكى يستعدوا لاستقبال مياه الفيضان.
وأضاف الرئيس السودانى
: «لا توجد إمكانية لاستخدام مياه النيل لغرض غير الكهرباء، لأن السد على بعد 25 كيلو من الحدود السودانية، وبين الحدود الكينية، والسد منطقة جبلية ولا يوجد فيها فدان واحد يمكن أن يروى من مياه السد، كما لا يمكن تحويل مياه السد إلى أى جهة أخرى، لأن هذه المناطق جبلية وبها انحدار طبيعى جداً خلقه الله سبحانة وتعالى، لكى تمر مياه النيل من هنا.
هل جرى التوافق على الوثيقة خاصة أن هناك حديثا حول وجود خلافات؟
- أولاً هذه الوثيقة جهزها وزراء الخارجية واتفقوا عليها، لكن المصريين لديهم ملاحظة بعد اتفاق وزراء الخارجية والرى فى مصر والسودان وإثيوبيا عليها، ونحن قلنا إننا سنتصل بالإثيوبيين لنعرض عليهم هذه الملاحظة، ووجهة نظرنا أن هذه الملاحظة لن تؤثر، لأن وثيقة سد النهضة هى اتفاق مبادئ، الأساس فيه أنه لا يتم إضرار بالسودان ولا بمصر من قيام السد، وأن يكون هناك تنسيق كامل وتعاون حول السد.
هناك أزمة ثقة بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة خاصة بعد ما قيل فى الاجتماع الذى دعا إليه الرئيس الأسبق محمد مرسى وشهد أطروحات حول التعامل العسكرى مع إثيوبيا، كيف يمكن أن يكون للسودان دور فى كسر هذه الأزمة؟
- نحن جاهزون لكى نقوم بهذا الدور، ولدينا الإمكانية لذلك، لكن نحن الآن متأكدون أن توجه الرئيس السيسى هو بناء هذه الثقة بين مصر وإثيوبيا، وأنا أعتقد أن هذا من أكبر إنجازات الرئيس السيسى أن شاء الله.
أما بخصوص ما قيل فى عهد الرئيس مرسى فكان كلاما مدمرا وغير مسئول، حينما تحدثوا عن أنهم سيضربون السد أو أنهم سيتعاملون مع المعارضة لتفتيت إثيوبيا، فهذا الكلام أثره لم يكن على إثيوبيا فقط، وإنما كان له أثر سلبى فى كل إفريقيا، فكل إفريقيا تعاطفت مع إثيوبيا، كما أن هناك إعلاما معاديا للعرب استغل هذه الحكاية، ونفخ فيها. ونحن على قناعة أن الإخوة فى إثيوبيا جاهزون للتعاون والعمل مع مصر، والآن هناك إرادة مصرية بقيادة الرئيس السيسى بأن يزيل هذه الشكوك، وأن هناك إرادة لإعادة علاقات مصر الإفريقية، كنا نعلم أن مصر كانت قبلة الأفارقة وهى التى دعمت كل حركات التحرر الإفريقى وكل حركات التحرر انطلقت رؤيتها من السودان أو القاهرة، ويكفى أن 34 دولة إفريقية قطعت علاقاتها مع إسرائيل فى يوم واحد دعماً لمصر، وبكل أسف بعد كامب ديفيد أنا أقول إن مصر أعطت ظهرها تماماً لإفريقيا، وغابت عنها، وحسب نقاشى مع الأخ السيسى وجدت أن مصر حريصة على إعادة علاقات مصر الإفريقية، وأنا أعتقد أن العلاقة مع إثيوبيا هى واحدة من المفاتيح، لأنه حينما يعيد العلاقة والتعاون مع إثيوبيا سيؤدى ذلك إلى فتح الباب مرة أخرى مع إثيوبيا، وهذا يحتاج لجهد دبلوماسى كبير جداً، وأعتقد أن الرئيس السيسى لديه هذه الرؤية بشكل واضح جداً، لأن علاقات مصر الإفريقية هى دعم لعلاقاتنا نحن، ولأن هناك جهات معادية تحاول أن تخلق شرخا وحاجزا بين الدول العربية والدول الإفريقية، لذلك فأى جهد لتطوير علاقات مصر مع إفريقيا هى أمن قومى بالنسبة لنا جميعاً.
الرئيس السيسى أكد فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى عقده سنوياً ليس لمصر فقط وإنما لتنمية إفريقيا، هل يساعد ذلك على تنمية العلاقات بين مصر وإفريقيا وكيف يمكن للقاهرة والخرطوم أن يساعدا دول القارة فى قضايا التنمية؟
- أول شىء الوضع مؤاتٍ جداً، والآن لدينا خبرات متوافرة فى مصر والسودان يمكن أن تدعم التنمية فى إفريقيا، وأذكر فى الماضى فى زامبيا وتنزانيا حينما أرادوا إنشاء السكك الحديدية فإن المهندسين والفنيين السودانيين ساهموا فى إنشاء المشروع، وكذلك مشروعات كثيرة جداً، وحتى فى مشروعات الرى ممكن أن نساعد. وما يهمنا أن هذه الدول الإفريقية تشهد الآن محاولة لدفعهم إلى الدعوة بتقسيم مياه النيل أنصبة بين الدول، وهذه الدول لن تستخدم نصيبها من المياه، لأن لديها أمطارا، وبالتالى سيقول إن نصيبه لن يعطيه للسودان أو لمصر، ومن الممكن أن يتم بيعه لإسرائيل، وهم قالوا إن العرب يبيعون البترول، ونحن نريد أن نبيع المياه، وبالتالى لا مانع من أن نساعدهم فى مشروعات للرى، وهذه المنشآت التى لن تؤثر على حصتنا من مياه النيل، ولا يفترض أن نقف ضدها بل من الممكن أن ندعمها، لكن لن نسير إلى اتجاه تقسيم مياه النيل بين الدول، لأنه فى هذه الحالة سنكون فى موقف لا نحسد عليه.
إذن هل سيتم التوقيع على الوثيقة؟
- إذا قبل الإخوة الإثيوبيون الملاحظة المصرية أو لم يقبلوها، مجرد التوقيع هو كسر لحاجز نفسى كبير جدا وبداية لبناء ثقة، ونحن يهمنا كثيراً جداً بناء الثقة، وسوف تبنى هذه الثقة، أنت تعرف أن السودان وإثيوبيا وإريتريا ومصر وهذه المنطقة كلها حينما كانت المسيحية فى السودان كان الكل يتجه إلى الكنيسة القبطية الموجودة فى مصر، هناك روابط موجودة، لكن مع مرور الزمن أعلنت الكنيسة القبطية استقلالها، وحتى الإريتريين وأنا أعتقد أننا محتاجون لجهد لكى نبنى العلاقة من جديد.
هل ترى أن الخطاب المتوقع للرئيس عبد الفتاح السيسى أمام البرلمان الإثيوبيى سيكون له دور فى بناء هذه الثقة؟
- جداً، وأنا متأكد أن الخطاب سيكون مصمما لكسر كل الحواجز وإزالة كل الشكوك.
هل الرئيس البشير متفائل؟
- متفائل جداً، فمجرد الزيارة ومخاطبة البرلمان الإثيوبيى هى فكرة مهمة جداً.
اذا انتقلنا إلى الأوضاع العربية وتحديداً اليمن كيف ترى الوضع هناك حالياً وتأثير ذلك على الملاحة فى البحر الأحمر؟
- أولاً موقع اليمن مهم، لوجودها على البحر الأحمر وسيطرتها على باب المندب، والبحر الأحمر شريان الحرياة ليس لنا فقط، وإنما للعالم وللتجارة الدولية، فهو أهم ممر مائى فى العالم، وللأسف الوضع فى اليمن سيئ، ونحن كنا نقول فى الماضى القريب إن الإشراقة الوحيدة فى الوطن العربى كانت الوحدة اليمنية، الآن هذه الإشراقة عمليا انكسرت لوجود سلطة فى صنعاء وسلطة فى عدن للأسف.
اليمن بطبيعتها جبلية، وبطبيعة شعبها المقاتل والمسلح الوضع خطير جدا، ودائما كما أقول إن الصراع حينما يكون بين قوتين يحدث فراغات وستكون هناك مناطق خارج السيطرة، سواء سيطرة السلطة الموجودة فى صنعاء، أو سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادى الموجود فى عدن، وهذه المناطق تكون بؤرا تتفرغ فيها المجموعات الإرهابية، وهو ما حدث فى العراق حينما ضعفت السلطة العراقية فى المناطق الغربية، مناطق السنة، نشأت داعش، وفى ليبيا حينما حدث الصراع بين طبرق وطرابلس نجد أن هؤلاء بدأوا يكونون موطئ قدم فى سرت، فهذه هى خطورة انفراط عقد المد الأمنى نتيجة الصراع الداخلى بأن الجماعات المتطرفة تجد مناطق واسعة جدا تنمو فيها وتتحرك فيها.
الوضع فى سوريا أصبح الآن شائكا، ومصر والسودان يدفعان فى اتجاه الحل السياسى، وبالرغم من طرح ذلك فإنه لا يلقى قبولاً لدى بعض الأطراف، فكيف تستطيع مصر والسودان لعب دور لتدعيم الحل السياسى؟
- موقفنا من بداية الأزمة وقبل أن تتطور إلى صراع، أنه كان هناك اتصال مع الإخوة فى سوريا وكان لدينا مبادرات لحل المشكلة إلى أن تطور الصراع، ومع ذلك ظل موقفنا ثابت بأنه يجب العمل على حل سياسى، وكانت حقيقة بارقة الأمل حينما تكونت مجموعات المراقبين الموكل لهم مراقبة وقف إطلاق النار، لكن بكل أسف هذه التجربة لم تأخذ فرصتها، لأن تجربة المراقبين العرب لم تأخذ سوى 19 يوما فقط، وخلال هذه المدة كانت المظاهرات تخرج فى سوريا بدون أن يتعرض لها أحد، لكن كانت هناك عناصر أخرى مسلحة، وهى الجيش السورى الحر، ورغم أن معلوماتنا أنه لا وجود لما يسمى ب«الجيش الحر» تحت قيادة واحدة، فكل مجموعة فى منطقة انسلخت مع بعض العناصر المدنية والميليشيات كونوا ما سموه ب«الجيش الحر». وكان هناك صراع بين الجيش السورى والجيش الحر، لكن المدنيين فى فترة كانوا يخرجون فى مظاهرات سلمية، ونهاية وضع المراقبين هى التى فتحت الباب للحسم العسكرى، ونحن من أول يوم كانت قناعتنا أن القوى المعادية لن تسمح بأى حسم عسكرى لأى جهة.. لا للحكومة ولا للمعارضة.
بمن تقصد بالقوى المعادية؟
- إسرائيل وكل القوات المعادية للأمة العربية كلها، ومن يهمهم استمرار الصراع، فلو تخيلنا اليوم أن إسرائيل هاجمت سوريا فلن تحدث التدمير الذى يحدث الآن، ولن تشرد الأعداد التى تشردت الآن. ولا يوجد وضع أفضل لإسرائيل أكثر من أن تضع قدما على الأخرى والسوريون يقتلون بعضهم ويدمرون بلدهم، لذلك قلنا إن التوازن العسكرى سيظل قائما، ولن تستطيع الحكومة ولا المعارضة حسم الأمر، وقلنا من البداية إننا نريد حلا سياسيا يستوعب كل مكونات الساحة السورية.
هل هناك اتصالات سودانية مع الرئيس بشار الأسد والمعارضة؟
- لدينا اتصال مع الرئيس بشار الأسد، ومع المعارضة، وجلست شخصيا مع المعارضة بقيادة أحمد معاذ الخطيب حوالى ساعة ونصف وتحدثت معه حول الحل السياسى، واتفق عدد من الموجودين من المعارضة السورية على الحل السياسى، وكان هناك عدد آخر رافضا، لأن مكونات المعارضة السورية بكل أسف متشرذمة وكل منهم يخاف من الآخر.
يخاف من الآخر أم من الدول التى تدعمهم؟
- خائف من الآخر والدول التى تدعمهم بكل أسف. وحينما جلست مع الرئيس السيسى فى أول لقاء وتحدثنا عن الوضع فى سوريا آراؤنا كانت متفقة تماماً حول الحل السياسى الذى يستوعب كل المكونات بما فيها الرئيس الأسد.
هل تتفق مع وجهة النظر بأن القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة تستغل الربيع العربى لتنفيذ سايكس بيكو جديد؟
- المعلومات الخاصة بتقسيم المنطقة موجودة قبل الربيع العربى.. توزيع المنطقة وتقسيمها إلى دويلات فكرة موجودة لديهم، من خلال تقسيم السودان إلى خمسة، ومصر إلى ثلاثة والسعودية ثلاثة، والعراق ثلاثة وسوريا 10، وليبيا 3 إمارات، لذلك فإن ما يحدث فى المنطقة. لا أظن أنه صدفة حتى الربيع العربى فجأة تقوم ثورة فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، هل هى صدفة.. هل هى صدفة ما يحدث الآن فى العراق؟.. والعراق وليبيا واليمن وسوريا، هى ليست صدفة، وإنما هى محاولة هيمنة وسيطرة على المنطقة، لأنه معروف تاريخياً أن من يريد حكم العالم يسيطر على الشرق الأوسط، والدليل على ذلك أن ربنا سبحانه وتعالى حينما أرسل الرسل أرسلهم فى هذه المنطقة بما يؤكد أهمية هذه المنطقة وهيمنتها وسيطرتها على العالم، ما يحدث الآن من حوار بين إيران وأمريكا يشير إلى أننا مقبلون على شىء جديد.
أرى فى أحاديثكم وأحاديث الرئيس السيسى تناغما كبيرا سواء فى التصريحات أو التعامل الشخصى بينكما، على عكس ما كان فى فترة مبارك ومرسى، هل ذلك لأسباب متعلقة بالأشخاص؟
- حقيقة فى الفترة السابقة وتحديداً فى فترة مبارك، رغم أننا كنا نحارب فى الجنوب حربا مكلفة جداً، وكنا نرى أننا ننتتظر السند والدعم، لأننا كنا نرى مجموعات تعادى الأمة العربية كانت تدعم حركات التمرد فى جنوب السودان، فى هذا الوقت حشدنا كل قواتنا فى جنوب السودان، ووقتها حاول الضغط علينا، ونحن قررنا وقتها أننا لن نقاتل مصر، لأن حدودنا مع مصر مرسومة فى فترة الاستعمار.
أما الآن فبعد زيارتى الأخيرة لمصر بعدما وصلت إلى الخرطوم قلت لإخواننا فى السودان إنها أول مرة أكون مرتاحا نفسياً لزيارة مصر وأخرج منها مرتاح نفسيا، لأنى حقيقة شعرت بصدق من الأخ السيسى فى بناء علاقة استراتيجية مع السودان، وأنا أقول إن الأخ السيسى بحكم أنه كان مدير المخابرات العسكرية فى الجيش المصرى، هو الأقرب إلى فهم المخاطر التى تهدد مصر، وأن السودان هى العمق الأمنى لمصر، بدليل أنه بعد 1967 ما تبقى من الطائرات المصرية جاءت إلى السودان، والكلية الحربية المصرية جاءت السودان، وهذا يؤكد أن هذه العلاقة استراتيجية يجب الحفاظ عليها لمصلحة أمن مصر والسودان.
على الرغم أنه قيل خلال فترة حكم مرسى فإن العلاقة بين البلدين ستكون الأكثر قرباً لطبيعة الحكم الإسلامى فى البلدين؟
- إسلامية النظام هنا وهناك لا تعنى توفر الإرادة، فحزب البعث كان يحكم العراق وسوريا ورغم ذلك كانت هناك حالة عداء بين البلدين.
إذا تحدثنا عن السودان وأنتم مقبلون على انتخابات رئاسية مقرر لها منتصف إبريل المقبل، هل ستتم الانتخابات فى موعدها خاصة فى ظل دعوات بمقاطعتها؟
- أى حديث عن تأجيل الانتخابات غير وارد، لأن هذا دستور 2005 بعد اتفاقية السلام شاركت فيه كل القوى السياسية التى كانت ممثلة فى المفوضية الدستورية التى وضعت الدستور، كما أن مفوضية الانتخابات كونتها كل القوى السياسية، لأن المفوضية الدستورية هى التى كونتها، كما أن رئيس المفوضية الموجود اليوم كان مرشح الصادق المهدى، ورغم أنه كان رافضا لتولى المسئولية إلا أن الصادق المهدى هو الذى أقنعه.
المفوضية هى التى تقوم بإجراء الانتخابات وهى التى تقدم موظفيها وتأخذ من الدولة ميزانيتها، والدولة ملزمة بالتأمين، فالتأمين مسؤولية الدولة، لكن إجراء الانتخابات مسؤولية مفوضية الانتخابات، وهى مفوضية مستقلة تماماً.
الانتخابات استحقاق دستورى ومن يقاطع فهذا حقه، ومن يريد التصويت فليصوت، لكن أغلبية الشعب السودانى والأحزاب السودانية مشاركة.
فى 2010 قلتم إن هذه آخر مرة ستترشحون فيها لرئاسة السودان، واليوم تخوض الانتخابات مرة أخرى فى 2015؟
- الإخوة فى المؤتمر الوطنى فى النهاية حزموا أمرهم أن أكون مرشحهم فى الانتخابات الرئاسية، لكن هذه المرة ستكون آخر مرة إن شاء الله إذا كان فى العمر بقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.