العلاقات بين الخرطوم والرياض فى أحسن حالاتها - شاركنا في حرب «الحوثيين» حفاظا على أمن الخليج كجزء لا يتجزأ من الأمن العربى
- طهران تؤيد الحوثيين لكن ليس لدينا معلومات عن وجود قوات شيعية إيرانية في اليمن
- ليس لدينا علاقات استراتيجية بإيران ولم نتلق من طهران جنيها واحدا
أكد الرئيس السودانى عمر البشير، أن العلاقات السودانية - السعودية دخلت مرحلة تاريخية مهمة، وأحدثت نقلة نوعية فى شكل الحراك الإيجابى بها. بل تجاوزته إلى الدخول مباشرة لترجمة الإستراتيجية التى تتأسس عليها العلاقات بين الخرطوم والرياض، وأستطيع أن أقول إن العلاقات بين البلدين فى أحسن وأفضل حالاتها، ومشاركتنا فى حرب الحوثيين تأتى فى إطار الأمن العربي، لأن أمن الخليج عامة، والسعودية جزء لا يتجزأ منه، فإلى نص الحوار:
ليس سرًا أن علاقتكم مع السعودية لم تكن على ما يرام، والبعض يرى أن تدخلكم العسكرى أضر بالأمن القومى العربي.. كيف ترى ذلك؟ أجزم بأن العلاقات السودانية - السعودية دخلت مرحلة تاريخية مهمة، وأحدثت نقلة نوعية فى شكل الحراك الإيجابى بها. بل تجاوزته إلى الدخول مباشرة لترجمة الإستراتيجية التى تتأسس عليها العلاقات بين الخرطوم والرياض، وأستطيع أن أقول إن العلاقات بين البلدين فى أحسن وأفضل حالاتها، ومشاركتنا فى حرب الحوثيين تأتى فى إطار الأمن العربي، لأن أمن الخليج عامة، والسعودية جزء لا يتجزأ منه، والعمل فى مجمله هو محاولة لإنقاذ اليمن من الانهيار والسقوط فى الهاوية، والحوثيون وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح هما من كانا وراء هذه الأزمة.
فخامة الرئيس.. هل تتذكر أن الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح كان من أقرب الرؤساء إليكم وأن بلادكم كانت على تنسيق وتعاون مستمرين مع صنعاء.. كيف ترى أجواء المصالحة التى توقفت فى دولة الكويت؟ بطبيعة الحال كانت علاقتنا متميزة مع على عبد الله صالح لصالح اليمن حكومة وشعبًا، كان هناك تعاون مستمر متبادل فى التصدى للعدوان وإخماد الفتن، وكان اليمن يقدم لنا المساعدات للتصدى لزعزعة الأمن فى بلادنا والعكس صحيح، ولكن دائمًا علاقتنا تقوم على أساس علاقة الدولة وليس علاقة الأشخاص، وأعتقد أن السعودية كانت أقرب من على صالح حيث كانت العلاقات ممتازة، ونحن نرى أن الحل السياسى والتفاوض هو الطريق الأمثل للوصول إلى بر الأمان وإخماد الفتنة، ونحن لا نرى خيارا آخر غير المصالحة، ولكن على الحوثيين القبول بالمنطق ولغة العقل والانسحاب من كل المناطق التى قاموا باحتلالها وتسليم السلاح للحكومة الشرعية.
كيف يتم ذلك وهناك قوى إقليمية تحرك الحوثيين وأعنى بذلك إيران التى كانت لديها معكم علاقات إستراتيجية.. كيف تبدلت هذه العلاقات سريعًا؟ وهل هناك قوات إيرانية شيعية فى اليمن ما قد يدفع الموقف لحرب مذهبية؟ لم تكن هناك أى علاقات إستراتيجية مع إيران فهى علاقات عادية جدًا، ولا يوجد بها أى ملمح إستراتيجي، ونحن نؤكد أنه بعد انفصال جنوب السودان مررنا بأزمة اقتصادية بما يكفى وصفها بالصدمة الاقتصادية، وكثير من الدول وقفت إلى جانبنا وساعدتنا وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية، لكن بالعزيمة والإصرار تجاوزنا هذه المرحلة بامتياز دون أن نتلقى من إيران أى مساعدات ولا جنيها واحدا، وهذا كلام محض افتراء ودعاية إعلامية رخيصة يسعى المغرضون من خلالها إلى تحقيق أهدافهم على حساب علاقتنا مع أشقائنا فى الخليج، ونحن لا نستطيع أن نقول إن الصراع فى اليمن طائفى. إيران أعلنت تأييدها للحوثيين فى اليمن، لكن الحلف الحقيقى الموجود على الأرض هو ما بين الحوثيين والرئيس السابق على عبد الله صالح. قد يكون هناك دعم خارجى لكن ليست لدينا معلومات عن قوات إيرانية شيعية ولا نتمنى أن تكون هناك حرب مذهبية طائفية.