ساعات قليلة ويرحل عنا شهر رمضان، وفى كل عام يغادرنا فيه يتركنا فى حال أسوأ مما كنا عليه، وإليكم لقطات منتقاة تدلل على ما نقول: مقدم البرامج الشهير الذى اعتاد على أن يصرخ فينا وهو يتقمص شخصية قائد الرأى وهو ينتقد سلوكياتنا فى برنامجه، ها هو يجلس هادئا، رزينا منصتا للشخصية العربية التى وقعت معه عقدا جديدا بملايين الدولارات لبرنامج جديد،(عندما يتحدث المال فليصمت الجميع)! منتخب مصر وهو فى طريقه إلى روسيا للمشاركة فى كأس العالم، بدلا من أن تلاحقه دعوات المصريين بالتوفيق وتمثيل مصر خير تمثيل، وجهت الجماهير (الصائمة) جام غضبها على الزى الموحد للمنتخب وتبارى الجميع فى الاستهزاء من تصميم (البدل) بزعم أنه موديل قديم لا يليق بمنتخب الفراعنة، وكأن الفريق ذاهب لعرض أزياء وليس لبطولة كروية! وفجأة أصبحت روسيا هى القبلة للجميع، من يرغب فى الشهرة ومن يتعطش للاستزادة من الدولارات فالطريق أمامه، حتى أصبح السفر إليها أسهل من التوجه الى الإسكندرية. معظم برامج الفضائيات والإعلانات والمقالب تبث من هناك، ولا نجد دولة أخرى تشارك فى المونديال يصدر عنها نفس الصخب و(الزيطة) كما نفعل نحن! اللقطات السابقة مجرد نماذج مختصرة لسلوكياتنا التى لم يعد يكبحها شهر كريم، فالمجتمع المصرى «توحش» وأصبحت الماديات هى الحاكمة للعلاقات التى لم تعد إنسانية. لفظنا قيم التسامح وتقبل الآخر واستبدلناها بالكراهية والديكتاتورية فى الرأى والتشدد فى التعاملات حتى أصبحت سلوكياتنا محط أنظار من حولنا من شعوب ودافعا لإخضاعنا لدراسات سيكولوجية لا يخضع لها سوى المرضى النفسيين! كشفت دراسة لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن شبكات التواصل الاجتماعى قوضت التحول الاجتماعى فى مصر وألقت بالمصريين فى غياهب حالة استقطاب سياسى واجتماعى مدمر. لكن ليست (السوشيال ميديا) وحدها وراء ما نعيشه من توتر مجتمعي، فالضغوط الاقتصادية وطغيان (ثقافة الفقر) خاصة لدى من حققوا ثروات قفزت بهم من خط الفقر، جعلت مخاوفهم من المستقبل أكبر مقارنة بأقرانهم من محدودى ومتوسطى الدخل الذين انشغل معظمهم فى الشكوى من الأحوال والنظر إلى ما فى أيدى الآخرين، وأسمع من لايزال يردد «شعب متدين بالفطرة»!