لماذا تراجع ليفربول الفترة الأخيرة، وأصبحت خسارة مباراة تلو الأخرى شيئاً عادياً، ليدخل حامل لقب الدورى الإنجليزى نفقاً مظلماً، من المسئول عن تلك الخسائر، هل تحولت صفقات ليفربول السوبر إلى نقمة، حتى صارت تهبط بالفريق لأسفل بدلا من الصعود به فى الترتيب، أم أن المسئول هو سلوت الذى لا يجيد توظيف هؤلاء النجوم ويخلق الانسجام بينهم، كما كان يفعل الساحر كلوب.. أم أنه تراجع مستوى صلاح فهبط أداء الريدز؟، كل هذه الأسئلة وغيرها تطرحها الجماهير بعد كل إخفاق وآخرها الخسارة أمام مان يونايتد صاحب المركز التاسع فى جدول الترتيب. البداية مع أرنى سلوت، هذا المدرب الذى تسلم تركة ثقيلة من يورجن كلوب، فريقاً متكاملاً بجميع المراكز، يتسلح بقوة لاعبيه بدنياً وذهنياً، وانسجام واضح بين جميع الخطوط، ولكن يبدو أن المدرب الهولندى فشل فى الحفاظ على هذا الانسجام بين لاعبى ليفربول، حتى بعد التعاقد مع صفقات سوبر يتمناها أى مدرب فى فريقه، حدث ذلك بعدما أجلس إيكيتيكى مثلاً على الدكة، بعدما بدأ الموسم بشكل جيد وأحرز خمسة أهداف، وذلك لصالح إيزاك، بحكم المبلغ الكبير المدفوع فى شرائه (145 مليون يورو)، ليخسر ليفربول لاعباً حاسما لصالح آخر لم يدخل بعد فى الانسجام مع المجموعة. الأمر نفسه تكرر فى الجبهة اليمنى، التى فقدت الكثير برحيل آرنولد إلى ريال مدريد، خاصة مع الانسجام والتفاهم بينه وبين صلاح فى تلك الجبهة النارية، فلم يستفد سلوت من توظيف فريمبونج، صاحب الأداء المميز والذى تعاقد معه ليفربول مقابل (50 مليون يورو)، فتجده يعتمد على سوبسلاى أو برادلي فى هذا المكان. ونفس الأمر تكرر مع الموهبة فيرتز، الذى تعاقد معه ليفربول مقابل 125 مليون يورو، إلا أن المدرب لم يستطع استغلال تلك الموهبة بعد فقرر وضعه على الدكة فى معظم المباريات.. كل ذلك يجعل من حالة الصدمة التي تعيشها جماهير ليفربول طبيعية، بعد تلك الصفقات والأرقام المدفوعة فيها بينما لا يجيد المدرب توظيفهم. كل ذلك يطرح سؤالا مهما؛ هل لم تستطلع إدارة ليفربول رأى أرني سلوت فى التعاقد مع الصفقات، عكس ما كان يحدث مع كلوب الذى كان يحدد الصفقات، أم أن إدارة ليفربول أنفقت هذا المبلغ الخرافى (468 مليون يورو) على صفقات غير مدروسة؟! والأخطر أن معظم هذه الصفقات فى الهجوم وتغافل تدعيم الدفاع فى الوقت الذى بات رحيل كوناتيه وشيكا بعد فشل تجديد عقده. أما محمد صلاح، المعروف بانطلاقاته الصاروخية ولمساته الحاسمة، وإن كان قد تراجع مستواه مؤخراً - مثل العديد من النجوم فى أندية العالم - إلا أنه يحظى بنصيب الأسد من الانتقادات، هذا الهجوم نابع من حجم نجومية صلاح فى ليفربول ومدى تأثيره فى الفريق؛ فهو أحد أهم صفقات ليفربول فى العقد الأخير وصاحب الفضل فى إنجازاته. أما كتيبة صفقات ليفربول الصيفية فما زالت لم تحقق طموحات النادي، فلم يستطع مدرب الفريق استغلال مواهب تلك الكتيبة المدججة بالنجوم، أو خلق حالة انسجام بينهم، وإن لم يستطع حل هذا اللغز لتحولت نعمة هذه الصفقات إلى نقمة، وهو ما يضع أرنى سلوت على حافة الهاوية، وهو ما يجب أن تفطن له إدارة ليفربول قبل فوات الأوان.