مع كل هلول لمناسبة دينية سعيدة تتوق قلوب المصريين نحو مكرمة حكومية (منحة مالية) أو خبر سعيد لتخفيف الأعباء عنهم مثل الإعلان عن تخفيضات حقيقية على السلع الأساسية أو توريد حصص إضافية من السلع التموينية، حيث لا تكتمل فرحة المصريين فى الأعياد إلا عندما يشعرون باستجابة حقيقية من الحكومة لمعاناتهم. ومنذ أيام بدأت استعدادات المصريين لاستقبال شهر رمضان الكريم الذى يمثل مناسبة دينية عطرة ننتظرها من العام إلى العام بغض النظر عما يحمله الشهر من أعباء ومصروفات زائدة بسبب سلوكيات استهلاكية لا تتناسب وجلال المناسبة لكنها باتت كامنة تحمل سمة الجينات السائدة فى ثقافة وسلوكيات المصريين ولا مجال هنا للخوض فيها. وفى غمرة هذه الاستعدادات تتلقى الإصلاحات الاقتصادية التى بدأتها مصر بشكل جذرى منذ نوفمبر 2016، شهادات تقدير بشكل شبه يومى من المؤسسات المالية الدولية اعترافا بأن الحكومة شرعت فى عملية جراحية جريئة ومستمرة لإنقاذ اقتصاد شابه الاهتراء,وكان آخر تلك الاشادات من جانب البنك الدولى الذى أكد أن الإصلاحات الاقتصادية نجحت فى استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. نعلم أن برنامج الإصلاح بلغ منتصفه ولم ينته بعد,ونعلم أيضا أنها إصلاحات من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد، لكن أليس من حق الآباء والأمهات والأجداد وأرباب الأسر ومن يتوق إلى تكوين أسرة ومن تجاوزوا مرحلة الشباب، وهؤلاء لن يعيشوا سوى مرة واحدة فى هذه الدنيا,أليس من حقهم جميعا أن يعيشوا فى راحة بال ولو بقدر؟ لماذا لا تخرج الحكومة لتبشر المصريين وتهدئ من روعهم بخبر سار عن تأجيل وليس إلغاء حزمة الإجراءات الاقتصادية المنتظرة نهاية يونيو القادم وتشمل كما سبق أن أعلن بعض الوزراء رفع أسعار الوقود والكهرباء وفقا للاتفاق مع صندوق النقد الدولى ؟ الحكومات المصرية المتوالية بحكم تعاملها المباشر مع الشعب تعلم تماما ما يسعده,وتمتلك (الباسورد) الخاص بالولوج إلى شخصيته التى ترضى بالقليل ولا ترغب سوى فى حياة كريمة,فهل تفعلها حكومة شريف اسماعيل لتحظى بلقب الأكثر شعبية خلال السنوات الأخيرة، أم اعتبر مناشدتى مجرد تخاريف صائم سبقت حلول رمضان ؟