فى سابقة لم نعهدها من الأنظمة الفائتة وقف السيسى أمام شعبه يقدم كشف حساب عن السنوات الأربع الماضية كرئيس للجمهورية، وهى بادرة محمودة تؤكد تقدير الرئيس واحترامه للشعب الذى منحه ثقته، عقب إسقاط نظام الفاشية الدينية ؛ جاء السيسى فى يونيو2014- بتكليف شعبى لإدارة البلاد خلال فترة عصيبة، كانت على شفا الاقتتال الاهلى والانقسام الداخلى والانهيار الاقتصادى والفوضى الامنية ، شهدت خلالها » خونة بالداخل« لتنفيذ مؤامرات الخارج، كل هذه العوامل مجتمعة كانت تعمل لإسقاط الدولة، وإدراكا منه لكل هذه المخاطر استجاب السيسى لنداء الشعب وتولى المهمة الثقيلة، والتى كانت تنذر بفشل كل من يتبوأ هذا المنصب الرفيع وسط كل هذه التحديات؛ لكن السيسى قبل التحدى مدعوما بحب الشعب وولاء الجيش والشرطة والقضاء وكافة أجهزة الدولة الفاعلة، بعد أن لمس الجميع صدق هذا الرجل، وعشقه لوطنه، خاض كل المعارك متسلحا بالعزيمة والإصرار على النجاح والعبور بالسفينة الى بر الأمان رغم الحرب الضروس على الإرهاب ومحاولات تمزيق اللحمة الوطنية، وحروب الجيل الرابع من بث الشائعات الى تشويه الانجازات..الخ؛ وكأن السيسى تسلم البلد بعد »الجماعة الارهابية« وهى ترفل فى الرفاهة وتنعم بالاستقرار والرخاء، وليست شبه دولة قادها لتكون دولة مكتملة الاركان والمؤسسات، لتستعيد دورها المحورى إقليميا ودوليا، كل ذلك بدعم الشعب الذى أحب قائده فأخلص له، وكأنه يستعيد » كاريزما« عبد الناصر الذى وصفه توفيق الحكيم فى أحد مقالاته بالاهرام أنه كان »معبود الجماهير« والشعب عندما يحب لدرجة العبادة المجازية قد لا يرى أخطاء من يحبه؛ فعبد الناصر لم يكن ملاكا ولا السيسى أيضا؛ ولكن كل منهما وهب حياته لوطنه دون سواه. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى