الافتتاح المهيب لقناة السويس الجديدة وسط حضورعدد كبير من قادة ورموز العالم ، أعاد للمصريين اكتشاف أنفسهم من جديد ، اكتشاف قدراتهم وارادتهم الفولاذية ، التى استطاعت تحويل الحلم الى حقيقة فى زمن قياسى غير مسبوق ، وكل ذلك تحت شعار " صنع فى مصر " وهو أروع شىء فى هذا الحدث التاريخى، نعم فقد حفرنا القناة بمدخرات المصريين البسيطة ، وبسواعدهم القوية، وبأرادتهم التى لا تقاوم ، ولما لا وقد أبهر المصريون العالم خلال أقل من خمس سنوات فى صنع تاريخ جديد، فى إحباط مخططات دولية لتغيير الهوية التاريخة والحدود الجغرافية للمنطقة ، بدءا من ثورة الشعب فى 25 يناير 2011 ، مرورا بثورة 30 يونيو2013 وحتى الحدث التاريخى بافتتاح قناة السويس الجديدة ،والتى يحلو للبعض أن يسميها " تفريعة " ولكن ذلك لن يقلل من أهمية وقيمة هذا الإنجاز العظيم ، فقبل عام مضى دشن الرئيس السيسى هذا المشروع بأعطاء أشارة البدء فى حفر القناة والتى كان من المتوقع أن يستغرق العمل بها ثلاث سنوات ؛ وهذا هو التحدى الاكبر ، ولكن كانت أرادة المصريين قاهرة لعنصر الزمن ، كما كانت قاهرة لعنصر التمويل ، لتتحقق كافة عناصر النجاح لهذا العمل " المصرى الخالص " فقد تم إنجازه بخبرة وأموال وبأدارة مصرية تماما ، جسدت طاقات المصريين الهادرة عندما تجتمع على عمل وطنى، خلف قائد وطنى وعد فأوفى ، وشعب عظيم أراد فحقق المستحيل ، لنكسر بداخلنا " عقدة الخواجا " والتى صوروا لنا طويلا أنه بدون الخبرة والمعونة الاجنبية لن نستطيع أنجاز ما نريد ؛ ولكننا أستطعنا فى حرب أكتوبر المجيدة أجتياز " خط باريف الحصين " وأستطعنا فى 25 يناير صنع أعظم ثورات الشعوب، ثم ثورة 30 يونيو وأخيرا وليس آخرا أفتتاح قناة السويس الجديدة ، وهذا هو أبلغ رد على المشككين فى قدرة المصريين ، الذين تسيطر عليهم حالة من البهجة والتفاؤل والروح الوطنية العالية على مختلف توجهاتهم بأفتتاح القناة الجديدة ، كما سرت هذه الحالة أيضا فى الشعب المصرى عقب حرب أكتوبر تحت مسمى " روح اكتوبر، والحالة الثورية عقب 25 يناير، وللآسف تبددت هذه الطاقة وهذه الروح فى خلافات وهمية ومعارك كلامية ، لأنها لم تجد من يوجهها أو يوظفها فى معركة البناء والتنمية ، فهل يحدث هذه المرة؟ ونستغل حالة الأجماع الوطنى ولكن بالأفعال وليس بالاقوال ؛ نعم ياساده لم يعد لدينا وقت لنهدره .. ولم تعد لدينا رفاهية العبث بالزمن؛ فقط معركتنا مستمرة وصولا الى مكان مستحق لنا منذ عقود طويلة مضت . http://[email protected]