أظن أنه قد آن الأوان لكى نصارح أنفسنا بكل حقائق وأبعاد الحرب المشروعة التى تخوضها ضد الإرهاب بروح الفهم وصحة الإدراك إلى أنها لم تكن من صنع أيدينا وإنما كانت بتدبير وتآمر خسيس يستوجب استنفار كل قوانا لدحر هذا الخطر واجتثاثه من جذوره وليس مجرد هزيمة فلوله الشاردة فقط التى بلغت ذروة اليأس بما تقدم عليه الآن من ضربات عشوائية لمجرد لفت الأنظار. لابد أن يكون واضحا ومعلوما أننا نخوض منذ 4 سنوات حربا دفاعية مشروعة قد تكون فاتورتها باهظة ولكن لا مفر منها من أجل القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف وإلغاء وجوده فوق كل شبر على أرض مصر وكل الدلائل والمؤشرات تؤكد نجاح مسعانا وتؤشر إلى أننا أوشكنا على القضاء عليه ليس فى ميدان المواجهة المسلحة فقط على أرض سيناء وإنما وهذا هو الأهم أن الرعاة الإقليميين والدوليين قد فقدوا كل أمل لهم فى حسابات المقايضة طلبا للمصالحة لإعادة الجماعة للمشهد السياسى من جديد وباتوا على يقين أنهم يجرون وراء المستحيل. ورغم فداحة الثمن الذى دفعناه فى الحرب ضد الإرهاب فإننا لابد أن نشعر بعميق الرضا عن النفس لعظيم الأداء البطولى لقواتنا المسلحة والشرطة المصرية فى مهمة تتعدى أبعادها حدود ضرب وتصفية الإرهابيين فى سيناء لتمتد إلى فرض الهزيمة على سياسات الضغط والابتزاز التى واجهتنا بينما تمر منطقة الشرق الأوسط بفترة خطيرة كان يراد فيها إحداث التغيير إلى الأسوأ ولكن مصر نجحت بفضل ثورة شعبها فى 30 يونيو أن تحول دفة واتجاه الأحداث نحو تغيير كبير بعناوين الأفضل والأحسن أمنيا وسياسيا واقتصاديا. ولقد قلت ما قلت بمزيد من الفخر والاعتزاز بمصر وقائد مسيرتها الشجاع الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى قدم نموذجا فذا فى الصمود ضد عواصف الضغط السياسى وتنويعات القتل والقتال الإرهابى بأعصاب من حديد مكنت الوطن من أن يظل على طريق الصواب! خير الكلام: الأرض سمراء والرجال شداد.. فى كل حرب ما خشوا النيران! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله