ليست هذه السطور سوى محاولة لإلقاء نظرة على أبعاد المخطط الذى تتصدى له مصر منذ إزاحة حكم الجماعة عن عرش مصر دون أن يشغلها ذلك عن مواصلة المضى فى الطريق الذى رسمته لنفسها بعد 30 يونيو 2013 لصنع تنمية شاملة. لن أتحدث عن براميل البارود وأشباح الظلام التى تستهدف شن حرب استنزاف ضد مصر فى سيناء وإنما سأتحدث عن القوى الظاهرة والقوى الخفية التى تقف وراء هؤلاء الإرهابيين القتلة الذين يجرى اجتثاثهم من جبال وكهوف سيناء بتضحيات غالية يقدمها أبطال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل. إن الملاذات التى تخطط وتمول وتحرض أغلبها معلن ومعروف وتتحدث عنها كل وسائل الإعلام بعد أن خلعت الدوحة واسطنبول ولندن برقع الحياء وباتت تجاهر بدعمها للأشرار الذين يحظون أيضا بدعم غير معلن من بعض أجهزة الاستخبارات العالمية التى لها أجنداتها الخاصة بعيدا عن السياسات المعلنة للدول التابعة لها والأسماء كثيرة والعناوين متعددة! والحقيقة أننا ندفع ثمن انقلاب جذرى وخطير فى المفاهيم السياسية لهذا العصر الذى أصبحت فيه ظاهرة الإرهاب تجارة دولية لها رعاة قادرون على تجنيد الإرهابيين وتمويلهم وإنشاء مؤسسات حاضنة لهم تكتسب شرعية مزيفة فى عدد من العواصم العالمية التى أدركت استحالة الاطمئنان إلى موازين الرعب النووية واتجهت إلى بناء موازين الرعب الإرهابية كآلية للتأثير فى تطورات أى نزاع إقليمى أو دولى يرتبط بالمصالح الاستراتيجية للقوى الكبري. وسوف يكتب التاريخ وقائع هذه المرحلة لصالح مصر التى أفلتت من مصيدة الاستدراج وأفشلت مخطط تجار ورعاة الإرهاب إلى حد كبير ليس على أرض سيناء فقط وإنما بما بعثت به من رسائل لأشقائها وأصدقائها الذين يثقون فى صدق نصحها من أجل تنبيههم لما يجرى خبيثا ومفزعا منذ سنوات. خير الكلام: معاتبة الأخ خير من فقده ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;