هذه العواصف السياسية والاقتصادية التى هبت على مصر فى الأشهر الأخيرة لا تستوجب الخوف والهلع وإنما تحتاج إلى اليقظة والحذر تحت رايات الفهم والإدراك بأننا نواجه منذ 30 يونيو 2013 تحديات يتحتم علينا مواجهتها لأننا لا نملك ترف تأجيل هذه المواجهة وما تتطلبه من توجهات وسياسات واستراتيجيات لم يعد هناك مفر من ضرورة مراجعتها وإعادة النظر فى بعض بنودها بكل الصراحة وبكل الموضوعية.إن مصر تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب وهذه الحرب ليست ضد بعض الفصائل المختبئة فى جحور سيناء والمحتمية بكهوف جبالها وإنما هى حرب ضد قوى دولية وإقليمية متورطة فى التحريض والتدبير والتسليح والتمويل وتوفير الملاذات الآمنة للهاربين والفارين خارج الحدود. ولعله لا يخفى على أحد منا أن عوامل بناء قوتنا الشاملة ليست مصر الداخل فقط وإنما قوة مصر فى عروبتها وإسلامها وانتمائها لإفريقيا ودورها المحورى على امتداد إقليم الشرق الأوسط بأسره وربما يكون ضروريا ومفيدا أن نضيف إلى ذلك اعتبارا أكثر أهمية هو أن سياسة مصر الخارجية ليست مجرد عنوان يستدل به على خنادق الانتماء فحسب وإنما ينبغى أن تكون سياسة متعددة الأهداف بدءا من ضرورات واستحقاقات حماية الأمن القومى ومرورا بتعظيم القدرة على توظيف الدور المصرى واستثمار إيجابيات الوزن السياسى فى خدمة احتياجات البناء والاستثمار والتنمية فى الداخل. وفى مواجهة مثل هذه العواصف المدبرة مع سبق الإصرار والترصد فإن الأمنيات وأناشيد المناسبات لا تكفى وحدها لصد واحتواء العواصف التى تحتاج أول ما تحتاج إلى ركيزة أساسية اسمها استقرار الداخل من خلال دعم كامل لمتطلبات الأمن ومحاربة كل أشكال العنف والفوضى والضرب بيد من حديد ضد الإرهاب والبلطجة وبغير ما حاجة إلى إجراءات استثنائية تمس جوهر استمساكنا بالديمقراطية واحترام سيادة القانون. ولنكن على ثقة بأن مصر ليست دولة ضعيفة وإنما هى دولة قوية وأن شعبها أثبت دائما أنه على مستوى التحدى خصوصا فى لحظات الشدة والخطر وأنها دائما أكبر من أى خطر وأقدر على هزيمة كل المؤامرات الرخيصة. خير الكلام: المذعور هو من يلغى عقله ويفكر بساقيه لحظة الخطر ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله