12- إذا اتفقنا والاتفاق واجب وضرورى على أننا أمام أوضاع جديدة وحسابات متغيرة فإن هذه الأوضاع والحسابات الجديدة تقتضى بغير حاجة للدخول فى متاهة المزايدات أن يتوفر حد أدنى من الإحساس بالخطر الذى تمثله جماعات الإرهاب الأسود للوصول إلى تصور وطنى مشترك حول كيفية التعامل مع هذه الأوضاع والحسابات والمتغيرات الطارئة من أجل حماية الأمن المصرى من مخاطر لم يعد بالإمكان إغماض العين عنها أو ادعاء عدم القدرة على سماع دق الطبول الذى يمهد لها فى فضائيات الدوحة واسطنبول. أريد أن أقول بكل الصراحة وبكل الوضوح: إن الاصطفاف الوطنى ضد طيور الظلام يجب أن يصبح الآن فى هذه الساعات بل وفى هذه اللحظات اصطفافا محسوبا وواضحا يتفق مع صحة إدراك الجميع بأننا نعيش لحظة فاصلة من تاريخ مصر تستلزم تعاملا جديا يسهم فى سرعة احتواء وإجهاض هذه المخاطر قبل وقوعها. أتحدث عن الحاجة إلى اصطفاف وطنى قادر على المواجهة والمجابهة واصطياد طيور الظلام قبل أن تنطلق من جحورها وأعشاشها وذلك يتطلب أن نجد على أرض الواقع وفى أسرع وقت ممكن خطوات وإجراءات محددة تكشف عن وجود توجه وطنى حاسم يعكس جدية التعامل مع مأزق الإرهاب الأسود بأعصاب هادئة مهما تشتد ضربات الخسة والندالة وبردود أفعال واعية ومحسوبة وعاقلة تحمل فى طياتها كل عناصر القوة والإصرار ولا تنزلق إلى الكمائن المنصوبة! أتحدث عن اصطفاف وطنى يمكن رؤيته وقياسه على أرض الواقع وليس مجرد تضامن إعلامى ومعنوى مغلف بخطاب سياسى وحزبى يصب فى خانة إبراء الذمم بأكثر مما يصب فى الاتجاه الصحيح لأننا أمام خطر ماثل يراد له أن يتطور إلى ما هو أسوأ وأقبح. وعلينا أن نتجنب الوقوع مبكرا فى دوائر التشاؤم أو نندفع بفعل أية تطمينات إلى شواطيء التفاؤل قبل الأوان وإنما يتحتم علينا أن ندرك جميعا أننا إزاء حرب قذرة تشنها طيور الظلام الواضحة والمستترة مما يستوجب آليات جديدة وروح جديدة تتجاوز ثقافة تغيير اللافتات واستحداث الشعارات... ولن تركع مصر أبدا! إنتهت سلسلة مقالات الإرهاب وغدا نبدأ الإبحار فى قضايا جديدة! خير الكلام: أخاك أخاك إن من لا أخّا له..كساع إلى الهيجا بغير سلاح ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله