11 - لست أظن أن بإمكاننا أن نواصل الخطو الصحيح على طريق طموحاتنا الوطنية التى جسدتها إرادة التغيير فى ثورة 30 يونيو دون أن نتوقف بين الحين والحين لكى نسأل أنفسنا ذلك السؤال المهم والضرورى وهو: إلى أين نحن ذاهبون؟. لابد بالفعل أن نعيد طرح السؤال على أنفسنا بين الحين والحين لكى نستوثق من سلامة الاتجاه الذى ننطلق نحوه ولكى نطمئن على صحة المنهج الذى نسلكه ونهتدى به ثم أيضا لكى نراجع أساليب ووسائل عملنا خصوصا فى ساحة المواجهة مع الإرهاب الأسود حتى نتبين ما إذا كنا بحاجة إلى الإبقاء عليها أوتغييرها أو الاكتفاء بتعديلها وتصحيح بعض جوانبها. لعلى أقول بوضوح إننا بحاجة إلى زلزال ذاتى يهز كثيرا من الثوابت والمعتقدات الخاطئة فى سلوكنا ونمط حياتنا خصوصا على صعيد الوعى الأمنى لأن المواجهة الصحيحة لخطر الإرهاب اللعين تبدأ بتغيير جذرى فى السلوك البشري. والحقيقة أننى لست مع الذين يستسهلون إلقاء اللوم وتوجيه اتهام التقصير للأجهزة الأمنية عند وقوع أى عمل إرهابى وإغماض العين عن الجهد الجبار والعطاء اللامحدود لهذه الأجهزة ليل نهار فى تعقب ومطاردة وملاحقة هذه الخفافيش التى تتحرك فى الظلام ويستحيل إجهاض مخططاتها التخريبية دون مشاركة إيجابية وفعالة من المواطنين بمستوى وحجم الخطر الذى يستهدف المجتمع بأسره وليس نظام الحكم أو الأجهزة الأمنية. ثم أقول بكل الوضوح إننى أخشى أن تثبط همتنا بمرور الأيام وأن يستعيد الإرهابيون ومن يقفون خلفهم من دعاة العنف والتطرف والشطط الدينى نشاطهم من جديد فى تسميم العقول واختراق الثغرات لمعاودة الكرة مرة أخرى وذلك يتطلب بكل الوضوح وبكل الصراحة رفع درجة الاستعداد الشعبى بالتوازى مع رفع درجة الاستعداد الأمنى والمعلوماتى وبما يتفق مع جدية الشعور بأننا فى حالة حرب مع أخطر وأخس وأجبن عدو يستهدف مصر وشعبها! وبعد غد السبت نواصل الحديث وكل عام وأنتم بخير خير الكلام : لا يعرف ثقب جوربك سوى الحذاء وزوجتك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله