في ظل القراءة الدقيقة لحجم وعمق المتغيرات الدراماتيكية التي يشهدها العالم منذ بدء الألفية الجديدة أعتقد أنه قد آن الأوان لكي تتحد كل الجهود والطاقات من أجل إعادة تهيئة الأجواء في مختلف قطاعات العمل الوطني لكي تكون أكثر ملاءمة وأكثر تشجيعا علي وحدة القوي السياسية والتفافها حول الأهداف الوطنية العليا حتي يمكن تفجير وإطلاق طاقات الإبداع التي تزخر بها مصر ولكنها مازالت مقيدة ومغلولة نتيجة غياب الأجواء الصحية والصحيحة نتيجة العراك السياسي غير المبرر! إننا بحاجة إلي أجواء سياسية وفكرية جديدة ترتقي بالسلوك والذوق وذلك لايتأتي إلا من خلال إدراك صحيح لأهمية العلم وقيمة الثقافة وعظمة الآداب الرفيعة التي تتوافر في مفرداتها ووسائلها كل إمكانات الارتقاء واحتضان المواهب وليس مجرد البث والتلقين وحشو العقول ودغدغة المشاعر! والأهم من ذلك كله أننا في أشد الحاجة لتحديد الخط الفاصل بين الحرية والفوضي خصوصا في مجالات حرية التعبير وممارسات النقد وأساليب المراجعة وآليات الحساب فالحرية في جوهرها التزام وأمانة وليست شططا ومزايدة! والأمم العظيمة لا يبنيها سوي فكر مستنير يحصن الناس باتجاه الأمانة والدقة والموضوعية من أجل ترسيخ القيم النبيلة والسامية التي تلبي احتياجات الحاضر وتوفر القدرة علي التعامل مع المستقبل وتكفل توفير القدرة اللازمة لحماية التراث وصون المنجزات وتجديد قدرات العطاء والإبداع من خلال ضخ دماء جديدة في شرايين العمل الوطني تستطيع أن تجاري العصر وأن تتخطي الصعاب ولا تضعف أمام التحديات! وليست هناك أمة عظيمة بنت مجدها وعظمتها بمحض المصادفة وإنما كان وراء المجد والعظمة دائما طاقات عطاء وإبداع تمتد بأبصارها إلي الأفق البعيد وتستند بأقدامها إلي جذور حضارية راسخة في أعماق التاريخ! خير الكلام: عندما يغيب النص تقع مسئولية العقل! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله