نحن شعب عظيم تظهر أصالته الحقيقية عند الشدائد ويكشف عن معدنه النفيس في مواجهة الأزمات والتحديات. حيث يسبق بخطواته دائما كل أحلام النخب السياسية ويؤكد باستمرار أنه أشد انتماء لتراب هذا الوطن بعيدا عن صراعات الزعامة والمناصب ومحاولات ركوب الموجة التي لها أناس يجيدون تغيير المواقف وسرعة تبديل الاقعنة! وأعظم ما في شعب مصر يتمثل في عمق إدراكه علي طول التاريخ أن الفوضي خطر مخيف يحمل في طياته تداعيات كارثية تؤدي إلي إجهاض كل الأحلام المشروعة للتغيير والتقدم والحداثة ولهذا اتسمت كل حركات الصحوة والاحتجاج علي طول التاريخ المصري بحسن الإدراك لأهمية ضبط المشاعر ومخاصمة الانفعال والقدرة علي تحديد وتنفيذ الأهداف المرجوة دون مساس بالسلم الأهلي. والحقيقة أن ما شهدته مصر علي مدي الأيام الأخيرة ومنذ يوم25 يناير هو علامة صحة ودليل حيوية يمكن توظيفه واستثماره في الاتجاه الصحيح لبناء مصر الغد التي نحلم بها جميعا تحت مظلة الحوار والتفاهم بين كل شركاء هذا الوطن دون استثناء لتيار أو تمييز لفصيل بعد شطب كل مفردات التسفيه والاستصغار من لغة الخطاب السياسي والخطاب المجتمعي. لقد اطمأنت مصر علي أن شبابها بخير فالذين رفعوا رايات المطالبة بأحداث تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية هم أنفسهم الذين أدركوا الفخ المنصوب لهذا البلد وأحبطوا مخططات السلب والنهب التي أرادت أن تستغل أجواء حظر التجول وغياب الوجود الامني في ضرب استقرار الوطن والإساءة لنبل المقاصد الشريفة لشباب مازال لديه أمل ومازالت تجري في عروقه دماء الطموح الذاتي والمجتمعي. والأمم الحية هي التي تملك القدرة علي مراجعة المسيرة وتصحيح الأخطاء وامتلاك الخيال السياسي للبدائل والوسائل التي تلبي الأحلام المشروعة لشعوبها وتوفر الاستحقاقات الضرورية لسلامة أوطانها. وظني أن الرسالة قد وصلت وفهمت وبدأ التعامل معها بعقل مفتوح! خير الكلام: يا مصر سيري إن صوت المجد يهتف أن تسيري! [email protected]