بعيدا عن شعارات الميادين وتحليلات وتنظيرات النخب السياسية والحناجر الإعلامية عبر الفضائيات والتي تتركز حول أمور دستورية وقضايا قانونية تتعلق بأنصبة كل فريق سياسي في كعكة السلطة تبقي أهمية الالتفاف إلي الأحلام والطموحات المشروعة لغالبية المواطنين. إن غالبية الشعب المصري من الفقراء ومحدودي الدخل الذين يتوقون إلي رؤية اليوم الذي تتحسن فيه أحوالهم وتتهيأ الأجواء الملائمة لكي ترتفع دخولهم عاما بعد عام, ولكي تختفي من حياتهم كلمة الأزمات.... تحت مظلة السلام الاجتماعي الذي يقوم علي التراضي والتوافق بعيدا عن الجبر أو الإلزام بمعني إنه كلما شعر الأغنياء بأنهم في أمان اتجهوا تلقائيا لاستثمار ثرواتهم استثمارا صحيحا في شكل مشروعات توفر المزيد والمزيد من فرص العمل والكسب الشريف من ناحية, وتسهم في زيادة الإنتاج الذي يحقق للمجتمع الاكتفاء ويسمح للفائض بأن يجد طريقه نحو سوق التصدير الخارجي من ناحية أخري. وليس من شك في أن أجواء الحرية والديمقراطية تحت ظلال الأمن والاستقرار للفرد وللمجتمع هي التي يمكن أن تفتح الشهية نحو الرهان علي قدرة هذا الوطن في أن يتسع حجم ومساحة هذا التحول الديمقراطي في المستقبل خصوصا أن كل القوي السياسية تؤمن إيمانا عميقا بوجود رابطة قوية بين ازدهار الديمقراطية وازدهار حركة العمل والإنتاج في الوطن, حيث تسمح الأجواء النقية تحت رايات الحرية لكل طاقات الإبداع والابتكار أن تعبر عن نفسها وبما يسمح بأن يأخذ الأكفاء والموهوبون مكانتهم وأن يستمر تراجع وانحسار المدعين والجهلاء عن تصدر الصفوف الأولي في جميع مواقع العمل والإنتاج! إن الناس تحلم بأن يعم السلام الحقيقي أرجاء المنطقة وأن ينتعش التضامن العربي انتعاشا عمليا.. وليس هناك من هو أقدر علي الإسهام في صنع مثل هذا الحلم غير مصر القوية والمستقرة. خير الكلام: أفضل الإنجاز ما جاء بعد إخفاق! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله