ونحن في بدايات وضع الركائز المتينة لبناء الجمهورية الثانية من خلال إدارة عصرية علمية ومتطورة لابد أن يكون هناك قناعة تامة بأن المعايير العلمية وحدها هي التي تستطيع أن تفرز الغث من الثمين. وأن تضع خطوطا فاصلة بين المؤهل وغير المؤهل... وهذه المعايير المتعارف عليها عالميا تشمل الكفاءة المهنية وعمق الخبرة والسن والمؤهل العلمي والشخصية المتكاملة التي تجمع بين المظهر الحسن ووفرة الثقافة وفن التعامل باسم فن القيادة! وهنا ينبغي القول أن لكل معيار من هذه المعايير قيمة يجوز أن تختلف من موقع لآخر, ولكنها كحزمة واحدة هي العامل الأهم الذي ينفي عن الاختيار شبهة الغرض والهوي من ناحية ويجنب عملية الاختيار أية ملاحظات تتعلق بالعشوائية أو غياب المصداقية من ناحية أخري. إن مصر بحاجة إلي القيادات المؤمنة بجوهر الفكر والممارسة الديمقراطية والتي تملك القدرة علي تفجير طاقات العطاء لدي العاملين باعتبارهم شركاء في المصلحة والمصير تحت مظلة من احترام المبادرات الفردية والتشجيع الواضح للإدارة الذاتية. وفي اعتقادي أن مفاتيح النجاح لأي مسئول تبدأ بقدرته علي أن يقدم نفسه علي أرض الواقع كنموذج حي للتميز بالتزامه بالقيم الأخلاقية والانفتاح علي الآخرين وتعزيز إمكاناتهم وحثهم علي العمل لأن الطريق المباشر لكسب الولاء في عصر المعلومات يمر عبر القدوة الحسنة من خلال السلوك الطيب والتصرف العاقل والعطاء المتصل! وليس هناك تحد يواجه عملية إعادة البناء قدر تحدي إثبات القدرة علي تمكين أي كادر مؤهل ومجتهد لكي يفجر ما بداخله من طاقات وإبداعات ولذلك فإن المطلوب لمواجهة تحديات المرحلة قادة بالمعني السليم والصحيح لمفهوم القيادة وعلي كل مستويات العمل في كافة أجهزة الدولة. ومن المؤكد أن فهم احتياجات مصر من القيادة الذين يقدرون علي فهم ومجاراة التحديات التي أفرزتها أجواء العولمة يمثل إحدي أهم أولويات العمل السياسي في أية دولة تريد أن تحتفظ لنفسها بمكان آمن علي خريطة الدنيا. وتلك في اعتقادي ليست معضلة ولكنها أيضا ليست مسألة يمكن بلوغها بسهولة! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: السلم الذي يرفعك إلي القمة يمكنه أن يهبط بك إلي القاع! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله