فى اعتقادى أن ما يواجه دول منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها مصر اليوم أشد خطرا وأبعد تأثيرا مما واجهته من أزمات منذ أزمة السويس عام 1956 وحتى الآن. نحن إزاء معطيات جديدة فى لعبة الصراع الإقليمى المتشابكة مع لعبة الصراع الدولى أدت إلى حدوث متغيرات جذرية فى الشرق الأوسط بوجه عام ودول الجوار على وجه الخصوص والتى تحولت للأسف الشديد إلى ساحة مفتوحة لحروب بالوكالة تشتعل نيرانها بخليط من أعواد الثقاب المتنوعة بين الطائفية والمذهبية والعرقية بهدف تعميق التناقضات لتسهيل مخطط التفكيك والتقسيم وإعادة رسم خريطة المنطقة على أسس جديدة تلبى مصالح القوى الدولية. ولأن مصر يصعب عليها أن تنكفيء على نفسها أو أن تتخلى عن دورها فإنها منذ أن استفاقت بعد ثورة 30 يونيو لم تعد مشغولة فقط بهمومها ومشاكلها الذاتية وهى صعبة وثقيلة ومعقدة وإنما اتجهت لتحمل مسئولياتها تجاه أمتها العربية بهدف محاصرة وتطويق الحرائق المشتعلة هنا وهناك ووقف مسلسل استنزاف الطاقات بعيدا عن الأهداف التى تبتغيها شعوب الأمة. ويعزز من صحة التوجه المصرى الراهن إيمانها بأن استعادة روح الإحساس بالمصير المشترك يمثل بوابة العبور نحو تعميق مسيرة التعاون التى تلبى وتحقق مصالح الجميع وتساعد على عزل بعض البؤر الصغيرة المتحالفة مع القوى المعادية والكارهة والتى لم يعد لها من دور سوى الدق على أوتار التحريض. وفارق كبير بين صحة الاحتشاد العربى والدولى لضرب الإرهاب وبين عدم الانتباه لمخاطر التأييد الأعمى والانسياق خلف أهداف خبيثة للسياسة الأمريكية تحت عنوان محاربة الإرهاب... ودرس تدمير العراق عام 2003 باسم أكذوبة أسلحة الدمار الشامل وما استتبع ذلك من تداعيات سلبية على المنطقة بأسرها لابد أن يكون حاضرا فى التعامل مع تفويض أوباما لضرب تنظيم داعش الذى نما وترعرع تحت رعاية المخابرات الأمريكية وحتى لا يكون التفويض مدخلا للعبة أمم جديدة بالمنطقة! خير الكلام: إذا كانت الإشاعة سلاح الضعفاء فإن الحقيقة درع الأقوياء ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله