لم أكن ضاربا للودع عندما كتبت في هذا المكان يومي السبت والأحد الماضيين قبل ساعات من وقوع مجزرة رفح المشئومة محذرا مما يخبئ لنا وللمنطقة كلها تحت عنوان توطين اللاجئين.. جرس إنذار وسردت ضمن ما سردت واقعة الصدام التي لم يعلن عنها في حينها- قبل نحو8 سنوات- بين مسئولين بالإدارة الأمريكية والمخابرات المركزية الأمريكية وبين السيد عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السابق الذي رفض مجرد مناقشة الاقتراح الأمريكي بتوطين اللاجئين في قطاع غزة علي أرض سيناء مقابل تعويض مصر بقطعة أرض مماثلة في صحراء النقب, فضلا عن منحة أمريكية لا ترد قيمتها16 مليار دولار... وقلت ضمن ما قلت إن هذه الواقعة أدت إلي برود في العلاقات المصرية الأمريكية ولم تعد طائرة الرئاسة المصرية تأخذ طريقها المعتاد سنويا صوب أمريكا لمدة5 سنوات متصلة تقريبا. لم أكن ضاربا للودع عندما قلت في الحلقة الأولي يوم السبت4 أغسطس أنه يراودني إحساس أقرب إلي اليقين أن المخطط الجهنمي لتأجيج وتعميق الخلافات والتناقضات العربية والإقليمية علي مدي السنوات الأخيرة يمثل الفصل الأخير في مخططات إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط, ومثل هذه الخريطة تقف في طريقها عقبة أساسية اسمها مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وفي مقال الأحد5 أغسطس الحالي قلت بالحرف الواحد: واليوم فإن الحديث عن توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار بدأ يتجدد بقوة وبإيعاز وتشجيع من دوائر رسمية أمريكية تري في الأوضاع والظروف العربية والاقليمية الراهنة أفضل فرصة متاحة لتصفية قضية اللاجئين! أقول بوضوح: إن ما جري علي أرض سيناء الطاهرة لا يمكن قراءته بعيدا عن أهداف ومقاصد استراتيجية للقوي الدولية والإقليمية الراغبة في توظيف الوضع العربي الراهن لتصفية القضية الفلسطينية عن طريق تنفيذ جريمة توطين اللاجئين التي يجري العمل عليها منذ أكثر من60 عاما. المسألة ليست في الأدوات والذيول وإنما في الأهداف والرءوس... وظني أن استخدام العملاء من بين ظهرانيينا لضرب قضايانا ليس أمرا جديدا خصوصا علي صعيد القضية الفلسطينية... وما لم نملك شجاعة إدانة الإرهاب بوضوح والإشارة صراحة إلي البؤر التي تؤويه وتموله وتحرضه فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة! خير الكلام: إذا القلوب أظهرت غير ما تضمره فإن الخطوب كفيلة بكشفها! morsiatallah@ahram. org.eg المزيد من أعمدة مرسى عطا الله