ونحن نقلب في أوراق المحاولات الأمريكية الإسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية عن طريق توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار تبرز الخطة القديمة المعروفة التي حملت اسم خطة نورمان. نسبة إلي الملياردير اليهودي الأمريكي إدوارد نورمان الذي أمضي14 عاما- مابين عامي1934 و1948- في السعي لدي البيت الأبيض الأمريكي لدفع بريطانيا للترويج لخطته التي تقوم علي تضليل الرأي العام العالمي بدعوي أن الجوار العربي هي مكان التوطين الأفضل للفلسطينيين الذين لن يشعروا بأنهم انتقلوا إلي بلد أجنبي, حيث وحدة اللغة والدين والثقافة بل أيضا ووحدة الأرض لأن الحدود التي جري رسمها منذ الحرب العالمية الأولي طبقا لاتفاقية سايكس بيكو تكاد تكون غير معروفة للعرب الذين بحكم تمسكهم بثقافة البادية لايتمسكون شديدا بالمكان علي حد زعم الخطة النورمانية! واليوم فإن الحديث عن توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار بدأ يتجدد وبقوة بإيعاز وتشجيع من دوائر رسمية أمريكية تري في الأوضاع والظروف الراهنة أفضل فرصة متاحة لشطب كلمة اللاجئين من قاموس السياسة العربية وإزالة الهاجس المرعب لإسرائيل التي تري أن استمرار المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين يمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار وتدمير الدولة العبرية ديموجرافيا في المستقبل! ولست أخرج عن سياق الحديث عندما أقول أن المرحوم اللواء عمر سليمان رفض قبل8 سنوات مجرد مناقشة فكرة توطين الفلسطينيين علي أرض سيناء مقابل تعويض مصر بقطعة أرض موازية في صحراء النقب وأنهي علي الفور اجتماعه مع أحد كبار المسئولين بالمخابرات المركزية الأمريكية ورفع تقريرا للقيادة السياسية أدي إلي توتر في العلاقات المصرية الأمريكية وعدم زيارة الطائرة الرئاسية المصرية لأمريكا لمدة5 سنوات متصلة بعد أن كانت هذه الزيارة بندا سنويا ثابتا في الأجندة المصرية منذ عام.1978 وربما تكشف الأيام ما هو أهم وأخطر من هذه الواقعة التي قد يظن البعض أنها دفنت مع الوفاة الغامضة للسيد عمر سليمان في أحد المستشفيات الأمريكية! خير الكلام: عندما تسود الفوضي لاتندهش إذا رأيت الباطل يجلس مكان الحق في قاعة العدالة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله