أعتقد أنه لا شيء يسيء إلي نبل مقاصد التغيير والإصلاح الحتمية والضرورية في شتي أوطان العالم العربي سوي الوقوع- بقصد أو بغير قصد- ضمن دوائر الاشتباه في وجود أصابع أجنبية تريد ركوب موجة التغيير من خلال أي شكل من أشكال الدعم اللوجستي أو التشجيع الإعلامي, لأن هذه القوي الأجنبية لاتتحرك إلا باتجاه مصالحها ولتلبية أهدافها ومقاصدها في السيطرة والوصاية. وفي اعتقادي أن الفرصة مازالت سانحة لكي يستعيد هؤلاء المغامرون السياسيون- سواء كانوا حكاما أو معارضين- وعيهم الوطني والقومي وأن يدركوا أن مصلحة أي وطن عربي هو أن يستقوي بناسه وأهله لا أن يستقوي عليهم بالذين يشهد سجلهم بالكثير من أسباب النكبة والتخلف العربي. أريد أن أقول: إن لغة العقل ينبغي أن تحل محل لغة الهياج التي يراد لها أن تصنع الفوضي وأن توفر المبرر الكافي للتدخل الأجنبي تحت عباءة المخطط الرهيب الذي يستهدف استدراج الأوطان إلي تناحرات عشائرية وطائفية وعرقية مدمرة ومهلكة للجميع دون استثناء. إن المطلوب هو مبادرة عاجلة لتحرير العقل العربي من غيبوبة العجز عن وضع خطوط فاصلة ومحرمة بين ما هو مشروع وجائز تحت رايات الديمقراطية بإرادة ذاتية ومستقلة وبين ما هو محظور ومرفوض باسم الإصلاح والتغيير من خلال الأخذ بالروشتات المستوردة! خير الكلام: الزمن بالنسبة للبعض... ماء لا يقبض عليه وطائر يصعب اصطياده! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله