لست في حاجة إلي القول بأن لا شيء يسيء إلي نبل مقاصد التغيير والإصلاح الحتمية والضرورية في شتي أوطان العالم العربي سوي الوقوع- بقصد أو بغير قصد. ضمن دوائر الاشتباه في وجود أصابع أجنبية تريد ركوب مناخ التغيير من خلال أي شكل من أشكال الدعم اللوجستي أو التشجيع الإعلامي! إن المسألة لو كانت مجرد أقوال وتصريحات لقلنا إن هؤلاء الأجانب هم رسل الحرية وحقوق الإنسان والمدافعون عن الأخلاق والقيم النبيلة فما أعظم كلماتهم عن الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الطفل ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماما ويؤكد أن أغلب ما يقال هو الكذب بعينه وأن هذه القوي الأجنبية الكبري لا تتحرك إلا باتجاه مصالحها ولتلبية أهدافها ومقاصدها في السيطرة والوصاية علي الحكومات وعلي الشعوب. وفي اعتقادي إن الفرصة مازالت سانحة لكي يستعيد هؤلاء المغامرون السياسيون وعيهم الوطني والقومي وأن يدركوا أن مصلحة أي وطن عربي هو أن يستقوي بناسه وأهله لا أن يستقوي عليهم بالذين يشهد عليهم سجلهم بالكثير والكثير من أسباب النكبة والتخلف العربي. إن لغة العقل ينبغي أن تحل محل لغة الهياج التي يراد لها أن تصنع الفوضي وأن توفر المبرر الكافي للتدخل الأجنبي! إن المطلوب وعلي وجه السرعة عمل جاد ومخلص يعيد الاعتبار إلي المؤسسات الديمقراطية كمرجعية حاكمة لجميع الأنظمة العربية بدلا من ذلك المخطط الرهيب الذي يستهدف استدراج الأوطان إلي تناحرات عشائرية وطائفية وعرقية مدمرة ومهلكة للجميع دون استثناء. إن المطلوب هو مبادرة عاجلة لتحرير العقل العربي من غيبوبة العجز عن وضع خطوط فاصلة ومحرمة بين ما هو مشروع وجائز تحت رايات الديمقراطية بإرادة ذاتية مستقلة وبين ما هو محظور ومرفوض باسم الإصلاح والتغيير من خلال الأخذ بالروشتات المستوردة! خير الكلام: الزمن بالنسبة للبعض... ماء لا يقبض عليه وطائر يصعب اصطياده! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله