علينا أن ننتظر نتائج التحقيقات التى تعكف عليها حاليا جهات ومؤسسات أمنية سيادية لتحديد مسئولية التقصير الذى واكب جريمة العريش البشعة مساء الخميس الماضى التى هزت مشاعر المصريين. ولكنها لم تهز ثقتهم فى أن ما تقوم به الدولة المصرية من إجراءات لمكافحة وملاحقة الإرهاب لا يعتقد أن هناك أى دولة فى العالم تقوم بأكثر منه فضلا عن إدراك الشعب المصرى إلى أن مصر مستهدفة ولذلك صدر التفويض الشعبى الكاسح للدولة بأن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه مغامرة الإخلال بالأمن والاستقرار وحمل السلاح واللجوء إلى العنف! وليس يكفى أن نندد بالجريمة وأن نستشهد بأدلة الإدانة الواضحة لأطراف التحريض والتمويل والتدبير والتنفيذ التى باتت واضحة للعيان وإنما علينا أن نجدد العهد بأنه لا تهاون ولا تراخى بعد اليوم حتى يتم القضاء على هذه الفئة الضالة والباغية والتى غررت ببعض أبنائنا ونسائنا وتجردت من الضمير الحى والمشاعر الإنسانية. إن الوطن يواجه لحظة تاريخية حاسمة بكل ما فى الكلمة من معان وقد فرضت علينا حرب شرسة ربما تتجاوز تعقيداتها والتباساتها كل ما خاضته مصر من حروب ومن ثم فإن الأمر يستدعى من الذاكرة روح التأهب والتضامن الشعبى الذى برز بقوة فى كل عدوان تعرضت له مصر من قبل. نحن إزاء حرب تختلف عن الحروب المعروفة لأن العدو ليست له خطوط مواجهة أو قواعد ارتكاز محددة يمكن التعرض لها وإنما العدو مختبيء بين ظهرانينا ويتطلب المزيد من الجهود المخلصة لإحكام الطوق عليه والتعاون لرصد تحركاته ومصادر تمويله. وخلاصة القول أنه لا خيار أمام مصر سوى مواصلة تنظيف بيتها من الداخل والتعاون مع أشقائها لذات الغرض لحرمان هذه الفئران من جحور الاختباء المتناثرة هنا وهناك وهذا هو جوهر وصلب القرارات التى اتخذها الرئيس السيسى خلال اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. خير الكلام: لو كانت القيمة تقاس بالأوزان لأصبحت الصخور أغلى من الماس! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله