جولة الرئيس السيسى فى تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد لها سماتها. فعلى المستوى الدبلوماسى، فإن هناك تأكيد على أن السياسة الخارجية امتداد للسياسة الداخلية. فنظراً لأن مصر تهتم بالاستقرار والأمن والتنمية، فإن الزيارة شملت دولاً تهتم بهذه الأبعاد، بما فى ذلك مواجهة التطرف الفكرى وخاصة ما يتبعه من سلوك عنيف منظم. ويشمل الاهتمام بالأمن التنسيق والتشاور حول كيفية إعادة الاستقرار إلى ليبيا المجاورة لمصر ولتشاد. كما يعنى النظر بالاعتبار إلى تجربة رواندا التى شهدت معدلات تنمية جيدة تزامناً مع الاستقرار الأمنى وتخطياً لفترة شهدت أعمال عنف داخلية مؤلمة جداً. وهذا يعطى أملاً فى إمكانية التغلب على العنف الداخلى المحدود وغلبة التوجه التنموى والاقتناع الشعبى به والمساندة له. أما ما نشرعن إشادة الرئيس بالحوار الوطنى فى الجابون؛ فإنه يشير إلى أن الحوار جزء من واقع القارة التى ننتمى إليها ونسعى إلى مكانة ريادية فيها من خلال وسائل حضارية تقنع بهذه المكانة. ونظراً لأن نصف الجولة كان فى دولتين من دول حوض النيل (رواندا وتنزانيا)، فإن هذا يؤكد أولوية النهر فى العقل المصرى. لهذا فإن تنمية التبادل التجارى والعلاقات فى المجالات كافة هى الضمانة لعلاقات تيسر الحفاظ على حقوق مصر فى مياه النهر. كما أن زيارة الرئيس لتشاد القريبة من مصر، ولأول مرة فى تاريخ العلاقات بين البلدين، رسالة تقدير سيكون لها تأثيرها الإيجابى. وعلى المستوى الثقافى، فإن دور الأزهر، الذى يربط مصر مع الجابون وتشاد وتنزانيا، له أهميته. المبشر فى الأمر أن التحرك نحو إفريقيا يشمل خططاً وإرادة سياسية عليا لتطوير العلاقات التجارية والصناعية والدبلوماسية مع إفريقيا. لهذا سنحقق نتائج إيجابية فى علاقاتنا الإفريقية. لمزيد من مقالات عاطف صقر