وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة التنزانية، دار السلام، اليوم الاثنين، في جولة أفريقية تشمل تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد لتعزيز علاقات التعاون بين مصر وهذه الدول الأربع في كافة المجالات. جولات الرئيس عبد الفتاح السيسي في القارة الأفريقية لم تقتصر على جهة بعينها، أو عدد معين من الدول، وإنما بتفنيد هذه الزيارات نجد أنها شملت كل جوانب القارة الأفريقية من الشرق إلى الغرب، حيث تأتى الجولة في إطار انفتاح مصر على القارة الإفريقية، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدول القارة في كافة المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، فضلاً عن تدعيم التعاون مع هذه الدول على كافة الأصعدة وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وذلك في ضوء الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الإفريقية في السياسة الخارجية المصرية. ترتبط مصر ودول افريقيا وخاصة دول حوض النيل (تشمل تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد ) بعلاقات وثيقة، باعتبارها إحدى دول حوض النيل، ويوجد تعاون متميز حيث أن هناك لجنة عليا مشتركة بين البلدين تجتمع دورياً لتدعيم أواصر العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية وغيرها من أوجه التعاون الشامل بين مصر ودول حوض النيل.
مرت العلاقة بين مصر ودول حوض النيل بعدة مراحل حيث بلغت أوجهها في عهد جمال عبد الناصر حيث المساعدة في معارك تحرر الدول الافريقية من الاستعمار بالاضافة إلى ارسال البعثات التعليمية لنشر التكنلوجيا و التقدم في تلك الدول . وبدأت العلاقات في التدهور بعد السبعينات وازدادت توترًا بعد محاولة اغتيال رئيس مصر السابق محمد حسنى مبارك في إديس ابابا1995 .
العلاقات الاقتصادية حجم العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول افريقيا ضئيل جدًا فالأرقام الصماء لا تعكس علاقة ايجابية ويلاحظ إن حجم التبادل التجارى شديد التواضع فهو لا يمثل 2.5% من حجم التبادل التجارى بين مصر وباقى دول العالم و هذا التبادل يتركز على دولتين فقط من دول حوض النيل و هما السودان و كينيا . ويرجع سبب هذه المشكلات إلى عدة أسباب منها توقف الخطوط الجوية إلى أثيوبياوتنزانيا عام 2007 بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن لإفريقيا وضعف الخدمات البنكية بين الطرفين وغيرها من الأسباب التي أدت إلى تضاؤل حجم العلاقات بهذا الشكل المؤسف.
العلاقات السياسية تحاول مصر بعد ثورة 30 يونيو استعادة العلاقات التاريخية بالقارة الافريقي وإعادة ترتيب أولوياتها ولذلك عقد اتحاد الكتاب المصريين مؤتمرًا بعنوان (افريقيا بعيون مصرية) استهدف الرد على العديد من التساؤلات ابرزها: كيف ترى مصر إفريقيا وما مستقبل العلاقات بين مصر و دول القارة ؟
سعت مصر دائما إلى توطيد علاقاتها بدول حوض النيل نظرًا للرباط التاريخي بينهم، بسبب سريان مياه نهر النيل، وتأتي هذه العلاقات للاستغلال الأمثل للمياه، وتقسيم الحصص فيما بينهم، وإقامة المشاريع اللازمة بكل دولة للاستفادة المثلى من مياه النهر.
وبعد أن شرعت إثيوبيا في بناء سد النهضة، الذي من شأنه التأثير على حصة مصر من مياه النهر، وقع كل من الرئيس المصري ونظيره السوداني ورئيس الوزراء الإثيوبي اتفاقية بخصوص سد النهضة
علاقة الشعب المصري بالشعب الافريقي العلاقة بين الشعب المصري والشعب الافريقي سطحية جدًا وتتمثل في مباريات كرة القدم مع كينياوتنزانيا وغيرها، كما ينظر الشعب المصري إلى الشعب الافريقى –ذو البشرة السمراء- على انهم عبيد حيث ساهم فى تكوين هذه الصورة الأفلام القديمة فمن الملاحظ أن معظم من كانوا يعملون كخدم فى المنازل فى تلك الأفلام كانوا من أصحاب البشرة السمراء وظلت تلك هي العلاقة بين الشعبين إلى أن حدثت مشكلة سد النهضة التي أشيع أنها ستؤثر على حصة مصر من المياة فأصبحت العلاقات غير مستقرة حيث يرى الشعب المصرى الشعب الافريقي لصا للمياه فينظر إليه بعيد الكرة والحظر وهذا يدل على غياب وعي الشعب المصري وجهله بتاريخ هذه الحضارات و غياب الثقافة العامة عند معظم اطراف الشعب حيث أن لهذه الدول تاريخ حافل وسنتحدث عن تنزانيا من عدة جوانب.
جلسة مباحثات ويعقد الرئيس السيسي، جلسة مباحثات مع نظيره التنزاني جون ماجوفولي؛ لبحث سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين في القطاعات المختلفة، فضلًا عن التشاور حول بعض القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن تشهد الجلسة تأكيد ما يجمع بين مصر وتنزانيا من علاقات تاريخية ومتميزة والتطلع لتطوير التعاون الثنائي مع تنزانيا في مختلف المجالات والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.
ويبحث الرئيسان تأكيد أهمية تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل التحديات المشتركة القائمة، ولاسيما خطر الإرهاب الذي يشكل تهديدا للقارة الأفريقية بأكملها، وأهمية تعزيز التعاون بين البلدين ونقل الخبرات في مجال مكافحة الفساد.
مكافحة الإرهاب وتشهد الجلسة بحث سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المستمرة من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة والتأكيد بأن مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تعتمد فقط على المحاور الأمنية والعسكرية ولكن تشمل أيضًا الأبعاد الفكرية والدينية.
كما تتناول المباحثات تأكيد أهمية تطوير العلاقات المصرية التنزانية على جميع الأصعدة، فضلا عن مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.