شهادة الجودة لم تعد ترفا بل ضرورة للشعور بالأمان علي المرضي في المستشفيات, وهي ليست شهادة يمكن الاكتفاء بتعليقها علي جدران مكاتب مديري المستشفيات. لكنها إثبات علي أن الخدمات المقدمة علي أفضل مستوي.. المفاجأة أنه يوجد مستشفيان خاصان وليسا حكوميين في مصر حصلا علي شهادة الجودة الدولية بينما وصل العدد في السعودية الي35 والإمارات33!! هذه الحقيقة الصادمة كشف عنها المؤتمر الصحفي الخاص( بالمؤتمر الثالث للاعتماد والجودة في الرعاية الصحية) تحت شعار( الخدمة الصحية الآمنة حق لكل مواطن) بالإضافة الي الاعتراف بأن مصر أمامها سنوات طويلة لحصول العديد من مستشفياتها علي الجودة الدولية وشهاداتها المعتمدة وجاءت المفاجأة الكبري في أن أخطر ما يواجه المريض خلال زيارته للمستشفيات المصرية هو انتقال عدوي جديدة له عبر نقل دم أو الأجهزة الطبية أو....! الدكتور أشرف اسماعيل مدير الهيئة الدولية لاعتماد جودة الرعاية الصحية بالشرق الأوسط يؤكد أن البنية الأساسية للمستشفيات خاطئة تماما ومعظمها كان معدا للسكن وكمبني إداري مما يتسبب في تعريض حياة المريض للخطر نظرا لأن معظم المستشفيات غير مجهزة لصرف المخلفات الطبية وممراتها غير صالحة لاستقبال حالات الطوارئ ومعرضة لانقطاع التيار الكهربي والمياه في أي وقت وتلك أسباب كافية نقل العدوي للمريض أو تعريض حياته للخطر وذلك يرجع في الأساس الي أن معظم المستشفيات وخصوصا الحكومية والجامعية غير حاصلة علي تراخيص من الاساس نظرا لأن الجهة المانحة للترخيص هي نفسها الطالبة له وهي وزارة الصحة! معايير خاصة وأكدت الدكتورة مني الحسيني مستشارة وزير الصحة لشئون الجودة أن مصر تعتبر الدولة الأولي في منطقة الشرق الأوسط التي اعتمدت معايير خاصة بها لتقييم منشآتها الصحية وتم اعتماد المعايير دوليا وحاليا توجد4 دول عربية فقط لها معايير محلية معتمدة دوليا وهي مصر والسعودية ولبنان والأردن مشيرة الي أن المعايير المصرية المعتمدة دوليا سيكون لها دور كبير في ظل قانون التأمين الصحي الجديد نظرا لأن حصول أي منشأة علي الاعتماد والجودة سيميزها لكن التميز مرهون بالاستمرار نظرا لأن الاعتماد يتم تجديده كل3 سنوات. وأكدت أن الوزارة تنفذ خطة طموحا لرفع كفاءة الرعاية الصحية الأولية وتوفير الخدمات الصحية بالوحدات القروية وحاليا يوجد1900 وحدة صحية معتمدة ستصل خلال عامين الي6000 وحدة صحية معتمدة. وأضافت أنه يتم حاليا بواسطة اللجنة التنفيذية للاعتماد تأهيل4 مستشفيات للوصول الي الاعتماد الدولي وهي دار الشفاء ومعهد ناصر والهلال والسلام بمدينة السلام مؤكدة وجود3 مراحل للاعتماد بالمستشفيات تتحدد وفق740 معيارا تتوقف عليها إمكانية اعتماد المستشفيات دوليا. وبتفاؤل كبير يؤكد الدكتور طارق عمر رئيس الإدارة المركزية لجودة المستشفيات الجامعية بالأسكندرية أن مفهوم جودة الرعاية الصحية في مصر يسير بمعدلات جيدة وفي عروس البحر بدأت بوادره تظهر منذ3 سنوات بعد حصول25 من الأطباء بجامعة الاسكندرية علي دبلومة جودة الرعاية الصحية ثم تم انشاء وحدة متخصصة لمراقبة أداء مستشفيات المحافظة وتأهيلها للحصول علي الجودة مؤكدا أن جامعة الإسكندرية حاليا بها6 مستشفيات بإجمالي3700 سرير كما توجد4 مستشفيات تحت التجهيز وهي المواساة والأطفال والطوارئ بسموحة وبرج العرب وسيتم افتتاحها خلال شهور قليلة. وبمنطقية شديدة أشار الدكتور طارق كريم خبير جودة المنشآت الصحية الي أن مصر للأسف أمامها سنوات طويلة لكي تحصل العديد من مستشفياتها علي شهادات الجودة المعتمدة الدولية نظرا للبطء الشديد في التطوير خصوصا أن ما يتم صرفه علي المنشآت الصحية أقل بكثير من الزيادة السكانية المستمرة.