نحن فى حالة حرب تستوجب كل أدوات اليقظة والحذر وتوفير كل الاستعدادات الضرورية لتأمين الوطن وحمايته من قوى الشر الظلامية... ولست أقصد هنا الحرب الشرسة التى يخوضها أبناؤنا البواسل على أرض سيناء ضد عصابات الإرهاب ولكننى أقصد الحرب الإعلامية والنفسية والحقيرة والموتورة التى تشنها فضائيات الدوحة واسطنبول ولندن لإشاعة اليأس فى نفوس المصريين. أتحدث عن حرب إعلامية ونفسية غبية يتوهم القائمون عليها والممولون لها أن ذاكرة شعبنا مؤهلة للنسيان من كثرة تلاحق الأحداث فى السنوات الأخيرة وأن ذلك ربما يمكنهم من نشر الأكاذيب والعمل على تسويقها كحقائق باستخدام التزييف والتلفيق للمشاهد المفبركة المدعومة بلغة إنشائية وعبارات مطاطية مع مفردات بذيئة وسوقية. أتحدث عن حاجتنا إلى إعلام ذكى مستنير لا ينزلق البعض فيه - بوعى أو دون وعى - إلى ترديد مقولات أهل الشر وإنما إعلام وطنى يدرك وعن قناعة أن إجهاض الإعلام المسموم يحتاج إلى برنامج مدروس يستند إلى منهج واضح يعكس عمق الشفافية والصراحة وينطلق من الرهان على مقاصد محددة بعيدا عن الأوهام واعتمادا على قدرة الفصل بين الأحلام المستحيلة والواقع الممكن والمتاح الذى تشهد به ورشة العمل المنتشرة فى صمت على مختلف ربوع الوادى. أتحدث عن إعلام لا يشغل باله بصغائر ما تقوله الفضائيات المشبوهة وإنما إعلام يكون شاغله الأكبر تحقيق الرهان على أهداف وغايات يصعب تحقيقها والتركيز على نشر الوعى المجتمعى بأننا نعيش عصرا لا قيمة فيه لأحد إلا بقدر ما يعمل بجد واجتهاد باعتبار أن الصدق فى الأداء هو المفتاح الوحيد لتحقيق النجاح. وليس صعبا على مصر أن تهزم مروجى اليأس والإحباط بإعلام ذكى يوقظ مشاعر الأمل والتفاؤل ويرفع من وتيرة الهمة المجتمعية والعمل الجماعى الذى هو أقوى وأمضى أسلحتنا الذاتية لدحر مخططات أهل الشر. خير الكلام: من يعرف الحق ولا يسانده فهو منافق!