بكل المقاييس هى كارثة إنسانية مروعة ولكنها تظل أمرا وارد الحدوث ومن ثم ينبغى أن يجىء تعاملنا مع حادث سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس فجر الخميس قبالة أحد الجزر اليونانية بمنتهى الرغبة فى البحث والتقصى عن الأسباب وليس بمنهج القفز إلى استنتاجات يفتى بها من ليست لديهم خبرة فى علوم الطيران. إن الحزن والأسى لما وقع لا ينبغى أن يبعدنا عن جوهر ما يجب علينا أن نسعى للحصول على إجابة بشأنه ..وسواء كان السبب عملا إرهابيا أو خللا فنيا فى أجهزة الطائرة أو خطأ إنسانيا فى منظومة التشغيل أدى إلى السقوط الغامض فإن ما يهم الرأى العام هو معرفة الحقيقة. ولعل ذلك ما يدفعنى إلى المطالبة بأن يكون البيان النهائى حول الحادث بعد انتهاء التحقيقات الفنية متضمنا إجابات تكشف كثيرا من جوانب الغموض وتجيب عن العديد من التساؤلات التى تتردد على الشفاه .. لماذا اختفت الطائرة فجأة من فوق شاشات الرادار.. وما هو التفسير لعدم صدور استغاثات من الطائرة قبل سقوطها.. وما هو عدد النداءات العاجلة التى أرسلت للطيار ولم يرد عليها وتوقيت إرسالها ..إلخ ؟ وإلى أن يصدر البيان النهائى عن لجان التحقيق ينبغى التعامل إعلاميا مع الحادث بوعى وبصيرة من أجل تبصير الرأى العام بالجوانب العلمية والقانونية التى تجعل من الصعب القطع بالأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة قبل اكتمال جوانب التحقيق.. وبالتوازى مع ذلك لابد أن يتضمن التقرير النهائى عن الحادث بيانا كاملا حول إجراءات السلامة فى مطار شارل ديجول وكذلك بيانا كاملا حول ملف الفحص والصيانة الدورية للطائرة لقطع الطريق أمام بعض الهمسات التى تريد التشكيك فى جدية وسلامات إجراءات السلامة أو التشكيك فى عمليات الصيانة. وعلى الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ضد مطار شرم الشيخ بعد حادث الطائرة الروسية أن يخجلوا من أنفسهم.. وكل العزاء لشهداء الطائرة وأسرهم المنكوبة.. وكل الأمل والدعاء والرجاء أن يجنب الله مصر شر هذه الكوارث التى تدمر القلوب وتثير الأحزان ويجب أن تدفعنا لمزيد من اليقظة والحذر فى حربنا مع أهل الشر! خير الكلام: القوى هو من يتصدى لكل محنة كأنه سيدها.. ولايدعها تسيطر عليه وتكون سيدته! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله