عندما يقول أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية.. جون ترامب.. أنه يدعو إلى منع دخول المسلمين إلى أمريكا لا يكفينا أن يصدر عن البيت الأبيض بيان غاضب ورافض لمثل هذه التصريحات الهستيرية المجافية للمباديء الإنسانية وللدستور الأمريكى ذاته.. وإنما علينا أن نفحص وأن نمحص فى دوافع هذه التصريحات والبيئة المجتمعية التى سمحت بذلك. ليست القضية الآن فى شخص جون ترامب وتصريحاته العنصرية وإنما جوهر القضية التى يجب أن نتعامل كعرب ومسلمين معها بمنتهى الجدية هو قراءة المشهد العام فى أمريكا وأوروبا لأن جزءا مهما من الشارع الأوروبى والأمريكى بات بعد أحداث باريس وكاليفورنيا الأخيرة أشد تخوفا من الإسلام وأقرب إلى القبول بالأفكار المسمومة التى يجرى ترويجها بشدة فى السنوات الأخيرة للإيحاء بأن ما يقوم به الإرهابيين هو جزء من عقيدة الجهاد فى الإسلام. وهذا الذى أتحدث عنه ليس اجتهادا شخصيا ولا هو استنتاج وتحليل للأحداث وإنما يكفى الاطلاع على قراءات وتحليلات الإعلام فى أمريكا وأوروبا ومااتخذته بعض المحال والمطاعم الأمريكية لمنع دخول المسلمين لكى نعرف وندرك كيف أصبحت عواصف الكراهية ضد الإسلام هى حديث الساعة عندهم الآن. نحن أمام لغة حادة ولهجة عنيفة فى وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية تنطلق من التنديد بالثقافة والتقاليد الإسلامية وتتدرج إلى مطالبات صريحة تدعو إلى رفض قبول المهاجرين واللاجئين المسلمين وإعادة النظر فى الجنسيات المزدوجة بل إن الأمر وصل ببعضهم إلى حد المطالبة بإغلاق الحدود داخل الاتحاد الأوروبى ذاته ضمن إجراءات احترازية تستهدف تقييد حركة الانتقال للمسلمين عبر القارة الأوروبية. ولأن الأمر كذلك فإن القعود والقصور العربى والإسلامى عن مواجهة هذه الحملات بحملات مضادة مدروسة فى عقر دارهم يعنى مزيدا من الانكفاء والتراجع الذى يصعب احتمال تكلفته بينما نحن نملك أسلحة وأدلة الرد على هذه الدوائر التى تتجاهل سجلا طويلا ومتخما من الفظائع ضد المسلمين... وليست قضية تفريغ القدس من أبنائها المسلمين والمسيحيين سوى عنوان فاضح للفاشية الصهيونية التى يغمضون أعينهم ويسدون آذانهم عنها عمدا ومع سبق الإصرار! خير الكلام : بلغ السيل الزبي.. أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله