هذه الضجة الاحتفالية من جانب فلول ومطاريد الجماعة الإرهابية فى مصر وكوادر وقيادات حزب النهضة التونسى بعد استعادة حزب العدالة والتنمية فى تركيا بقيادة أردوغان وداود أوغلو للأغلبية البرلمانية هو أكبر دليل على أن تركيا أصبحت تحت حكم أردوغان ليست مجرد ملاذ آمن للمتورطين فى نشر الفوضى وإشعال الحرائق بدول الشرق الأوسط تحت رايات إسلامية مضللة، وإنما أصبحت جسرا للإرهاب والعنف والتطرف بعد زوال حلمها التاريخى فى أن تكون جسرا للتواصل بين الغرب المسيحى والشرق الإسلامى وبما يعزز رغبتها فى الحصول على الفيزا الأوروبية. وبالتوازى مع هذه الضجة الاحتفالية لفلول ومطاريد مصر فى اسطنبول وأقرانهم المنضوين تحت رايات حزب النهضة التونسى يجيء الرضا والقبول الأمريكى والأوروبى بالتوجه التركى الجديد لاستبدال جسر الإرهاب محل جسر التواصل طالما أن اتجاه الجسر سوف يكون اتجاها واحدا مفتوحا باتجاه دول المنطقة ومغلقا تماما باتجاه أوروبا وبما يعنى السماح أوروبيا وأمريكيا فى المرحلة المقبلة بدور فاعل لتركيا فى مخطط الفوضى الهدامة والسعى لإعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط من جديد. وفى اعتقادى أن أمريكا وأوروبا تعملان - منذ سنوات -على إغراء تركيا بدور إقليمى أوسع مقابل تخليها عن حلم الانضمام للمجموعة الأوروبية وإقناعها بوجود فرصة لاستعادة بعض أمجاد العثمانيين القديمة وفق ضوابط دولية ترضى الغرور التركى من ناحية وتؤمن المصالح والمقاصد والأهداف الأوروبية والأمريكية فى المنطقة من ناحية أخري.. وهذا الذى أتحدث عنه بشأن الدور التركى المحتمل لا يمكن فصله عن استحقاقات الاتفاق النووى الذى أبرمته أمريكا والدول الغربية مع إيران وبمقتضاه يتم السماح لآيات الله فى طهران بدور إقليمى وفق ضوابط دولية مماثلة تماما لذات الضوابط التى ستعرض على تركيا. ولكن أحداث باريس الأخيرة جاءت لتؤكد إمكانية فتح جسر الإرهاب من الناحيتين، ومن ثم فإن هذه المخططات لن تظل فقط بمثابة خطر داهم على الأمة العربية التى يراد دهسها بعد تقسيمها وتمزيقها لكى تكون مسرحا لحروب الحضارات التى يخجلون - حتى الآن - من الاعتراف بالتخطيط والتدبير لها منذ سنوات، وإنما أصبحوا هم أيضا فى مرمى نيران الإرهاب... والبركة فى الحاج أردوغان وحلفائه! خير الكلام : أسوأ ما فى الديمقراطية أنك مضطر لسماع الحمقي! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله