أثارت وفاة فتاة تبلغ 15 سنة بمدينة الدار البيضاء بعد استنشاقها ما يعرف ب"غاز الضحك" موجة غضب وقلق بين الأسر المغربية، لتعود قضية انتشار هذه الظاهرة بين المراهقين إلى الواجهة، وسط تساؤلات حول خطورة هذا المخدر المنتشر بكثرة على شبكات التواصل الاجتماعي والأسواق المحلية. اقرا أيضأ|سر انتشار عمليات جراحات أسنان الصغار.. اختفاء «غاز الضحك» يهدد ابتسامة طفلك لم يعد "غاز الضحك" مجرد مادة طبية أو صناعية، بل تحول في المغرب إلى مخدر ترفيهي يستعمل بين الشباب والمراهقين بهدف الشعور بالنشوة والضحك، رغم مخاطره القاتلة، ويستعمل هذا الغاز المعروف باسم أكسيد النيتروز في الطب منذ القرن التاسع عشر كمسكن للألم ومخدر ضعيف في طب الأسنان، إضافة إلى استعماله في الصناعات الغذائية وبعض عمليات التبريد وصناعات السيارات. يؤكد الطبيب والباحث في السياسات الصحية الطيب حمضي، في تصريحات صحفية، أن تأثير الغاز على الجسم يمكن أن يكون خطيراً، حيث يؤدي استنشاقه إلى شعور بالدوخة والاختناق وفقدان الوعي، وقد يصل إلى توقف القلب، ما يهدد حياة مستعمليه، خصوصاً المراهقين. ويرجع الطيب حمضي سبب الانتشار السريع لهذه الظاهرة إلى رخص ثمن الغاز وسهولة الحصول عليه في عبوات صغيرة يتم استنشاقها مباشرة أو عبر نفخ البالونات، ما يجعل الشباب أكثر عرضة للإدمان والمخاطر الصحية الجسيمة، وأكد الباحث أن 8.5% من المراهقين بين 15 و17 سنة في المغرب قد تعاطوا مهدئات بدون وصفة طبية، مشيراً إلى أن التعاطي المبكر لهذه المواد له تأثير نفسي وجسدي خطير على المدى الطويل. تفرض وفاة هذه الفتاة تحركاً عاجلا من الأسر والسلطات، لتعزيز التوعية والرقابة، والحد من انتشار هذا المخدر الخطير بين الشباب،وبينما تحذر الأرقام من تفاقم الظاهرة، يبقى السؤال الكبير: هل المغرب مستعد لمواجهة تهديد "غاز الضحك" قبل أن يودي بحياة المزيد من الأبرياء؟