جذور الفيتو الأمريكي(1) هذا التلويح الفج باستخدام الفيتو الأمريكي ضد محاولة الفلسطينيين الحصول علي اعتراف من الأممالمتحدة بدولتهم خلال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة يعزز من صحة الهواجس العربية والدولية تجاه السياسة الأمريكية! لقد جاءت التصريحات الرسمية الأمريكية الأخيرة لكي تؤكد أن الخطر الحقيقي علي أمن وسلام واستقرار الشرق الأوسط يكمن في استمرار انقياد الإدارات الأمريكية المتتابعة وراء وجهة النظر الإسرائيلية المدعومة باللوبي الصهيوني المؤيد والمساند للمطامع الإسرائيلية ودون اعتبار للقانون الدولي أو مقررات الشرعية الدولية. والحقيقة أنه بعد هذا الموقف الفاضح للإدارة الأمريكية فإن من الخطأ أن يتصور أحد أن هذا الانقياد الأمريكي خلف إسرائيل هو انقياد أعمي يستهدف فقط إرضاء إسرائيل وأصدقائها داخل أمريكا وإنما هو انقياد لخدمة وتلبية الأهداف والسياسات الأمريكية الرامية لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط علي المقاس الإسرائيلي الذي يسمح بتقاسم الكعكة الإقليمية بين أمريكا وأوروبا الغربية وإسرائيل. نحن أمام حقيقة لابد أن نسلم بها وهذه الحقيقة تقول: إن أمريكا بمعاونة حلفائها الأوروبيين وباستخدام مخلب القط الإسرائيلي تريد إعادة إدخال دول الشرق الأوسط داخل حظيرة الوصاية الدولية مثلما كان عليه الحال مطلع القرن العشرين عقب اتفاقيات سايكس بيكو عام1904 والتي عرفت وقتها باسم الاتفاق الودي بين بريطانيا وفرنسا الذي أعقبه صدور وعد بلفور عام1917 بمنح اليهود الحق في إقامة دولتهم علي أرض فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني آنذاك! وأيضا فإن هناك حقيقة أخري تقول بأن أمريكا كقوة عظمي لا تبني استراتيجيتها علي أساس الحماية والرعاية لمصالحها الحيوية والمشروعة فقط وإنما يشغلها هاجس التهديد المستقبلي لتفردها وهيمنتها العالمية ومن ثم فإنها تعطي اهتماما كبيرا لأي تهديد أيديولوجي يتناقض مع أيديولوجيتها وهم يظنون- بتحريض إسرائيلي- أن زوال التهديد الشيوعي أعقبه بروز تهديد أيديولوجي أخطر في الأصولية الإسلامية المتمردة والرافضة للسياسات الأمريكية. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: كلمة الحق تفقد معناها إذا تأخرت عن موعدها! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله