هذه رسالة لكل من يسهم فى دعم شوكة الإرهاب وزيادة برك الدم وأطلال الخراب فى بلاد العرب والمسلمين المغلوبة على أمرها منذ قرون. رسالتى ليست موجهة للمستعمرين والقياصرة فقط وإنما موجهة أيضا لمن هم من أبناء جلدتنا من العرب والمسلمين الذين يشاركون بوعى أو بدون وعى فى صنع هذا المشهد المأساوى الكئيب على أرض العراق وسوريا وفى ليبيا واليمن. أيها السادة المتورطون فى أكبر جرم إنسانى عرفه التاريخ إياكم أن تساوركم أوهام تحقيق أى انتصار دينى أو سياسى مما تفعلون لأن الحروب الظلامية مهما طال أمدها لن تدمر الأوطان ولن تدفع الشعوب إلى الركوع والاستسلام. إن ما يفعله الإرهاب فى بلادنا هو المحرض الأول للأوطان المبتلاة لكى تواصل الصمود وتفك الحصار لأن مشروعكم مزيف وباطل وضد حركة التاريخ التى تنتصر دائما للتعدد والاختلاف وامتزاج الحضارات والثقافات بعيدا عن الغرائز العرقية والدينية المقيتة! ليتكم تعلمون أنه كلما مضيتم فى غيكم وبالغتم فى غروركم وتوسعتم فى جرائم القتل والتدمير واستمرأتم إزهاق أرواح النساء والشيوخ والأطفال دون وازع من ضمير فإن الحساب قادم لا محالة ويومها لن تكونوا موضع شفقة أو رحمة من أحد! من قال لكم أن جرائم القتل والسرقة والاغتصاب وتدمير البنى التحتية وهدم التماثيل الأثرية وحرق كتب التراث والتاريخ والمعرفة هى جهاد فى سبيل الله وتحت راية الإسلام؟ وليتكم أيضا تعلمون أن الحضارة العربية والإسلامية قادرة على أن تجدد نفسها وأن تجدد خطابها الدينى لفضح جميع التأويلات العنيفة والمتطرفة للنصوص الدينية التى تسممون بها عقول شبابنا الذين تدفعون بهم إلى زرع القنابل وتفخيخ السيارات وقتل الأبرياء بدعوى مقاومة الظلم والاستبداد ورفع راية الدين والإيمان. إنكم جميعا مخططين وممولين ورعاة ومنفذين تراهنون على إمكانية تفكيك أوطاننا وتقسيم مجتمعاتنا وأؤكد لكم أن رهانكم خاطيء وساقط لا محالة فى نهاية المطاف مصداقا لقوله تعالى فى كتابه الحكيم: « إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ». خير الكلام : فى النهاية النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله