يعمل «مركز بحوث الصحراء» بالتنسيق مع الجهات والهيئات المعنية والمحافظات المختلفة، على تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار فى الزراعة، والبحث عن أفضل سبل حصدها بإقامة السدود، واستخدامها فى تنمية الوديان ودلتاها، بصحراء مصر المترامية، لا سيما فى محافظة مطروح، التى شهدت مضاعفة المساحات المزروعة بها على مياه الأمطار، وزيادة إنتاجها لتربو على أكثر من ضعف إنتاجها، نتيجة غزارة أمطار هذا العام، مما ضاعف المساحات المزروعة بمحاصيل استراتيجية كالقمح والشعير، وأفاد فى مكافحة التصحر. يقول الدكتور نعيم مصلحى - رئيس مركز بحوث الصحراء - : «هى فى الواقع بشائر الخير التى هلت علينا هذا العام ، فمن المعروف أن سقوط الأمطار، كمتوسط سنوى خلال 10 سنوات يبلغ 140مم فى السنة، وهناك تذبذب فى معدلات هطول الأمطار على مدى الموسم الشتوى، كما تتباين معدلات الهطول من منطقة لأخري. وأضاف: للعلم كانت مساحات الأراضى التى تزرع على هذا المتوسط من الأمطار المتاحة (140مم) نحو 100 ألف فدان من الشعير والقمح بمتوسط إنتاج 4 أرادب للفدان، بتكلفة للفدان لا تتجاوز ثمن أردب واحد، وهذا يعنى تعاظم الربح، وكل هذا فى ظل متوسط هطول مطر لا يتجاوز 140مم. وأشار إلى أنه بفضل تلك البشائر زادت كمية الأمطار هذا العام بدرجة لم تشهدها تلك المناطق منذ 40 عاماً إذ تعدى معدل الهطول لهذا الموسم 500 مم أى أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط السابق، الأمر الذى ضاعف المساحات المزروعة من الشعير والقمح لتصل إلى 250 ألف فدان، بالإضافة إلى إنتاج غزير من المحاصيل، ينتظر أن يسجل متوسط إنتاج للفدان ثمانية أرادب، ما يعنى زيادة الإنتاج للضعف. وأكد أن مركز بحوث الصحراء نسق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى فى توفير ميكنة زراعية تساعد الأهالى فى حصد الشعير والقمح لهذا العام. تعظيم الاستفادة وعن كيفية تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار فى المناطق الصحراوية بتلك المساحات الشاسعة فى مطروح ، والمناطق المتاخمة لها.. قال الدكتور نعيم مصيلحى :- إن المساحة الممتدة من فوس شرقاً حتى السلوم غرباً بطول 320 كيلو مترا ، وتمتد من شاطئ البحر بعمق 70 كيلو مترا جنوبا بمساحة إجمالية 15 ألف كيلو متر مربع أى 3٫6 مليون فدان.. كلها تعتمد فى زراعتها على مياه الأمطار، ونحو 60% من هذه المساحة صالحة للزراعة على تلك المياه ، وبقية المساحة ما بين رؤوس الوديان ومناطق السقوط المطرى تميل إلى التركيب الصخرى، والبقية مساحات للمراعى الطبيعية التى تمثل 50% من المساحة. وأشار إلى أن مركز بحوث الصحراء أخضع المنطقة لدراسات مستفيضة ودقيقة للوصول بها لأفضل حالة، وقام بإنشاء مركز للتنمية المستدامة للموارد الطبيعية، ومقره محافظة مطروح بحيث تتبعه وحدات فرعية للدعم الفنى بكل من مناطق: رأس الحكمة ومرسى مطروح والنجيلة وسيدى برانى والسلوم. وأضاف أن المركز يعمل بباحثين مقيمين، وكوادر من المهندسين الزراعيين، وأصبح من أهم الجهات التى تقوم بالتنمية الزراعية المستدامة، بجانب البحث التطبيقى على أرض الواقع. كيفية الإفادة وعن كيفية حصد أكبر كمية من الأمطار بتلك المناطق قال الدكتور مصيلحى: - لو قدرنا كميات الأمطار التى كانت تسقط على بعض المناطق، وتحديداً مساحة 10 آلاف فدان جوفى لوجدنا - فى الظروف العادية ، وفى معدلات 150 مترا مكعبا - أن إجمالى كمية المطر يبلغ 1.5مليون متر مكعب، وبالنسبة لما تم انجازه بحصد مياه الأمطار للاستخدام المباشر فى الزراعة ، وعن طريق التنمية والتأهيل بطول دلتاوات الوديان المنتشرة بالمنطقة البالغ عددها 218 وادياً.. نجد أن ما تمت تنميته منها حتى الآن بمعرفة مركز بحوث الصحراء والجهات المعنية الأخرى بلغ 68 وادياً، والبقية ستتم تنميته خلال الأعوام المقبلة، عن طريق إنشاء السدود الحجرية والأسمنتية فى بطون الوديان بغرض نشر وتوزيع مياه السيول داخل الأودية، والاستفادة منها فى تغذية قطاع التربة، وزيادة المحتوى الرطوبى (الأرض تصبح رطبة)، أى تصبح صالحة لزراعة الحاصلات البستانية، وأهمها التين والزيتون واللوز والعنب الأرضى، نظراً لأن هذه المحاصيل تتحمل الجفاف، وتدر دخلاً سنوياً على الأسر البدوية قاطنة تلك المناطق، والمستفيدة من تلك الأنشطة، إلى جانب تربية الأغنام والرعى بالمناطق الجنوبية.