«بحوث الصحراء»: تغيرات المناخ ستحول الساحل الشمالي لمنطقة مطيرة

انتهت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في مركز بحوث الصحراء، من إعداد أول تقرير علمي حول تأثير التغيرات المناخية على الساحل الشمالي بمحافظة مطروح، والذي أكدت نتائجه حدوث تغير مناخي إيجابي يحولها إلى مناطق مطيرة أكثر، مقارنة بالأعوام الماضية.
وأشار التقرير، المنشور الجمعة، إلى أن الرصد لمعدلات الهطول المطري على مدار 5 سنوات متتالية، أظهر تضاعف معدلات الأمطار لزراعة 200 ألف فدان بالقمح والشعير، فيما قدرت تقارير وزارة الموارد المائية والري كميات الأمطار العام الجاري، بحوالي ملياري متر مكعب من المياه يجري حاليا تنفيذ خطة للاستفادة منها من خلال مشروعات حصاد الأمطار.
وقال الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء، إنه يجري حاليا تنفيذ الأعمال البحثية والدراسات والبحوث التطبيقية وأعمال التنمية الزراعية على الأمطار في محافظة مطروح، موضحا أن هذه المنطقة تعتمد أساسًا على السقوط المطري المتغير والمتذبذب بمتوسط الهطول المطري هو 140 ملي متر في العام لمدة 10 سنوات، وهو ما تجاوزات المنطقة حاليا.
وأضاف «مصيلحي» ل«المصري اليوم»، أنه خلال ال5 سنوات كشفت الدراسات العلمية للمركز عن تأثير شديد للتغيرات المناخية تسببت في تعرض المنطقة إلى التذبذب في معدلات السقوط داخل الموسم الشتوي وما بين المناطق والقرب والبعد عن الساحل، مشيرا إلى أن الموسم الحالي شهد ظاهرة نادرة الحدوث، حيث تساقطت الأمطار بغزارة وصلت إلى متوسط 500 ملي، خلال موسم الشتاء العام، ما أعطي البشرة والأمل في إحياء الزراعات المطرية في مساحات من القمح والشعير حيث تم تحديد المساحات المزرعية ب200 ألف فدان.
وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء أن نتائج الدراسات كشفت عن ارتفاع معدلات سقوط الامطار لضعف المعدل الطبيعي، بالإضافة إلى مضاعفة معدلات الإنتاج المتوقع، حيث يحقق زراعة أردب التقاوي 40 ضعفا، وأن هذه الأعمال تأتي في إطار المجهودات البحثية والإرشادية للمركز ومركز التنمية المستدامة بمطروح التابع له حيث تم نشر أجود الأصناف الملاءمة لظروف الزراعة المطرية من الشعير من صنف جيزة 126 وبعض الأصناف المحلية.
وأشار «مصيلحي» إلى أن مركز بحوث الصحراء نشر حزمة من التوصيات الفنية لتحديد الأنشطة المختلفة بكل منطقة والتي تشمل المحاصيل «حقلية، وإنتاج حيواني، وحاصلات بستانية»، والتي تشكل حوالي 42% من المساحات التي تتعرض الأمطار بمنطقة مطروح بفضل جهود المبذولة من مركز بحوث الصحراء والمشروعات الدولية التي بدأت منذ عام 1995، حيث ارتفعت نسبة المساحات المستعملة ل55% من المناطق المطيرة.
وأضاف رئيس مركز بحوث الصحراء أن تحقيق التنمية المستدامة في مطروح يعتمد على نظام تكاملي ومستدام من حيث إنتاج الحبوب وإنتاج الثروة الحيوانية التي تساهم بحوالي 65% من دخل المزارع البدوي وأيضا إنتاج الحاصلات البستانية وأهمها التين والزيتون.