من منا لم يتحدث يوما مع نفسه او عقله او صرخ في دقات قلبه لتصمت، حوارات وحكايات كثير تحدث داخلنا كل يوم لذا سمحت لسطوري أن تسبح داخل اعماق النفس لأجري حواراً هاماً مع العقل ربما انسج معك عزيزي القارئ سطور جديدة قد تضيف الكثير.. مرت الأيام وأنا لا حول لي ولا قوة لا ادرك أي طعم لها ولا معني؛ اليوم مثل الغد ولكنه ليس كالأمس، فالأمس ليس كمثلة شئ، فقد كان أشبه بورد الربيع بديع ورائع الجمال رائحته فواحة أتت بي من صحراء بعيده كي أنعم بهذا الجمال ....وفجأة ومع أول أقتراب لم أجد من الورد سوي أشواكه..نعم أشواك تعرف طريقها نحو هتك القلب، ما أسوء هذا الشعور. منذ أن عرفت الحياة وأنا ادرك أن الروح محلها القلب، لذا كنت دائمه الحرص علي "روح قلبي" فمن يعلم قلبي أكثر مني، كنت السجان والمسجون معا داخل جزيرة بعيده كل البعد عن الخطر... هكذا كنت أعتقد لكني عرفت مؤخرا أن الحذر لا يمنع من نداء القدر. كدت أجن أتحدث لكن داخل دائرة صمتي لا أحد يسمعني غيري، وحدي داخل دائرة مغلقة ليس بها سوي صدي صوت أشبه بالخناجر التي تعرف كيف تجرح دون الموت السريع ...آه أخذت أحدث نفسي إلي أن أمتدت يد تمسح رأسي، يالا العجب؟! ليس في هذا المكان سواي أنا والجريح.. رفعت رأسي وتسلل نظري من بين جدران دموعي لأعرف من يكون صاحب اليد الحنون، من الرجل؟ أشعر أني أعرفه، لكن هذا الشعور سرعان ما ذاب وسط ملامح الرجل المحفورة بعمق فهو "شاب عجوز"، ماذا به هل هو مريض أم فقد شبابه عبر عجلات الزمن؟! بينما كانت عيني تتحسس ملامحه شق صوته جدار الصمت وقال " كل هذا بداخلك....لماذا انت هنا بفردك محاطة بالعذاب تاركه هذا الجريح بلا دواء، من أتي بك إلي هنا وفعل بهذا المسكين هكذا؟! صمتُ دون أن أدري لماذا هل أعتدت الحديث لنفسي، أم أن صوتي تاه داخل دائرة صمتي...أبتسم الرجل وأحتضن يدي، وبدون أن أشعر ذابت قضبان الدموع لتهوي بين يدي وتعلن عن الاستسلام، وقتها شق صوتي طريقه للخروج وانا أصرخ من أنت؟ أنا أعرفك...لا لا أعرفك حتي وأن كنت كيف أتيت إلي هنا ...آه النداء... أنت هنا أيضا بسبب البحر؟ أجاب بكل ثبات وعقل " أنا هنا من أجلك وحدك، أتيت لأفهم ما عجزت عن ترجمة من دونك، بعد أن كنت الشريك الدائم في كل خطواتك تتركيني هذه المرة لحضن قلبك، هل أصبحت أنا عقلك عاجزا عن خدماتك؟" لم أجد سوي الدموع لطلب الرحمة والعفو وقتها صاح" لا تبكي ...أنا منك وأنت بي أقوي نحي الدموع جانبا ما دمت معك يا حبيبة تفكيرك، أعلم أنك متعبة لكن يجب أن نتحد معا لمعالجة الجريح" ضحكت بجنون تعالج من... قلبي ...لو كان في الامكان ما كنت انا ولا انت هنا في هذا المكان هل نسيت...تتهمني بالهروب يا سجان السنين فبماذا يقول إذا القلب الجريح، لقد حبست نفسي أنا وهذا المسكين خلف قضبانك خوفا من النداء... تذكُر نداء البحر، النداء الذي توسلت لك كثيرا من أجله، نداء عمري فقد عشقت البحر وشعرت بالأمان والحنان معه، وبقدر عشق قلبي الذي كنت تعلمه إلا انك ساهمت أكثر في لجامي وتقيدي أنا وهو في جزيرتك العاقلة. أنا لا أعتب عليك فأنت مني ...نحن فقط نتذكر سويا كيف حجرنا معا علي الأسير ولم ندرك أنه قلب، تتذكر ماذا قلت لي "الأسر والسنين هم دواء الحزين"، لكن مع الأسف لم يضيف هذا للمسكين سوي الأنين، يوما بعد يوم تعالت صيحاته التي لم أتحملها، فقلت حان الوقت لأعلن حريته ....ذهبت أنا والعاشق للبحر وكنت كلما أقترب أشعر ببعده ...تخيل علي الرغم من أني لازلت أسمع ندائه... كيف لبحر أسراري أن يبعد وهو يعلم مدي أحتياجي إليه، كيف لأمواجه أن تجرحني بعد أن كانت سكني وملاذي ...كيف؟! بعدها قلت لا سبيل سوي الرجوع إليك ولكني تذكرت قلبي العليل، فرجعت لدائي ودوائي حامله المريض، وقتها أستجاب بحري لوهله وهدئت أمواجه الغاضبة ... وفجأة أطاحت بنا أحدي أمواجه لبعيد لنستقر هنا في تلك الجزيرة، لأجد نفسي أسيرة مرة آخري لكن هذه المرة في جزيرة أبعد ما تكون عن جزيرتك، و تحيطها قضبان ليست بقضبانك أجلس خلفها وفي صدري وجع قلبي الذي كلما أردت أن أمد له يد العون لم أجد بها سوي ملح البحر.... هل تعتقد يا عقلي الراجح ....ألم يعد للبحر نداء يداوي القلب الجريح؟ تنهد العقل وهو ينظر للقلب بحزن وقال "هل هذا سؤال عن نداء البحر أم نداءاً للبحر؟! [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل