بحر الحب جرفني وأصبحت ضحية ضعيفة وسط أمواجه المتلاطمة، وعندما قررت طلب العون لم أجد سوي صفحة »رسائل خاصة جداً«، وإليك قصتي.. أكتب إليك اليوم بعد أن ضاقت بي الدنيا ولم أجد من أشكو له حالي، لعلي أجد لديك حلاً يفيدني ويرشدني إلي الطريق الصواب. أنا فتاة ابلغ من العمر 42 عاماً وعلي قدر كبير من الجمال والخلق، أعمل في إحدي الشركات المرموقة، أحب عملي وأحب من أعمل معهم كما أنهم أيضاً يحترمونني. مشكلتي يا سيدتي تكمن في الحب! منذ فترة قصيرة بدأت انجذب إلي مديري في العمل، هو شخص من النوع الاجتماعي يتعامل مع كل من حوله باحترام، أسلوبه المعسول وكلامه الرقيق والابتسامة التي لا تفارق وجهه يجعل كل من حوله يرتاح له. لكنني لم أنجذب إليه كصديقة! بل انجذبت إليه كحبيبة وشجعني أسلوبه في التعامل معي عن قرب، فهو أول من دق باب قلبي ولمس احساسي، يقضي معظم الوقت معي ولاحظت عليه علامات الإعجاب، وكان يحاول دائماً أن يتقرب مني بشتي الطرق، كثيراً ما يعرض علي أن يوصلني بعد الانتهاء من العمل إلي البيت لأنه يحب الحديث معي في أي شيء يخصه، حتي حياته الشخصية، ودائماً يقول لي: كم أرتاح عندما أتحدث إليك وأشعر كأن أعباء الحياة قد زالت من فوق جسدي. لا أكذبك القول سيدتي، فقد وجدت به الإنسان الذي تمنيته.. إنسان يخاف الله ويقضي الصلوات في أوقاتها.. شخص محب يمتلك قلباً كبيراً، وعندما يحزن يتحول إلي طفل يحتاج للتدليل. صارحني بحبه لي منذ أول يوم اتيت فيه الي الشركة،حتي أنني اصبحت لا أفارق خياله، وحين صارحني بحبه ارتبكت رغم أنني كنت سعيدة بداخلي لأنني أكتشفت أنه هو أيضاً يبادلني نفس الشعور. المشكلة سيدتي أنه رجل متزوج ولديه طفل.. كانت تلك المفاجأة غيرالسارة التي تنتظرني، حين صارحني بذلك قلت له: وزوجتك؟ قال لي إنه يحبني ولا يعلم كيف ومتي نسي أنه متزوج ولديه طفل.. حينها قلت له أنا أيضاً أحبك لكن لا استطيع أن أعلق نفسي بحبال الهواء، وفي الوقت ذاته لا ابني سعادتي علي أطلال بيت آخر قد يهدم. فهل هذا سيدتي حب ممنوع؟ أنا لا استطيع الاستغناء عنه ولا هو أيضاً، أصبحت اغار عليه من زوجته نفسها حين تكلمه وحين أفكر أنها تنام بجانبه ليلاً، أنا أخاف سيدتي من أيامي القادمة، فأنا حالياً لا أقوي علي الاستغناء عنه ومفارقته.. أرجو أن تفيدني برأيك في مشكلتي؟ التائهة »ب« الكاتبة: قصتك - عزيزتي - هي قصة الثلاثي الشهير في كلاسيكيات الدراما العالمية: الزوج.. الزوجة.. العشيق او العشيقة! إنها قصة ابدية، أزلية، سمعناها، وقرأناها وشاهدناها في عشرات بل مئات الأفلام والمسلسلات والروايات. جسدها الرسامون في لوحاتهم، والملحنون في نغماتهم، والأدباء في سطورهم. قصة »أنا كارنينا« و »الحب الضائع« وغيرها من روائع الأدب والسينما العالمية والمصرية. إذن فليس هناك ما يدهش في قصتك، هناك فقط ما يثير الألم والشجن والآهات! لن أقول لك: لماذا تركت لقلبك العنان؟ ولن ألبس روب الواعظة وأنصح أن تبتعدي عن هذا الرجل الذي ملك قلبك ولا مس مشاعرك، لن أستطيع أن أكون الجلاد الذي يعاقبك ويجلد إحساسك بسوط الذنب فقط لأنك أحببت الرجل »غير المناسب«! من يفعل ذلك يخطئ كثيراً، لأننا بشر.. نحس.. ننجذب.. نرتاح لشخص دون غيره.. نحب ثم تصدمنا الحقيقة في كثير من الأحيان، ويفاجئنا الواقع بالكثير من الألم! كل ما يمكنني قوله هو أن ادعوك الي التصالح مع نفسك.. اقتربي منها.. انظري إلي أعماقها.. اقرئي ما يدور داخلها جيداً. سوف يساعدك علي الإتساق مع ذاتك الإقتراب من الله عز وجل.. اقتربي من الله بقلب يطلب الدعم من خالق الكون والبشر. أمنحي نفسك مساحة مناسبة للتأمل، والدخول الي قاع أعماقك. أسبحي في فضاء نفسك بلا ضجيج.. بلا تأثير من أحد.. أي أحد.. حتي هو..الرجل الذي ملك قلبك. استمعي وانصتي إلي صوت روحك. ثم لبي النداء.. نداء روحك المتجردة من التأثيرات التي يغلب عليها التشويش، والضجيج. وكوني نفسك، فهذا هو كل شيء إذا كانت الروح الشفافة، والقلب الصافي يقودانك الي طريق هذا الرجل، فأمض حيث يقودك قلبك. وإذا وجدت أن أموراً تتبدي لك في هذا الفضاء الواسع من التأمل لذاتك، تجعلك تنفرين من الإقتران بهذا الرجل، أو تتراجعين عن فكرة الإرتباط به، فلبي نداء ذاتك، وصوت قلبك. عزيزتي.. ليس هناك كلام أكثر واقعية وإنسانية من ذلك. والآن اذهبي حيث يقودك قلبك.!