أمسكت بكلماته التي تفيض حباً وحناناً قرأت كلامه عن الحب وكأنها لم تقرأ بهذه الروعة من قبل شعرت أن كلماته تناديها أيقظت بداخلها مشاعر فياضة كادت أن تجزم من قبل أنها قد ماتت بداخلها لم تدرك معنى سر ارتباطها بكل هذه الأحاسيس الرائعة التي تفيض بها كلماته الحزينة تابعت سطور كلماته وكأنها تتابع سنوات عمرها وهى تتسرب من بين يديها ساعات طويلة تمر عليها أسدل الليل ستائره إلا على المحبين الحيارى وهى متشبثة بكلماته ما بقى لها من الليل نظرت من نافذة حجرتها فوجدت الليل يتسرب ولم يبق سوى سويعات قليلة على طلوع النهار تنهدت بحسرة القابض على الجمر متسائلة :ماذا بك ايهاالليل ؟تسيرا لأن سريعا -- فلتنتظر حتى أرى ماذا سيحدث ؟ وفى الصباح – ترددت كثيراً وقالت سأطلبه – لما لا – يجب أن أراه عن قرب – يجب أن أتحدث إليه عن قرب ولكن عقلها باغتها كعادته بأسئلة لا تنتهي --- *لماذا تودين الذهاب إليه ؟ وماذا ستقولين له ؟ * هل نسيت عهدنا معاً ؟ألم نتعاهد من قبل ألا تقتربي من تلك المسافة التي تقربك من حوارات القلب ؟ هي : ترفق بي أيها العقل – فقط أود التحدث إليه فأنا أعلمه جيداً كما اعلم نفسي - أشعر أن له قلباً مثل قلبي اجزم أنه يعانى مثلما أنا وأنت نعانى – ألم تقرأ كيف يفكر – كيف يكتب – كيف يحب – أود أن اشعر بأنفاسه التي تنسمت عبير الحب في دولة الأحزان أود أن أرى عينيه التي فاضت منهما تلك الدموع الغالية من على قمة جبل الأحزان أود أن أساله عن تلك المسافة التي فرقت بينه وبين حبيبة القلب • عقلها بعنف وحدة : ويحك أيتها المسكينة لكم أنا مشفق عليك لا تسيري وراء هذا القلب – ما جذبك إليه هو هذا النداء اللعين – فماذا لو ذهبت ووجدت ًبدلاً من نداء السطور نداءً للعيون • إليك نصيحتي وبعدها لا تلومين إلا نفسك : • اذا سرت وراء نداء قلبك الحزين ألم يكسر الحب قلبك؟ ألم تسهري الليل ساعات طويلة لا تسمعين إلا صدى أنينك وهمسك – ويحك طفلتي – هل نسيت ما كنت بالأمس تمرين ؟ ألم يفقدك الحب أحلى سنوات عمرك ؟ ألم يلومك القاصى والداني على سنوات صبرك ؟ ألم تكتشفي وتسمعي بنفسك حقيقة من طعنك بخنجر غدره وتركك وحدك تعانين ؟ وألان تودين الذهاب ثانية وراء هذا النداء الحزين – أعلمك جيدا واعرف عنك أكثر مما تعرفين عن نفسك – ما جذبك إليه هو نبل الفكرة وقسوة الوحدة ودموعه التي انسابت في بلاد الغربة ولا يعلم قيمتها سوى قلب مثل قلبك – بكى مثلها أياماً بل شهورا بل سنين – ما جذبك إليه هو قوة وثبات عقيدته واكتمال رجولته وحيائه الجميل ما جذبك إليه هو وقار الرجال وجمال الخيال – آه طفلتي – لكم أخشى عليك لو ذهبت إليه وتعودين محطمة القلب – فبطل روايتك النبيل أقسم من قبل ألا ينبض قلبه إلا ( لعاصمة القلب ) فرفقا بقلبك أنت ولتصمي أذنيك ولتغمضى عينيك عن نداء الحب الجميل * * * * *