بين الصعود والهبوط نتأرجح جميعا ونحن نمر بمراحل الحياة المختلفة وكأننا نغمات علي سلم الحياة الموسيقي؛ نعزف ألحان تنوعت بين الفرح والجرح...نعزف دون ان نُدرك اننا مفاتيح جُمل الحياة الموسيقية، تلك الحياة التي مهما تأرجحت الحانها فبين الجملة والأخرى هناك نقطة فاصلة تمنحك لحن بطعم النجاح في حياة جديدة أنها نقطة رجوع.. عندما كنت طفلة كان أبي رحمه الله يقول لي قبل كتابة أي موضوع تعبير " ما بين الجملة والجملة نقطة؛ هذه نقطة رجوع قبل البداية الجديدة، نقطة تفصل وتجمع بين الماضي والآتي، فقبل أن تستكملي السرد عليك بالرجوع لما قبل النقطة، فلا حاضر بلا ماضي.." أخذت هذه النصيحة في الاعتبار ولم أكن أدري أنها ستكون في يوم من الأيام "مفتاح الأمل والنجاح". لم تعد هذه النقطة أسيرة لمواضيع التعبير فحسب بل باتت رفيقة طليقة في مسار حياتي؛ مع كل ألم وتعثر وإحباط أضع نقطة لأقرأ بتمعن وأتعلم قبل أن أكتُب جملة جديدة في حياتي. ما خلق الله شيئا إلا لحكمة ولا وقع في كونه حدث إلا بتقديره وقد تغيب عنا حكمة الأمر فتتخبط عقولنا في متاهات الطريق، فإذا اهتدينا لها سهل علينا الاستفادة منها وتسخيرها في ما ينفعنا. ... هذه هي الحياه شئت أم أبيت؛ لن تتعافي دون أن تتألم، ولن تتعلم دون أن تخطئ، ولن تنجح دون أن تفشل ولن تحب دون أن تفقد. مهما حدث لا تيأس خذ نفس عميق...انظر للأفق الواسع بكل ما فيه وشاهد نفسك وكل من حولك في صمت؛ ستجد أنه لا يوجد إنسان يولد فاشلاً، ولا يستمر فاشلاً ولا يبقي فاشلاً؛ إلا أن أراد هو ذلك!! لا تلعب دور الضحية، لأنك تصنع حياتك بنفسك لذا تحمل مسؤولية نفسك لان لا أحد يمكنه أن يحقق لك أي شيء سوي أنت...كن واثقا في الله وفي قدرتك فأنت قادر أن تحول فشلك من قوة سلبية ضاغطة للقاع إلي قوة إيجابية دافعة للأمام. العقبات والإحباطات تحصل لنا جميعا؛ منا من يعتبرها نقطة النهاية، ومنا من يتخذها نقطة رجوع قبل الانطلاق. وبين النقطة والنقطة نستمع لكثير من ألحان سلم الحياة الموسيقي.. الحزين والراقص وآخر بطعم النجاح . [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل