قديما كان يعتبر الفلاسفة اليونانيين الموسيقى هى كل الفنون، وبعد ذلك عرفت بأنها فن الالحان .. وعن اسباب ذلك ومردوده كان حوارنا مع الموسيقار الكبير عمر خيرت..اشهر الموسيقيين المصريين . صاحب الجمل الموسيقية العذبة التى تمتلك القدرة على خطفك لكل معانى الجمال والرقى والشجن والحنين والسحر والتوازن والتسامح والصفاء والامل، صاحب الموسيقى التى تعزف على الروح أو الى الروح لتتغلغل فيها وتسمو بها ببساطة وخشوع..لديه قدرة فائقة على تنظيم النغمات بما بينها من أوزان وايقاعات. واذا كان فريد الاطرش هو ملك العود فإن عمر خيرت هو ملك البيانو وسيده.. يرى ان كل القتلة والسفاحين والكذابين واصحاب الجرائم عموما ..لا علاقة لهم بالفن..لو كان هؤلاء استمعوا الى الموسيقى او تعلموها ما كانت سالت كل هذه الدماء وما وقعت كل هذه الجرائم.. شخص الموسيقار عمر خيرت وافكاره و مواقفه السياسة والانسانية وأحلامه ومخاوفه ينطق بها هذا الحوار. عندما تعزف موسيقى «فيها حاجة حلوة» تنقل المستمع إلى مساحة من الراحة والصفاء لا حدود لها. وتهزه بشدة .. فى رأيك هل مازالت فيها حاجة حلوة؟ طبعا «لسه» فيها «حاجة حلوة» وستبقى مصر دائما وأبدا فيها حاجة حلوة. وأنا أيضا يؤثر هذا اللحن على مشاعرى جدا.. مصر هكذا هى أم الدنيا على رأى الرئيس السيسى «هتبقى أد الدنيا».. هذه هى مصر مهما مر عليها من صعاب ومحن ومآس ومواقف صعبة، من المستحيل اهتزازها فعلا.. بأمر ربنا ,وبناسها الذين يقدرون قيمة مصر جيدا ويمتلكون الوطنية, والاحساس العميق بالحب لهذا الوطن، فى رأيى ستبقى مصر منارة الدنيا، و مصر من البلاد القليلة فى العالم صاحبة جذور وأصول عريقة وقديمة على مدى التاريخ من المستحيل اندثارها.. يكفى أنها مذكورة فى القرآن الكريم، وهى دائما منذ فجر التاريخ مطمع لجميع القوي.. وفى النهاية ستبقى مصر,.. يكفى أن مصر عبرت وأنهت حكم الاخوان . كيف مرت عليك السنة التى عانت فيها مصر من حكم الإخوان ؟ اللافت للنظر ,فى هذا العام قدمت أكبر عدد من الحفلات الموسيقية فى حياتي، وكأن هذه الحفلات هى نوع من الدافع القومى والمقاومة.. وكأننى أحاول الحفاظ على هوية مصر الثقافية، هذا العام زادت جدا الحفلات الموسيقية وأنا أيضا كنت أطالب بزيادة الحفلات الموسيقية فى الأوبرا وكنت أشعر أن الناس تحتاج الى الاستماع إلى الموسيقى والاحساس بقوة مصر الناعمة من خلال الموسيقى التى أقدمها.. لأنها تخاطب وجدانهم وتشعرهم بأن مصر ستبقى برغم كل شىء .. وكنت أشعر بأن الكيمياء والهارمونى فى أعلى درجاتها بين الجمهور وبينى والموسيقى والفرقة الموسيقية.. لحظات رائعة، كنت أشعر بأن الموسيقى تؤثر فيهم عظيم الأثر، وتمنحهم طاقة ايجابية هم فى حاجة لها.. برغم أن الاحساس العام المسيطر فى هذا الوقت كان الخوف والاحباط، شعرت بمسئولية فى هذا الوقت بأننى يجب أن أرفع من معنويات المصريين بالموسيقى ,كنت أشعر وأنا أعزف الموسيقى فى أيام حكم مرسى أننى أقوم بعمل وطني.. وكنت دائما فى حفلاتى أردد شعار «تحيا مصر». كيف استقبلت 30 يونيو؟ وهل كنت متوقعا انتهاء حكم الاخوان سريعا أم لا؟ استقبلت هذا اليوم الحاسم بفرحة غير طبيعية، وأتذكر أننى بكيت أنا ومن حولى وكأن مصر يتم تحريرها. فى داخلى كان احساس قوى أن من المستحيل استمرار وبقاء حكم الاخوان مدة طويلة.. أشعر أن 30 يونيو يشبه عبور أكتوبر 1973. سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة هى أول من اكتشفك.. كيف كان اللقاء الأول بينكما؟ السيدة فاتن حمامة لها فضل كبير جدا وهى مصدر إلهامى ، فهى التى قدمتنى للجمهور.، الله وهبنى حب الموسيقى والتأليف وأنا صقلت الموهبة بالدراسة والمجهود ,ولكننى لم أسع للجمهور, والفنان دائما ينتظر الحظ ليصل به إلى الجمهور، وقد جاء الحظ لى عن طريق الفنانة فاتن حمامة. فى أحد الأيام بالمصادفة فى عام 1982 كنت أعزف على البيانو وكانت الفنانة فاتن حمامة والدكتور محمد عبدالوهاب معا.. وكانا يحتفلان بعيد زواجهما.. وبعد استماعهما قالت لي: من أنت ؟ وكيف تكون لديك القدرة والموهبة وهذا الفن الجميل والناس لا تسمعك، بعد هذه المقابلة.. طلبتنى تليفونيا وطلبت منى أن ألحن خلفية موسيقية لأشعار هى ستلقيها وستتم إذاعتها فى هذا الوقت فى اذاعة الكويتوالقاهرة معا..أشعار لكبار الشعراء وهى ستقوم بالقائها.. وقدمت لها عددا من الألحان.. وهذا كان أول تأليف لي.. وقدمت ألحانا بحرفية شديدة وأوركسترا كاملة.. وكأننى انتهزت الفرصة وسعدت بها.. وكان عملا كبيرا وناجحا.. كانت الحلقات تسمى «قطرات الندي» وبعد ذلك فورا طلبت منى الفنانة فاتن حمامة الموسيقى التصويرية لفيلم تعود به إلى السينما، وهو «ليلة القبض على فاطمة». وهذه كانت أيضا أول مرة ألحن موسيقي تصويرية لأفلام.. وموسيقي ليلة القبض علي فاطمة مازالت حية ومحببة للجمهور..وتوالت الأعمال.. وبعد ذلك ألفت للفنانة فاتن حمامة لها الموسيقي التصويرية لمسلسل «ضمير أبله حكمت» «ووجه القمر» لذلك الفنانة فاتن حمامة لها فضل كبير على.. حيث كانت تتمتع ببعد نظر ورؤية خاصة جدا كالجواهرجى الفريد. تأليف الموسيقي من الأمور التي تحتاج إلى إلهام أو وحى من السماء.. هل التأليف الموسيقي أصعب من فن الكتابة سواء رواية أو شعر؟ الكلمات لديها جرس موسيقي وايقاع يستطيع الملحن أن يهتدي به.. لكن تأليف الموسيقى يأتي من الرؤية والتفكير.. فهو يحتاج إلي ملكات خاصة.. والموسيقي شئ غير ملموس وغير مرئ.. يعتمد علي الاحساس.. عكس تلحين الكلمة، الكلمة لديها القدرة علي التعبير عن نفسها، فالموسيقي تسمع فقط وتحس.. وكذلك الفن التشكيلي يعتمد علي الألوان والأشكال ,بالنظر الى اللوحة تستطيع ان تكون رأيا.. أما الاحساس بالسمع والأذن أمر دقيق جدا.. وتجد ان الله في كتابه العزيز يذكر السمع قبل البصر.. ولأن السمع أهم وأخطر لدي الانسان أو الكائن الحي، الضرير يمكن له أن يتعلم ويصبح شخصا عبقريا، مثل طه حسين وعمار الشريعي.. إنما الأصم لا يستطيع أن يتواصل مع الحياة ابدا، وكأنه معزول تماما. هل لديك طقوس معينة للدخول فى دائرة التأليف الموسيقى بها أو العزف؟ قبل بداية أي حفلة أفضل ان أكون بمفردي، لأنني أكون «هايب» الجمهور وقلقا.. فانا أخاف من أي فشل.. بعد كل ما قدمه لي الجمهور من حب وتقدير وثقة. فكل حفلة أكون شديد القلق والحرص علي النجاح وعلي المستوي الذي وصلت له.. كل حفلة أمام الجمهور هى امتحان. أما التأليف الموسيقى فهو إلهام بدون استئذان.. في أي مكان.. وقد أكتبه أو أعزفه علي البيانو فورا ,وأنا الحمد لله ذاكرتي تحتفظ بالخواطر الموسيقية ولا أنساها إلي أن أنفذها, لكن حرفيا، لو طلب مني تأليف موسيقي تصويرية لفيلم أو مسلسل هنا لا وقت لانتظار الإلهام.. وأجد نفسى العمل يستحضرني ,مع الوقوف علي طبيعة العمل سواء كوميدي، سياسي، دراما، وأبدأ التأليف والوصول لموسيقي معبرة.. في الأصل الفكرة الموسيقية محددة.. وهي من أربعة إلي ثمانية موازين كفكرة، والفكرة تأتي من ايحاء العمل نفسه أو البطل أو القصة، وعموما الأدب والدراما هي محاكاة للمشاعر الانسانية المنحصرة في الحب، الخوف، القلق، الكره، الحرص.. الافلام المصرية القديمة الأبيض والأسود كانت تتمتع بموسيقي تصويرية بديعة، وهي جزء أساسي في السياق الدرامي وفي السيناريو والصورة.. وأعدت أنت مرة أخري الروح للموسيقي التصويرية للأعمال الدرامية في رأيك هل الموسيقي التصويرية تحقق النجاح والتواصل أكثر للمشاهد؟ هذا حقيقي..الموسيقي التصويرية جزء اساسي للفيلم أو المسلسل ..وكان اندريا رايدر أو علي اسماعيل أو فؤاد الظاهري..مبدعون ممتازون، لكن في أوقات كثيرة كان يتم فيه الاستعانة بموسيقي عالمية موجودة، وأنا في رأي أن الموسيقي التصويرية يجب ان تؤلف خصيصا للعمل.. وأنا قدمت مجموعة كبيرة من الموسيقي التصويرية لعدد من الافلام وكانت عاملا مساعدا لنجاح هذه الافلام لأن ببساطة الصدق يحقق النجاح. الكاتب أنيس منصور كان يقول ان الاستماع إلي الموسيقي يمنح الحرية، أما الأغنية فهي تحول المستمع إلي طرف في حكاية الأغنية وتحدد إلي أين مشاعرك ستسير .هل نحن المصريين أو الشرقيين عموما نفضل الاستماع إلي الأغاني اكثر من الاستماع إلي الموسيقي؟ الغرب عموما لديهم العديد من القوالب الموسيقية ومن ضمن هذه القوالب، الغناء ,فهو قالب من القوالب الموسيقية، وفي الحقيقة الموسيقار الكبير أبو بكر خيرت هو من اسس للموسيقي في مصر , وكان هذامع بداية ثورة 1952 كان يعمل علي ان تواكب مصر العالم في هذا الفن، نحن لدينا في مصر الغناء هو المسيطر. عمل ابو بكر خيرت فى هذا الوقت على الاهتمام بهذا الفن ,وهو اكبر مؤلف موسيقى كلاسيكية ,وقد أنشاء أكاديمية للفنون ومعهد الكونسرفتوار ومعاهد الباليه والسينما.. وهذا لتقترب مصر من المستوى العالمى بهذه الفنون، وايضا طور الموسيقى المصرية ,نحن لدينا شخصية موسيقية خالصة وخاصة بنا، وهذه الشخصية الموسيقية يجب تطويرها بالعلم.. وعمل كثيرا ابو بكر خيرت على هذا ,وألف مقطوعات موسيقية رائعة، والذى لا يعرفه البعض عنه أنه فى الأصل مهندس معمارى وهو الذى صمم أكاديمية الفنون وهو كان مؤلف موسيقى كلاسيكية وألف العديد من السيمفونيات.. هو وضع بذرة الفن التى نحيا كلنا منها ,وهو واحد من هؤلاء الذين دخل هذا المعهد ودرس الموسيقى وتعلم ومثلى كثيرين الذين يشرفون مصر الآن : مثل رمزى يس ومصطفى ناجى وحسن شرارة وإيناس عبد الدايم. اجيال وراء اجيال.. ومعهد الكونسرفتوار مازال قائما ويتخرج فيه كل عام شباب دارسون للموسيقى العالمية لمواكبة ما يحدث فى العالم.. ما سر علاقة الموسيقى بالهندسة؟ الهندسة المعمارية فن كالموسيقى وفعلا فى تقارب بين الموسيقى والهندسة المعمارية كل منهما لديه بناء.. البناء الموسيقى له لحن وهارومونى وبنية أساسية وهكذا العمارة لابد لها من أساس وبناء خطوة على خطوة.. وكل منهما له جمالياته ومفراداته ولحنه الداخلي. ما أكثر شعوب العالم تذوقا للموسيقي؟ اوروبا عموما.. و امريكا.. لأنها اخذت من اوروبا الأصول كلها..وكذلك روسيا فهى بلد يحترم الفنون الراقية احتراما كبيرا. كيف تصف علاقتك بالبيانو؟ ولماذا البيانو؟ البيانو هو صديقى الأثير والشخصى جدا ,وهو أم الآلات الموسيقية، أى مؤلف موسيقى لابد أن يكون عازف بيانو فى الأصل.. لأن التأليف الموسيقى يحتاج بشدة الى البيانو، فالبيانو عبارة عن أوركسترا كامل، عندما يعزف العازف بأصابعه العشرة.. يستطيع تقديم النغمات بهارمونى سلس وسهل على البيانو . انا نشأت فى اسرة محبة جدا للموسيقى والهندسة المعمارية، فأبى كان مهندس وعازف بيانو.. البيانو موجود فى البيت, واتذكر فى طفولتى المبكرة كنت أذهب إليه.. واعزف... وهذا جذب انتباه أهلي.. وفى هذا الوقت تم افتتاح الكونسرفتوار عام 1959 وتقدمت فى أول دفعة للكونسرفتوار.. وتوالت الأمور. فى فن الكتابة لكل كاتب أسلوب ومفردات خاصة به.. وهى كذلك فى عالم التلحين والموسيقي.. كيف يكون المؤلف الموسيقى نغماته؟ فى الأدب.. يستطيع القاريء ان يتعرف على الكتب من مفرداته وأسلوبه هذا توفيق الحكيم وهذا انيس منصور وهذا يوسف ادريس كذلك فى الفن والموسيقي..المؤلف الموسيقى لابد أن تكون لديه شخصيته الموسيقية ومفرداته المميزة.. عندما تستمعين للموسيقى تستطيعين ان تتعرفي.. هذا بيتهوفين وهذا السنباطي.. وكذلك فى الرسم والفنون التشكيلية , خطوط الرسام شديدة الخصوصية, هذا بيكار وهذا صلاح طاهر.. وهذا سر التميز والاختلاف.. هل تكوين الشخصية الفنية أو البصمة الفنية يتطلب مجهودا ضخما من الفنان؟ لا.. الشخصية الفنية مثل ملامح الانسان يكتسبها الانسان ويولد بها. معظم أوقاتكم تقضيها فى الغردقة ما السبب وراء ذلك؟ الطبيعة الساحرة والهدوء والبحر, أنا أحب البحر جدا، فهو يمنح الانسان خيالا جميلا وراحة وعمقا وصفاء. «وجعلنا من الماء كل شيء حي» ,لا نستطيع ان ننكر أن مصر تغيرت..كانت أحلى وأجمل وأنظف وأشيك والمصريين كانوا أكثر سماحة ,اكثر هدوءا, اكثر توازنا.. الأخلاق تغيرت.. كنا نتمسك بالتقاليد أكثر من ذلك.. وللأسف أنا أفتقد هذا الانسان المصري.. لأنه للأسف مهما حدث من ظروف كان المصرى يحتفظ بإنسانيته ومبادئه اكثر.. وبتقاليده.. وكان الحب والاحترام يجمع الناس بعضهم البعض.. وكانت المعاملات اليومية أرقى وأهدأ.. لا أقول انها اختفت ,مازالت موجودة.. لكن على مر السنوات حدثت تقلبات سياسية واقتصادية وبالتالى للاسف اثرت اجتماعيا على الناس..ولا ننكر ان تدهور وتراجع التعليم فى مصر تسبب فى تراجع كل شيء فيها ,وهذا سبب رئيسى لظهور الارهاب وانتشاره بهذا الشكل..للأسف الفقر والجهل هما أساس المشاكل الكبيرة فى حياة المصريين.. ولابد من محاربتهما والقضاء عليهما..واعتقد ان الاصلاح الذى ينادى به الرئيس والحكومة ليس أمرا سهلا لأن أمامهم تركة جبارة ,وفى رأيى ان اصلاح الانسان المصرى أهم من الاصلاح الاقتصادى ولاشك ان الفقر والعشوائيات والبطالة والأخلاق والزحام والجهل والعوز لديهم القدرة على هدم كل شيء فى أى مجتمع، والاصلاح يحتاج الى وقت طويل.. والهدم دائما اسهل واورع من البناء.. كيف تشاهد نشرات الأخبار ..انفجارات، قتل، ذبح، قنابل، جثامين..؟ تأثيرها مؤلم وقاس جدا، وللأسف لا أحد يستطيع ان يمنع نفسه من متابعة الأحداث, ودائما ادعو ربنا ان ينقذ مصر من كل هذا الارهاب ,ومن المخططات التى تحاك ضد مصر داخليا وخارجيا.. لدى أمل كبير ان مصر قادرة على تجاوز كل هذه الصعاب والأزمات. وقلبى مع سيناء والجيش والشرطة,.. للأسف الارهاب تغلغل فى سيناء فى العام الذى حكم فيه الاخوان ,والجيش المصرى فعلا انقذ سيناء من الضياع وانقذ مصر من التفتت والانقسام.., كانت خطة شريرة لتدمير مصر. نعيش فى عالم لا يسوده العدل..يتسيد الظلم دوليا وأقليميا ومحليا ,فكرة الأذعان بين الدول وبين الأنظمة وبين البشر هى القائمة..كيف يعيش الفنان أو كيف يستقبل هزيمة العدل دائما؟ الكتب السماوية علمتنا : فى النهاية لابد ان ينصر العدل ولابد ان يوقع العقاب على الظالم.. على مر التاريخ..فى رأيى الظلم لن يتسيد الى الأبد ,والكيل بمكيالين الذى تتبعه امريكا واسرائيل ودول اوروبا ضد العالم العربى والإسلامى لن يستمر الى الأبد..وللأسف ما اعلنت عنه كوندليزا رايس من سنوات شرق اوسط جديد والفوضى الخلاقة ..للاسف يتحقق ,ولكن بالنسبة لمصر الجيش أنقذنا.من هذا المخطط المجرم، ولذلك تجد مصر هو البلد الوحيد حتى الآن فى الشرق الاوسط الصامد.. ولاشك ان الرئيس السيسى يواجه عبئا شديدا ، حروبا داخلية وخارجية.. ومواجهته لماحدث فى ذبح 21 مصريا على يد داعش, والتحرك السريع من القوات الجوية لضرب مخازن الأسلحة لداعش.. كان تحركا سريعا ومهما يدل على أنه رئيس يتحمل مسئولية هذا البلد بشكل عظيم. ثورات الربيع العربى التى اندلعت منذ اربع سنوات هل تمت سرقتها؟ الثورة فى تونس والثورة فى مصر كانتا ثورتين بمعنى الكلمة.. قام الشعبين المصرى والتونسى ضد الظلم والقهر والفساد.. ولهما ثمار رغم كل شئ.. وما وصلت له تونس الآن أمر جيد، وصلوا إلى رئيس معتدل ويحاولون النهوض بالبلد، والحال فى مصر دائما اصعب، لان المطامع والمؤامرات التى تحاك ضد مصر كبيرة وصعبة.. للاسف الوضع فى سوريا والعراق وليبيا واليمن فى منتهى الصعوبة والخطورة، وهذا هو المخطط لتدمير وتغيير الشرق الاوسط.. مصر هى البلد المتماسك حتى الآن.. وتقف شوكة فى وجه هذا المخطط لكن مادامت مصر بخير العالم العربى بخير..لان مصر هى خط الدفاع الاول للبلاد العربية وعلينا كل المصريين الحرص على الاتحاد والوقوف يدا واحدة ,وعلى الإعلام المصرى الخاص ان ينحاز للوطن ومصلحة البلاد اكثر من انحيازه لمصالحه الشخصية. دعا الرئيس السيسى فى احتفالات عيد الشرطة الشهر الماضى الى الاهتمام بالفن لانه لايمكن محاربة الفكر الإرهابى الا بالثقافة والفن الجيد، كيف ترى هذه الدعوة؟ فى رأيى دعوة ذكية ومهمة، الرئيس السيسى يعلم جيداً انه لايمكن محاربة الافكار الإرهابية إلا بالفن الجيد ويعلم قيمة الفن وتأثيره على المواطنين ، رسالة الفن مهمة ومؤثرة ولهذا يجب ان تكون ايجابية حتى تساعد على النهوض بالوطن وتساعد على دحر الافكار المضللة. ألم تفكر فى إقامة حفلة للطلبة بجامعة القاهرة داخل قاعة الاحتفالات الكبري؟ كان المفروض أن أقيم حفلة داخل جامعة القاهرة ولكن خوفا من احداث العنف من بعض الطلبة.. تقرر إقامة الحفلة فى قاعة المؤتمرات، لكنها باسم جامعة القاهرة..وأنا لا أمانع تماماً من إقامة حفلة موسيقية للطلبة داخل جامعة القاهرة. ألا تفكر فى تقديم عمل فنى جديد يحاكى الاحداث الآنية منذ عزل مرسى و30 يونيو.. ثم اختيار الرئيس السيسى رئيسا للبلاد.. وتنفيذ خريطة الطريق، وعودة مصر للمصريين؟ قدمت سابقا اعمالا وطنية مثل «المصري» «فيها حاجة حلوة»، و«مصر يا أطهر قلباً» «وعمل لاكتوبر سيمفوني» انا كفنان أحتاج إلى أن أعيش الحدث وقتا ما حتى يظهر فى عمل فنى ويكون العمل ناضجاً.. فى بداية حياتك كونت فرقة موسيقية « لبتى شاه» فى هذا الوقت كانت هذه الفرقة فى نهاية الستينيات مؤثرة جداً على الشباب..ماذا تتذكر من هذه التجربة؟ بدأت تكوين فرقة «لبتى شاه» فى يوليو 1967 بعد هزيمة 1967، وفى هذا الوقت كنت أنا وزملائى نكون الفرقة وعندما حدثت النكسة..، لم نتوقف عن تكوين الفرقة.. بالعكس كانت محاولة للحياة ومقاومة الهزيمة بالفن.. وكانت الحفلات الاولى فى العجمى بالاسكندرية، والتف الشباب حول هذه الفرقة كأنه تعبير عن ان مصر موجودة، ولن نتوقف عند الهزيمة، التمسك بالامل مهم جداً حتى فى أحلك الأوقات. وبعد فترة تركت الفرقة لكن هم استمروا، تركتهم لاستكمال دراستى الموسيقية فى الكونسرفتوار.. وكنت فى هذا الوقت اعزف درامز وليس بيانو، وقد أحببت آلة الدرامز فى هذا الوقت لانها تحمل رمزا للثورة وللانطلاق وللقوة واستفدت من الدرامز كآلة.. لان الموسيقى عموما تتكون من لحن وايقاع وهرمونى ولهذا فهى ساعدتنى فى التأليف الموسيقي. وأعتقد لو كان عمى الموسيقار ابو بكر خيرت على قيد الحياة فى هذا الوقت كان غضبا من عزفى لموسيقى الجاز لأنه لا يعترف إلا بالموسيقى الكلاسيكية الأكاديمية. ما الحكمة التى تؤمن بها فى حياتك؟ الصبر مفتاح الفرج، أنا صبور جداً الجمهور؟ الجمهور حبيب مقام، حب الجمهور لفنى من أجمل الاشياء فى حياتي، وأن أحب جمهورى وأخشاه واحترمه.