لتنظيم «داعش» والذي أقام بالفعل النواة الأولي لدولة الخلافة الاسلامية في ليبيا، وتحديدا في مدينة درنة منذ العام 2012 تواجد قوي في ليبيا، عبر عدة نماذج هي كتائب «سرايا راف الله شحاتي» التي ما زالت تعمل في بنغازي حتي يومنا هذا و»كتيبة شهداء 17 فبراير» و جماعة «أنصار الشريعة» التي دخلت في مواجهات عسكرية طاحنة مع الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر بمنطقة بنغازي و»ميليشيا درع ليبيا 1» والتي يقودها وسام بن حميد و»مجلس شوري ثوار بنغازي»، وهو مظلة لجماعات متشددة أبرزها «أنصار الشريعة»، و»الجماعة الإسلامية المقاتلة»، ومنه انبثق عدد من أشهر القيادات الارهابية الليبية والتي أصبحت معروفة علي نطاق الجهاد العالمي، خصوصا في أفغانستان. وهنا نذكر علي سبيل المثال ولا الحصر عطية الله الليبي وأبو يحيي الليبي والقيادي سفيان بن قمو، وهو السائق السابق لبن لادن المعتقل السابق في معتقل جوانتانامو الأمريكي أمير فرع الفصيل في مدينة درنة، علما بأنه من هذه الجماعة أيضا خرج عبدالحكيم بلحاج الذي دخل اللعبة السياسية بعد أن ساهم بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، وهو يسيطر بالكامل علي مطار معيتيقة حيث يتم عن طريقه استيراد السلاح من قطروتركيا ودخول أعضاء تنظيمات القاعدة بالخارج الي داخل ليبيا للانضمام الي معسكرات تلك الميليشيات في طرابلس وصبراتة ودرنة في شرق ليبيا، وعقد مؤخرا تحت اشرافه اجتماعا ضم مدير المخابرات القطري غانم الكبيسي ومسئولا التدريب في معسكرات شرق ليبيا اسماعيل الصلابي وسفيان بن قمو لتنسيق العمليات بين تنظيمات القاعدة والاخوان في مصر وليبيا لمواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتروالانطلاق بعمليات ارهابية في العمق المصري بالتنسيق مع التنظيمات الارهابية في سيناء وخاصة جماعات «أنصار بيت المقدس» و»أجناد مصر» و»أنصار الشريعة بأرض الكنانة». هذه التنظيمات الارهابية ونظيراتها في دول الجوار ترفع العلم الذي اشتهر به تنظيم القاعدة ثم داعش بعد ذلك، وعقدت في ديسمبر 2013 تحت إشراف تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بتنظيم داعش في العراقوسوريا اجتماعا سريا في بنغازي مع ممثلين عن تنظيمات أنصار الشريعة في كل من ليبيا وتونس والمغرب ومصر وممثلين جزائريين عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بهدف وضع خطة قتال جديدة في المنطقة، ومحاولة لإعادة تقييم قدرات الجماعات المسلحة المنتشرة في جبهات القتال، والتصدي لما وصفوهه بالحكومات الكافرة في مصر وتونس والجزائر ووضع استراتيجيات جديدة في تجنيد أعضاء جدد للجماعات الارهابية من الشباب المتعاطفين مع التيارات الإسلامية. وتنظيم «أنصار الشريعة» أقوي أذرع تنظيم داعش الارهابي ، الناشطة علي الأراضي الليبية يسيطرعلي مناطق في شرق ليبيا وأحياء في بنغازي وسرت ودرنة وصبراتة والزنتان, ويخوض حاليا حربه التي بدأها في 29 يوليو 2013 ضد قوات الجيش والشرطة الليبية بهدف السيطرة علي السلطة في ليبيا. والتنظيم بات يعتقد أن تكرار ما حصل في العراقوسوريا أمر يمكن القيام به بسهولة في ليبيا، لا سيما أن قدرات الدولة الليبية أضعف بكثير مما تحتكم اليه حكومتا بغداد ودمشق من عدة وعتاد حربيين خاصة والليبيون كانوا من أول من التحقوا بالقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال لواء الأمة الذي أنشأ أول مخيم لتدريب المقاتلين الأجانب في سوريا في منطقة إدلب وكتيبة «البتار»، العاملة في منطقة الرقة شمال شرق سوريا. وفي سياق الاستعداد لهذه الحرب «الجهادية»، عقد اجتماع سري في أنقرة بتركيا في مايو 2014، حضره مسئولون في تنظيم أنصار الشريعة وفي مليشيات ليبية متشددة أخري تنشط في العاصمة طرابلس، مع بعض قادة الدولة الإسلامية الناشطة في سورياوالعراق التي تعرف بتنظيم داعش، حيث طالب الليبيون بضرورة عودة المقاتلين، لحاجتهم الشديدة إليهم في ليبيا ومن دول المغرب العربي، ليجد التنظيم الليبي المتشدد نفسه وقد استفاد من جهود نحو عشرة آلاف عائد ليبي ومغاربي من سورياوالعراق متمرس في القتال علي مختلف الأسلحة، هذا عدا آلاف المقاتلين الذين تقدر أعدادهم بنحو أربعين الف مقاتل من العديد من الجنسيات المغاربية والإفريقية ، يوجدون في مخيمات موزعة علي أكثر من منطقة في الصحراء الليبية. ونظم تنظيم أنصار الشريعة الليبي في سبتمبر 2013 في ليبيا اجتماعا سريا مع تنظيمات «أنصار بيت المقدس» و»أنصار الشريعة» في تونس والمغرب ومصر وممثلين جزائريين عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، كما عقد اجتماع أخر لهذا الغرض في أنقرة 25 يناير 2014 بين مدير المخابرات القطري غانم الكبيسي ومدير المخابرات التركية جافان مادان، وهذا ما أكده ضابط بالجيش الليبي «عبدالرحمن الجهمي»: الذي قال ان تلك التنظيمات تسعي لتكوين ميليشيات في شرق ليبيا لمواجهة الجيش المصري تحت مسمي الجيش المصري الحر وخاصة أن عدة الاف من المصريين انضموا اليها هناك . وانشأ التنظيم في شرقي ليبيا 4 معسكرات هي (الملاحم في درنة، والنوفلية جنوب سرت، وخليج بردة، والجبل الخضر) يشرف عليها اسماعيل الصلابي وسفيان بن قمو أمير كتيبة أنصار الشريعة في درنة لتجهيز وتدريب المسلحين من دول مختلفة منها مصر والجزائر وأفغانستان وليبيا ومالي والمغرب وباكستان والصومال وتونس،كما تنسق جماعة أنصار الشريعة مع نظيرتها في تونس المتورطة في اغتيال المعارضين التونسيين شكري بالعيد و محمد البراهمي، كما تنسق مع نظيراتها في مصروخاصة جماعات أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وأنصار الشريعة ومقرها سيناء ومع حركة حماس بغزة والتنظيم الدولي للاخوان، فأقامت ثلاثة معسكرات أخري تابعة لها بالقرب من درنة شرق ليبيا يتم فيها تدريب شباب الإخوان علي العمليات العسكرية واستخدام السلاح والانطلاق في العمق المصري لتنفيذ عمليات تهريب السلاح وعمليات ارهابية مخططة ضد قوات الجيش والشرطة، كما في حالة العمليات الارهابية التي تحدث في مصر وتونس , ومنهم عدة الاف من المصريين كان يقودهم ثروت صلاح شحاتة (51 عاما) الذي قبض عليه بعد توجهه لمصر أثناء تجنيده لبعض الأفراد للسفر الي معسكرات التدريب في شرق ليبيا وحاليا يقوم بدوره أحد قيادات تنظيم الجهاد المصري أحمد سلامة مبروك مسئول التدريب في هذه المعسكرات، ومن معسكرات شرق ليبيا يتسلل الارهابيون الي الداخل المصري لتنفيذ عمليات ارهابية بالتنسيق مع الاخوان وجماعات أنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر في سيناء ودلتا مصر ضد الجيش والشرطة، كما في العمليات التي استهدفت قوات الجيش في الفرافرة بالوادي الجديد وفي سيناء والعمليات التي استهدفت وزير الداخلية ومديريات أمن الدقهلية والقاهرة وبعض الكنائس. كما يمتلك التنظيم ثلاثة معسكرات في مدينة سبها تنطلق منها العمليات ضد أقباط مصرداخل ليبيا، علمًا بأن هذه المعسكرات أنشئت بعد وصول الإخوان إلي الحكم بموجب اتفاق بين الرئيس السابق محمد مرسي وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بناء علي طلب الأخير في واحدة من المكالمات الهاتفية الأربع التي أجراها الطرفان في أوقات مختلفة ورصدتها أجهزة الأمن القومي.