في الوقت الذي يشكو فيه مستخدمو قطارات السكة الحديد من سوء الخدمة علي جميع الخطوط، وفي الوقت الذي يشكو فيه مسئولو هيئة السكه الحديد من أنها تحقق خسائر سنويه نجد أن هناك أملاكا لهيئة السكة الحديد تبلغ نحو 1.5 مليون متر علي جانبي الخطوط في سوهاج من بين 175 مليون متر علي جميع خطوط السكك الحديدية في مصر لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل، بل وتعدى عليه الأهالي عن طريق وضع اليد، وخاصة داخل المدن. الأمر الذي أدي إلي حرمان الهيئة من ملايين الجنيهات التي كان من الممكن الاستفادة بها في أعمال التطوير للقطارات والمحطات والمزلقانات أحد مهندسي أملاك السكة الحديد (رفض ذكر اسمه) في سوهاج يقول: "يبلغ طول شريط السكة الحديد بالمحافظة نحو 125 كم من مركز طما حتي نهاية مركز البلينا جنوبا، ويوجد حولها نحو ( 1.5) مليون متر علي جانبي الشريط تابعة لأملاك السكة الحديد، وكذلك بالمدن لا تزال مهدرة ويستغلها بعض أصحاب النفوذ" حاولت "الأهرام" الحصول علي مستند بحصر دقيق بهذه المعلومات وبأملاك السكة الحديد بالمحافظة، فطلب تصريحا من الهيئة بالقاهرة لم يتسن لنا الحصول عليه، لكنه أكد أن الهيئة لديها الكثير من الأراضي بالمدن، ويمكن استغلالها في إقامه محال تجارية أو مساكن وتأجيرها للأهالي لتصبح موردا للهيئة، وخاصة المزلقانات والبالغ عددها 47 مزلقانا بالمحافظة تحتاج إلي تطوير أما حسام عباس من أولاد سلامة فيقول: برغم كل الكوارث التي شهدها مرفق السكة الحديد خلال السنوات الماضية، والتي خلفت وراءها آلاف القتلي والمصابين، إلا أنه يظل المرفق الأكثر أمنا بين وسائل النقل الداخلي، خاصة في ظل تردي حالة الطرق السريعة في ربوع مصر، ورعونة السائقين، والتي تؤدي إلي سقوط عشرات الضحايا يوميا، ولذلك لا محالة أمام الدولة من تطوير السكة الحديد ووضع خطة لاستغلال ثرواتها المهدرة، فالمزلقانات يتم غلقها بسلسلة، وبعضها لازالت أصلا بدون حواجز، مما يؤدي لوقوع الحوادث أثناء مرور القطارات، وفي النهاية يتحمل موظف المزلقان المسئولية، ويكون ضحية إهمال كبار المسئولين!! وأضاف أن المزلقانات بمدن المحافظة، وخاصة بمدينة سوهاج، باتت تتسبب في أزمات مرورية تسد شرايين المحافظة أثناء مرور القطارات، وتحتاج لأنفاق، وخاصة في ميدان العارف بالله، والذي سبق الإعلان عن تنفيذه إلا أنه لم يحدث حتي الآن ويضيف الحاج جمال منصور من البلينا: لقد طالبنا منذ سنوات طويلة حتي بحت أصواتنا بتطوير مزلقانات البلينا وبني حلوة وبني حميل، وتطوير المحطات وتزويدها بالمظلات، وكذلك استبدال القطارات المتهالكة (الدرجة الثالثة) التي تعمل داخل حدود المحافظة، والتي لاتصلح لنقل الماشية إلا أننا نؤذن في مالطا، ولم يلتفت إلينا أحد وأضاف: نعلم من قديم الزمان أن السكة الحديد تمتلك أسطولا للنقل، كان ينقل المواد البترولية والحديد والأسمنت والمواد المحجرية والحبوب وغيرها، وكانت تعد موردا مهما للهيئة، ولكن توقف منذ سنوات لصالح أباطرة النقل البري، كما يمتلك المرفق ملايين الأطنان من القضبان المشونة بالمخازن والملقاة علي جانبي الخطوط، كان يمكن الاستفادة من إعادة تشكيلها، فلماذا لا يقوم المسئولون بإحياء وتشغيل هذا الأسطول، واستغلال أملاكها المهدرة لتحسين مواردها وتطويرها.