قبل اندلاع ثورة30 يونيو العام الماضي لم يكن وضع قطار السويس بمنطقة عين شمس والمزلقان الخاص به أفضل من أوضاع قطارات ومزلقانات أخري يتعلق معظمها بحياة المواطنين وامنهم وسلامتهم خاصة أن مزلقان قطار السويس يقطع شارع عين شمس الرئيسي وهو من أهم وأطول الشوارع في مصر, إلا أنه بعد اندلاع الثورة صدر قرار بوقف حركة القطارات علي مستوي الجمهورية لمواجهة أحداث العنف التي شهدتها البلاد ومنها قطار السويس ليصبح هذا الخط مشكلة كبري يعاني منها المواطنون يوميا حتي الآن. خلال فترة توقفه تحول جانبا مسار السكة الحديد الخاص بقطار السويس إلي أكبر مقلب للقمامة في المنطقة فضلا علي استيلاء عدد من البلطجية علي ساحات كبيرة وتحويلها إلي جراجات سيارات بإشتراك شهري يصل إلي150 جنيها إلي جانب غسيل السيارات والسجاد والأكثر من ذلك قيام بعض البلطجية بالتعدي علي مساحة من الأرض علي جانبي خط القطار وتجهيزها كأرض لإقامة أفراح مقابل مبالغ مالية في تعد واضح علي حرم السكة الحديد الذي يعاقب عليه القانون. و بعد قرار عودة حركة القطارات مرة أخري عاد قطار السويس للعمل من جديد لكنه عاد للعمل وسط أكوام القمامة وكم هائل من التعديات التي تقع مسئولية التخلص منها علي هيئة سكك حديد مصر و محافظة القاهرة علي السواء. ويقول السيد اسماعيل حارس أحد العقارات المقابلة للسكة الحديد: إن الجراجات التي انتشرت علي جانبي السكة الحديد وجميع التعديات ظهرت بعد ثورة25 يناير بشكل غير لافت للنظر ثم انتشرت بشكل كبير بعد قرار وقف حركة القطارات في أعقاب ثورة30 يونيو حيث قام مجموعة من البلطجية بتمهيد جانبي السكة الحديد وتعدوا عليها وأشاعو أن قطار السويس لن يعمل مرة أخري وانهم سيتكسبون من وراء نشاطهم لحين البت في وضع القطار. فيما قال أحمد ممدوح أحد سكان المنطقة- إنه يقوم بالاعتماد علي تلك الجراجات من أجل الحفاظ علي سياراته خاصة وأن تلك الجراجات تحت اشراف بلطجية ويقومون بحماية السيارات مقابل مبلغ من المال شهريا وهذا يضمن الحفاظ علي سيارتي أنا وغيري من سكان المنطقة في ظل انتشار سرقات السيارات و عدم استقرار الأوضاع الأمنية. وأكد محمد أمين صاحب احد المقاهي المقابلة للسكة الحديد- أن تلك التعديات انتشرت بشكل كبير جدا بطول السكة الحديد وأنه لا أحد يجرؤ علي الحديث مع أصحاب تلك التعديات خوفا منهم مشيرا إلي أنهم يقومون بسرقة التيار الكهربي للانارة من كهرباء السكة الحديد. من جهته أوضح المهندس سمير نوار رئيس هيئة سكك حديد مصر- أن الهيئة قامت بإنشاء الشركة المصرية لمشروعات السكك الحديدية والنقل وهي شركة مملوكة بالكامل للهيئة وذلك لاستثمار أملاك الهيئة وهي بالفعل تقوم حاليا باستثمار أراضي للهيئة واستغلالها الاستغلال الأمثل في مشروعات استثمارية وسياحية وتجارية بمواقع الهيئة المختلفة إلا أنه فيما يتعلق بالتعديات قامت الهيئة بمخاطبة شرطة النقل والمواصلات وجميع المحافظين وكذلك وزارة الحكم المحلي للوقوف علي ازالتها. وأضاف أنه فيما يتعلق بتطوير المزلقانات فإن الهيئة قامت بتنفيذ مخطط متكامل يتمثل في صيانة البنية الأساسية والوحدات المتحركة بهدف توفير اقصي درجات السلامة والأمان علي الشبكة لخدمة المواطنين وذلك من خلال تطوير الخطوط وإعادة تأهيلها لتحقيق السير الآمن للقطارات حيث تم الانتهاء من اعادة تأهيل خط سكة حديد الفردان- بئر العبد ووصلة شرق التفريعة بطول100 كيلو متر بتكلفة222 مليون جنيه بالإضافة إلي تجديد275 كيلو متر سكة حديد بخط القاهرة- السد العالي بقرض من البنك الدولي قيمته90 مليون دولار فضلا علي استمرار خطة احلال وتجديد بمعدل5 كيلو مترات شهريا وخطة التجديد الشامل بمعدل150 كيلو متر شهريا صيانة السكة. وأضاف أنه يجري تحويل المزلقانات من النظام اليدوي إلي النظام الآلي علي ثلاث مراحل تشمل المرحلة الأولي254 مزلقانا تقوم بتنفيذها الشركات التابعة للشركة القابضة للطرق ومشروعات النقل حيث تم تنفيذ225 مزلقانا وجار استكمال باقي المزلقانات. وتتضمن المرحلة الثانية297 مزلقانا تقوم بتنفيذها الشركات التابعة للشركة القابضة للطرق ومشروعات النقل فيما تشمل المرحلة الثالثة295 مزلقانا جار تنفيذها بمعرفة وزارة الانتاج الحربي وجار العمل بها بالاضافة الي27 مزلقانا أخري ذات الكثافات المرورية العالية وجار قيام الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإجراء اللازم بإنشاء كباري علوية عليها. إلا أن ما تضعه وتنفذه الهيئة من خطط للتطوير تقف أمامه العديد من العقبات والكلام علي لسان نوار- ومنها وجود4500 معبر غير قانوني يتوجب إغلاقها فورا بالتنسيق مع المحليات والشرطة في حين ان عدد المزلقانات القانونية يبلغ1332 مزلقانا فقط منها871 تحت التطوير, و440 مزلقانا بها معوقات وتحتاج إلي تعاون وزارات الاوقاف والري والتنمية المحلية إلي جانب ان معظم خطوط السكة الحديد تمر بجانب مجار مائية وتقوم وزارة الري بعمل كباري عبور فوق المجاري المائية مما يفرض علي هيئة السكك الحديدية اماكن عبور لم تكن موجودة من قبل مما يشكل خطرا علي سلامة المواطنين وسلامة مسير القطارات. كما ان هناك بعض السلوكيات السلبية للمواطنين في التعامل مع البنية الأساسية من اختراق الأسوار والمحطات وخلافه مما يحمل الهيئة أعباء زائدة ويشتت جهودها ويستدعي استثمارات اضافية في الاحلال والصيانة والتوعية وعدم التزام المشاة وقائدي المركبات بقواعد المرور علي المزلقانات الأمر الذي يستدعي ضرورة توفير أفراد شرطة بجانب خفراء المزلقانات بخلاف اقتحام خطوط السكك الحديدية من الاماكن الغير معدة للعبور. وأشار رئيس الهيئة إلي مخاطر الزحف العمراني المتزايد علي خطوط ومسارات هيئة السكك الحديدية و التعديات الدائمة علي أراضي وحرم الهيئة بالمحافظات لإقامة أسواق ومحلات داخل حرم السكة الحديد وتمت مؤخرا ازالة بعض التعديات بمعرفة القوات المسلحة والشرطة في الاسكندرية وبنها وبني سويف وسوهاج بإجمالي387 تعديا علي مساحة8 آلاف متر مسطح ومازالت اغلبية التعديات لم تتم ازالتها. من جانبه ألقي محمد شرف رئيس حي عين شمس- بالمسئولية فيما يتعلق بالتعديات علي مسار قطار السويس في منطقة عين شمس علي حي المرج موضحا أن شريط السكة الحديد يعد حدا فاصلا بين حي عين شمس وحي المرج و بالتالي فإن جانب السكة الحديد المقابل لشارع6 أكتوبر تابع لحي عين شمس فيما يتبع الجانب الاخر المقابل لشارع الفيروز حي المرج و أن جميع التعديات أنشئت علي الجانب التابع لحي المرج وبالتالي فهي مسئوليته. وأضاف شرف أن الحي تعاون مع هيئة السكة الحديد في رفع القمامة عن الجانب التابع للحي حيث قام الحي بازالة ما لا يقل عن150 طنا من القمامة حتي الآن وأن الهيئة أبلغته أن تطوير خط قطار السويس و المزلقانات التابعة له سيتم بحلول نهاية العام الجاري كما سيتم عمل مناقصة لإغلاق جميع المعابر غير القانونية. الدكتور عواد أحمد علي رئيس حي المرج- ألقي من جانبه بالمسئولية علي هيئة السكة الحديد موضحا أن كل التعديات تمت داخل سور السكة الحديد و ليس من الخارج مما يرفع المسئولية عن حي المرج و أن الحي قام بدوره في ازالة القمامة علي جانبي السكة. وأضاف أن من قاموا بالتعديات ادعوا أنهم استأجروا تلك المساحات من هيئة السكة الحديد إلا أن ذلك غير صحيح بالمرة متهما هيئة السكة الحديد بالتهرب من المسئولية تجاه تلك التعديات وأن هناك العديد من المراسلات المتبادلة بين الحي و السكة الحديد لتحديد المناطق التي تخضع لاختصاص كل منهما. وقال إنه لابد من شن حملات مشتركة بين الحي والهيئة لإزالة تلك التعديات لإحكام السيطرة علي حرم السكة الحديد بالتعاون مع الشرطة وذلك هو السبيل الوحيد للقضاء عليها.