يضع ملايين المواطنين بمحافظة سوهاج أيديهم علي قلوبهم خوفاً من تكرار كارثة أسيوط التي أدمت قلوب مصر جميعاً خاصة ان مزلقانات سكة حديد سوهاج خاصة البدائية منها ترفع شعار "اللي يفوت يموت" بالرغم من أن الهدف كان من إنشاء المزلقانات توفير الأمان لسائقي السيارات والمارة علي حد سواء وحماية أرواح المواطنين الأبرياء إلا أن مزلقانات المحافظة مازالت تشكل كابوساً مرعباً لمواطني سوهاج الذين يمرون عليها يومياً في رحلة الذهاب والإياب من تعرضهم للخطر الذي يصل إلي حد أن يدفع الشخص ثمناً لمروره بالمزلقان بل والخوف الأكبر علي الأطفال والتلاميذ الصغار خلال عبورهم المزلقان مع قدومهم وعودتهم من وإلي مدارسهم في ظل عدم وجود بوابات حديدية أثناء قدوم القطارات. وبالرغم من أن اللون الأحمر غطي قضبان السكة الحديد في أحيان كثيرة بسبب كثرة دماء الضحايا إلا أن الاهمال مازال يضرب مزلقانات سكة حديد سوهاج وأصبح المواطنون في حيرة من تغاضي المعنيين من تطوير تلك المزلقانات برغم تأكيد المسئولين علي حدوث تطوير للمزلقانات لكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً فعندما ذهبت "المساء" إلي المزلقانات فما أن وصلنا إلي هناك رأينا أن تلك المزلقانات معظمها سداح مداح فلا رقيب ولا خوف فما هي إلا سلسلة حديدية البعض يمر من فوقها والآخر يمر من تحتها دون آية إشارة إلي مرور قطار قادم اللهم صراخ الأهالي بأنه بعد دقائق سيمر فيما الجانب الآخر وقفت السيارات في انتظار المرور بعد أن أعلنت الأجراس الخاصة بالمزلقان عن قدوم احد القطارات بينما احد قائدي الدراجات البخارية يمر أمام الجميع غير عابئ لنتيجة مروره بعد أن قام احد المارة برفع السلسلة الحديدية. التقينا بعدد من المواطنين.. أيمن عزمي عبدالشهيد موظف قال: كما تري الباعة الجائلون احتلوا المزلقان بميدان العارف وعلي بعد متر من مرور القطارات مشيراً إلي أن المئات من المواطنين "الأطفال والشباب والكبار" يتعرضون لخطر الموت يومياً في قري ومدن محافظة سوهاج أثناء عبورهم المزلقانات. خالد محمود من طما يطالب المعنيين من المرور وعمال المزلقانات بمتابعة المزلقانات يومياً وبصفة دائمة مثل مزلقان كوم العرب حرصاً علي حياة المواطنين فليس من المعقول ان يصل الإهمال لتلك الدرجة المفروض فيها متابعة مستمرة وتحديث وتطوير يجب ان نتعلم من الأخطاء السابقة ولعل قطار أسيوط الذي بكينا جميعاً من أجله حزناً علي الأطفال الضحايا يكون عظة للمسئولين. أما إبراهيم أبو شوادي - سائق بالمنشاة يقول إن عدداً من المزلقانات الموجودة بسوهاج تسيطر عليها العشوائية والزحام الشديد مما يزيد من صعوبة تحكم العامل في حركة المارة والسيارات معاً بالإضافة إلي قرب المزلقان من مواقف السيارات مثل المديرية والعارف وبرديس ويتسبب ذلك في وقوع العشرات من الحوادث خاصة ان أغلب المارة لا يلتزمون بالوقوف عند سماع الأجراس التي تسبق قدوم القطار بدقائق معدودة. أيمن خليل محاسب بمستشفي سوهاج يقول: كل يوم نسمع عن حادثة أثناء عبور احد المواطنين للمزلقانات لعدم وجود بوابات حديدية علي المزلقانات تمنع عبور المواطنين أثناء قدوم القطارات بينما يتم وضع سلسلة حديدية لا تغني ولا تثمن من جوع علي جانبي المزلقان أثناء قدوم القطارات بالرغم من أننا نسمع أن هناك تطويرآً بالمزلقانات لكن أين؟ ونتمني من المعنيين الاهتمام بعمال المزلقانات حتي لا تكرر مأساة أسيوط. أما أبو بكر ناصر مدرس من مدينة ناصر يري أن عدم وجود بوابات وإشارات الكرتونية هو السبب في كثرة الحوادث لان السلسلة الحديدية التي توجد في معظم المزلقانات بسوهاج أصلاً لا يتم وضعها وهنا تقع الكارثة أثناء قدوم القطارات أما أن يقع تصادم أو يلقي مواطن مصرعه تحت عجلات القطارات حيث تتسبب القطارات في وفاة المئات من المواطنين سنوياً. وخالد مهران رجل أعمال بقرية الاحايوة: جميع مزلقانات سوهاج بدائية ولا يوجد بها أدني وسائل الأمان وما نسمعه عن تطوير بها هي كلمات رنانة للاستماع فقط أن ما يحدث بمزلقانات سكة حديد سوهاج هي الفوضي والإهمال وفي النهاية إذا حدثت مصيبة نلقي المسئولية علي عامل المزلقان المغلوب علي أمره.. فماذا يمكنه أن يفعل أثناء مرور قطار في منطقة تكتظ بآلاف من السكان وتوضع سلسلة حديدية تسمي سلسلة لكنها أشبه بحبل والمطلوب تطوير حقيقي علي أرض الواقع لتلك المزلقانات. أحمد ناصر جامعي يقول ان مزلقانات سكة حديد سوهاج عفا عليها الزمن لقد تآكلت مع مرور الزمن تغيرت وتطورت شوارع ومدن وأنشئت كباري لكن المزلقانات لم تتغير الحال كما هو عليه منذ سنوات والمسئولون مصرون علي تواجدها بتلك الصورة والمطلوب إنشاء حواجز وبوابات إلكترونية تغلق أوتوماتيكياً علي جانبي المزلقان أثناء قدوم القطارات. أما السيد عارف - مدرس بالمراغة- يقول: لقد طالبنا مئات المرات بإقامة كوبري للمشاة بديلاً عن المرور من خلال المزلقان للحد من حوادث القطارات التي تحدث بشكل دوري إلا أنهم صموا أذانهم عن الاستماع إلي ندائنا وطلباتنا. يطالب السيد عبدالمجيد بالمالية بتطوير مزلقانات السكة الحديد بسوهاج من خلال تزويدها بالإشارات الإلكترونية والاستغناء عن السلسلة الحديدية للحد من الحوادث التي تقع بشكل يومي لأن السلسلة الحديدية التي تآكلت علي معظم الخطوط تمنع مرور السيارات فقط فيما لا تمنع أصحاب الدراجات البخارية من العبور كذلك لا تمنع قفز المواطنين خاصة الطلبة والأطفال وهو ما يعرضهم للموت تحت عجلات القطارات. أكد حسن محمود محمد موظف بالوحدة المحلية علي انه إذا كانت هناك مسئولية تقع علي المعنيين بتطوير مزلقانات السكة الحديد إلا أن هناك جزءاً من المسئولية علي المواطنين وسلوكياتهم الذين يقومون بالاستعجال وعبور المزلقان دون التقيد بإشارات المرور وفي النهاية تكون سلامة المواطن في خطر. احد عمال المزلقانات رفض ذكر اسمه قال انه لم تحدث أي عمليات تطوير ومازالت تعمل بالسلاسل الحديدية ولم تزود بالإشارات الإلكترونية كما أعلن المسئولون مراراً وتكراراً بل هي مسكنات تأتينا كل فترة منهم. ورصدت المساء صورة لشاب أثناء عبوره مزلقان محطة سكة حديد من أسفل القطار بصحبة دراجته معرضاً حياته للخطر والموت أثناء وقوف القطار في المحطة وهذا أكبر دليل علي خطورة مزلقانات محطات السكة الحديد بسوهاج. "أحمد" عامل بأحد المزلقانات المهدد بأن يصبح متهماً إذا وقع حادث قطار يقول: المسئولية دائماً علينا انظر إلي الباعة ماذا يفعلون بالمزلقان.. لقد سيطروا عليه ولا حياة لمن تنادي؟! كما توجهت المساء إلي مزلقان آخر بمنطقة العارف بسوهاج حيث يقول المسئولون إنه تم تطويره لكن علي أرض الواقع لم يتغير شيء بالرغم من انه يشهد اختناقاً مرورياً شبه دائم حيث تتكدس السيارات الملاكي مع الأجرة وسائقي التوك توك والمارة من الموظفين وطلبة المدارس والجامعات وعلي بعد عدة أمتار من المزلقان تقع منطقة البنوك التي يأتي إليها الآلاف من المواطنين ويشكون من الإهمال الذي ضرب مزلقانات السكة الحديد رغم الحديث بصفة دائمة عن التطوير. من جهته قال المهندس شعبان محمود محمد رئيس قسم هندسة الشبكة بسوهاج علي ان هناك خطة لتطوير المزلقانات من وزارة النقل علي مستوي الجمهورية ومن بينها سوهاج والوقوف علي حل جميع المعوقات التي تقف عائقاً أمام عمليات تطوير وتجديد المزلقانات لتوفير السيولة المرورية اللازمة والحفاظ علي أمن وسلامة المواطنين أثناء عبورهم لشريط السكة الحديد. أضاف ان عدد مزلقانات السكة الحديد الموجودة بمحافظة سوهاج يبلغ 43 مزلقاناً تم تطوير منها عدد 21 مزلقاناً وانه تم التطوير أعمال الصيانة بالمزلقانات وجاري بدء العمل بنظام الإشارات الإلكترونية بالمزلقانات مشيراً إلي أن سلوكيات بعض سائقي سيارات الأجرة والتي تتسارع في المرور وقت قدوم القطار وبعض المارة هي إلي تؤدي إلي وقوع حوادث علي المزلقان ينتج عنها إصابات وأحياناً ضحايا.