المزلقانات بلا تأمين ولا اشارات ولاحتى عامل يحذر المواطنين صدق.. أو لا تصدق الشادوف والسلسلة لازالت هي أهم الوسائل التي تستخدمها هيئة السكك الحديدية لإغلاق المزلقانات عند عبور القطارات.. تلك الوسيلة البدائية اثبتت فشلها وأدت الي العديد من الكوارث كان آخرها حادث أسيوط المفجع الذي راح ضحيته 15 طفلاً وأصيب 61 آخرون..ورغم كل ما أعلنته الهيئة عن تطوير المزلقانات واستخدام أحدث أساليب التكنولوجيا وتحويل عملها من النظام اليدوي الي النظام الالكتروني باستخدام الاشارات الضوئية والأجراس حيث تغلق اتوماتيكياً علي مستوي كل المزلقانات في مصر فإن الاحصاءات تؤكد ان المعوقات المالية والادارية لازالت تعوق عمليات التطوير وانه علي مدي 4 سنوات كاملة لم يتم تطوير سوي 72 مزلقاناً.. من بين 543 مزلقاناً خطراً. كما أثبتت التجربة في بعض المزلقانات التي تم تطويرها ان العاملين غير المدربين لا يجيدون التعامل معها ولذلك تكثر مشاكلها. الأخبار كانت في جولة علي المزلقانات أكدت سوء حالتها ورصدت خطة التطوير التي أعلنت عنها هيئة السكك الحديدية ولكنها تعثرت بلا سبب. الجولة تبدأ من دمياط 20 مزلقان سكة حديد جميعها بالطريق الغربي دمياطالمنصورة مرورا بمركزي كفر سعد وكفر البطيخ والسنانية فقط ولذلك تعد محافظة دمياط من اقل المحافظات استخداما للقطار ورغم قلة أعداد المزلقانات بالمحافظة إلا إن أبواب إغلاقها بدائية اغلبها من الشادوف والسلاسل الحديدية ولم يتم تطويرها ..أكد السعيد البنا مدير إدارة محطة السكة الحديد بدمياط أن عدد المزلقانات بالمحافظة 19 مزلقانا ابتداء من رأس الخليج التابعة لمركز شربين حتي محطة السكة الحديد بدمياط بالإضافة إلي مزلقان مفارق ميناء دمياط البحري مضيفا أن أبواب إغلاقها متنوعة مابين الشادوف والسلسلة والميكانيكية مؤكدا أن كل مزلقان يتبع تشغيل المحطة التابع لها ولابد من إغلاقه قبل موعد وصول القطار بخمس دقائق وتقوم المحطة بإبلاغه تليفونيا بدخول القطار علي المزلقان مضيفا انه منذ وقوع الكارثة بأسيوط وهناك تعليمات بضرورة المتابعة وتكثيف المرور .. ومن ناحية أخري أكد احد الموظفين بالسكة الحديد أن المصلحة تعاني من إهمال شديد وعجز في العاملين وأن ساعات العمل بالورديات طويلة وأيضا غرفة عامل المزلقان غير آدمية لا يوجد بها دورة مياه ولا إضاءة وأيضا عدم تخصص حيث أن العمل ينقسم مابين حركة وهندسة ومن الممكن أن يقوم المفتش بتكليف عسكري أو مراقب برج بالعمل غفير مزلقان. في الإسكندرية أكد المهندس حامد زارع ، رئيس الإدارة المركزية للبنية الأساسية بهيئة السكك الحديد " قطاع غرب الدلتا" أن منطقة غرب الدلتا والتي تضم محافظات " الإسكندرية والبحيرة ومرسي مطروح وجزءا من محافظة كفر الشيخ "، يوجد بها حوالي 216 مزلقانا، معظمها تمثل خطورة علي حياة المواطنين. وأشار الي أن تهالك تلك المزلقانات وسلوكيات المواطنين الذي يصرون علي عبور المزلقان قبل عبور القطارات بثواني قليلة يعرض حياتهم للخطر ويتسبب في سقوط ضحايا علي قضبان السكة الحديد يوميا ، لافتا الي أن هيئة السكك الحديد انتهت من تطوير 12 مزلقانا ضمن خطة تستهدف تطوير 34 مزلقانا بقطاع غرب الدلتا .. وقال زارع في تصريحات خاصة "للأخبار" أنه يوجد 8 مزلقانات يجري العمل علي تطويرها بالإسكندرية وهي مزلقانات " سموحة "عرفي" ،والمطار، ومحرم بك،وجنينة القباري، ومرغم 1 و2 وكينج مريوط ،وبرج العرب" ، مؤكدا أن أكثر المزلقانات التي تشكل خطورة تقع علي خط قطار أبوقير . وحول مواصفات عملية تطوير المزلقانا ، أوضح زارع أن عملية تطوير المزلقان الواحد تتكلف ما يقرب من 2 مليون جنيه ، وتتم علي مرحلتين الأولي تشمل بناء غرفة لخفر المزلقان وأسوار حول المزلقان وبلدورات، ورصف مداخله ومخارجه تمهيداً للمواطنين وتيسيرا للعبور عليه ، أما المرحلة الثانية: تأمين المزلقان بتركيب البوابات الإلكترونية، مرتبطة بالكمبيوتر لا يتدخل فيها أي بشر في غلقها أو فتحها، بحيث لا تتحكم غرفة خفر المزلقان في غلقه أو فتحه أثناء مرور القطار. إهمال شديد وفي محافظة القليوبيةمزلقانات المحافظة تشهد حالة من الإهمال لامثيل لها بعد ان تحولت إلي مصائد للموت بسب عدم تطويرها ورعونة العاملين عليها وإهمالهم وخاصة وان هذه المزلقانات تغطي كافة انحاء المحافظة التي يمر بها الخط الطوالي للاسكندرية وخط الشرق للمنوفية والشرقية مرورا بقليوب وشبين القناطر وشهدت الكثير من الحوادث اخرها إصطدام القطارات بالسيارات والتي كان اخرها إصطدام قطار منوف بونش أثناء عبور ه مزلقان ميت نما بقليوب والذي اسفرعن مصرع شخصين وإصابة 10 اخرين. المواطنون اكدوا ان المزلقانات المطورة رغم انها حديثة إلا إنها تتسبب في مشاكل كثيرة بسبب عدم قدرة العمال الموجودين علي تشغيلها إليكترونيا وظهور عيوب كثيرة بها رغم انها دخلت الخدمة منذ عدة شهور فقط. من جانبه أكد محمد صلاح عامل مزلقان بمنطقة أبوالنمرس بالجيزة ومن ابناء محافظ القليوبية أن عمال المزلقانات مظلومون في هذه القضية لأن ليس بيدهم حيلة فالمزلقانات جميعها متهالكة وأجهزتها معطلة والعمال مهضوم حقوقهم. وكشف صلاح ان 20 من العاملين علي مزلقانات خط الصعيد تقدموا في 17 أكتوبر الماضي بشكوي إلي مدير عام الهيئة ومدير التشغيل ورئيس النقابة العامة والشئون الإدارية ومباحث العمال ورئيس السلامة والمخاطر. وفي المنيا حالة المزلقانات و البالغ عددها ما يقرب من 41 مزلقانا ليست أفضل من باقي المزلقانات بالصعيد فبعضها متهالك ولم تجر له عمليات الصيانة منذ عدة سنوات ويفتقر لأبسط عوامل الأمان ويتم إدارتها بطرق بدائية و اعتمادا علي القدرات البشرية فبعضها لا يوجد به إشارات مرورية و كثير من "السيمافورات "والتي تحذر من اقتراب القطار من المزلقان معطلة .بجانب عدم وجود إضاءة قوية لتنير الطريق أمام السيارات وهي تعبر المزلقان ليلا و يعتمد عامل المزلقان علي ذاكرته في حفظ مواعيد القطارات وأن يتلقي تليفونا من المزلقان الذي قبله ليبلغه بقدوم قطار إليه ليغلق الطريق .
في البحيرة ولايختلف الحال في مزلقانات البحيرة عن باقي مزلقانات الجمهورية حيث تعاني من عجز كامل في التجهيزات الفنية والبوابات ويقتصر العمل فيها علي حبل أو سلك يقوم عامل المزلقان بإغلاقه اثناء مرور القطار بالاضافة الي الجرس والاضاءة بالاضافة الي وجود عجز صارخ في أفراد الشرطة والمرور المعينين للخدمة بجانب عمال السكة الحديد ، وأكد رأفت الخراشي رئيس حركة قطارات دمنهور ان منطقة دمنهور مجهزة بصافرات إنذار وإضاءة الا ان سلوك المواطنين يجعلهم يمرون بالمزلقانات بالرغم من وجود تلك الاجهزة وإغلاق المزلقان بسلك ، مشيرا الي انة قام بمخاطبة محافظ البحيرة المهندس مختار الحملاوي ومدير امن البحيرة لتزويد المزلقانات بشرطي مرور الا انه لم يتم الاستجابة لهذا المطلب ، واشار المهندس ممدوح رشاد مدير عام التشغيل بقسم دمنهور أن المزلقانات وعددها 27 مزلقانا علي خط الطوالي القاهرةالاسكندرية و14 مزلقانا علي خط دسوق و9 مزلقانات علي المناشي معين عليها خفراء ولكنها تحتاج الي تواجد شرطي مرور وتحتاج الي تطوير. وفي أسوان أكد المهندس حسين رشيدي محمد مدير عام صيانة البنية الأساسية للسكة الحديد بمنطقة جنوب الصعيد أنة فور وقوع حادث أسيوط أصدرت الهيئة تعليمات فورية مشددة بتكثيف المرور والمتابعة من جميع المستويات الاشرافية علي جميع مزلقانات الهيئة في جميع الأوقات ومتابعة وحصر المزلقانات في تنفيذ تعليمات التشغيل وأشار لأن هذه الإجراءات يتم تنفيذهاطوال الوقت بشكل دوري قبل الحادث وبعده وأكد أن كل حارس مزلقان معه كتيب يصف واجبات ومهام عمله ويوضح كيفية التصرف في حال تعطل قطار أو تعطل وتوقف سيارة علي شريط السكة الحديد داخل المزلقان بالإضافة لأن مزلقان بة تليفون للاتصال بالبلوكات. 3 مزلقانات ورغم إعلان السكة الحديد عن خطة تطوير المزلقانات إلا أنه في عهد 5 وزراء نقل لم يتم تطوير سوي 72 مزلقاناً فقط. البداية: في عام 9002، بدأت وزارة النقل برئاسة المهندس محمد منصور وزير النقل الأسبق، ممثلة في هيئة السكة الحديد، خطة شاملة لمشروع تطوير المزلقانات، وتشمل تطوير »543« مزلقاناً بالمحافظات »02 محافظة« تنتهي خلال عام ونصف العام »81 شهراً« وفي الوقت نفسه بدأت في اتخاذ عدد من الاجراءات المهمة لحماية الأرواح البشرية، وتجنباً للخسائر المادية الفادحة، من خلال برنامج لتطوير »007« مزلقان وغلق المزلقانات غير الضرورية، بالتعاون مع أجهزة المحليات وتحويل مجموعة من المزلقانات الي كباري علوية وأنفاق. وعلي مدي 4 سنوات، هي عمر مشروع تحديث المزلقانات، لتشمل أجهزة تحكم فعالة، وبوابات متطورة، تعمل أتوماتيكياً بالتزامن مع الأجراس والأضواء، مع وضع أجهزة تحكم لتقليل مدة الاقتراب، طبقاً لسرعة سير القطارات، فإنه لم يتم تحديث سوي »3« مزلقانات فقط خلال 3 سنوات!!. وحتي الآن لم يتم تطوير سوي »72« مزلقاناً فقط.. قام بمتابعتها خمسة وزراء للنقل بداية من المهندس محمد منصور الذي تقدم باستقالته، ونهاية بالدكتور محمد رشاد المتيني، الذي تقدم باستقالته أيضاً عقب حادث تصادم قطار أسيوط مع أتوبيس مدرسة. مر المشروع بعقبات كثيرة وتأجل الانتهاء منه لعدة مرات بسبب معوقات خاصة بالتنفيذ والمتابعة، حاول وزراء النقل السابقون حلها والدفع بإنجاز المشروع.. وكان آخرها اجتماعا لوزير النقل الاسبق د.جلال سعيد، مع قيادات السكة الحديد، والشركات المنفذة للأعمال المدنية، وأعمال نظم الاشارات والتحكم في مارس الماضي، لدفع معدلات التنفيذ بالمرحلة الأولي من المشروع والتي تم تخفيض عددها الي تحديث »542« مزلقاناً بالمحافظات، بتكلفة 003 مليون جنيه، حيث تم الانتهاء من الأعمال المدنية لنحو »111« مزلقانا، وعدد »21« مزلقاناً فقط لأعمال الاشارات والتحكم، رغم مرور ثلاث سنوات ونصف، علي بداية المشروع، مؤكداً علي عدم قبول الاستمرار بهذه المعدلات خلال الفترة القادمة.. وأصدر تعليمات بوضع برنامج زمني جديد معدل ومضغوط لسرعة الانتهاء من الأعمال في مايو 2102، والعمل بالتوازي في أعمال نظم الاشارات والتحكم مع تعيين مسئول متفرغ من قبل هيئة السكة الحديد، يتولي ادارة متابعة جميع ما يتعلق بالمشروع، إجراء التنسيقات اللازمة لتذليل المعوقات.. وتم تحديد أولوية أولي لتطوير »17« مزلقاناً بالوجه القبلي، ونحو »471« مزلقاناً بالوجه البحري بالمحافظات وهي الأعلي كثافة مرورية والأكثر تكرارية في حدوث الحوادث، وذلك لتحويل هذه المزلقانات لتعمل أتوماتيكياً »آلياً« وترتبط بالاشارات علي خطوط السكة لتشغيل الأجراس قبل دقيقتين من وصول القطار، مع تشغيل الأضواء للتنبيه والتحذير ويغلق المزلقان نفسه آلياً، وتقوم بتركيب أنظمة التحكم الآلي للمزلقانات شركتان، وهما شركة »هندية«، والأخري اسبانية، للحفاظ علي أمن وسلامة المواطنين والمركبات أثناء عبورهم لمزلقانات السكة الحديد. ويتضمن المشروع عدداً من العناصر المهمة، من ابرزها انشاء غرفة نموذجية لخفراء وعمال المزلقانات مزودة بجميع المرافق الضرورية، لتوفير احتياجات هؤلاء العمال اثناء فترات خدمتهم اليومية علي المزلقان.. كما تشمل الأعمال المدنية لتطوير المزلقانات اقامة مطبات صناعية، بغرض تهدئة سرعة المركبات علي الطرق المحلية الداخلية للمدن، وليس السريعة، مع وضع اللافتات التحذيرية والتنظيمية في طرق المداخل والمخارج وذلك علي مسافات مناسبة وتتراوح ما بين »001 051« متراً لإعطاء قائد المركبة الفرصة الكاملة للتهدئة ومسافة كافية لإيقاف السيارة.. هذا بالاضافة الي أعمال فصل حركة المشاة عن المركبات عن طريق إنشاء ممرات مخصصة لعبور المشاة، بجوار المزلقان، مع عمل أسوار »نيوجيرسي« للفصل التام بين حركة المشاة والمركبات. وكشف مصدر مسئول بهيئة السكة الحديد ل»الأخبار« أسباب تعطل انجاز مشروع تطوير المزلقانات، وهي تتركز في بعض المعوقات خاصة بالازالات التابعة لعدد من الجهات والوزارات والمحليات، منها ازالة عشوائيات وأسواق وإلغاء ايجارات تابعة لوزارة التنمية المحلية، أو تعلية كباري او توسعتها، وتغطية ترع وزارة الري، وأخري مع القوات المسلحة منها تحويلات كابلات بجوار المزلقانات، وقد أدي العمل علي ازالة هذه المعوقات الي تأخير البرامج الزمنية المقدمة من الشركات المنفذة، ولذلك قامت هيئة السكة الحديد بمد العقود الخاصة بالشركات المنفذة للمشروع لمدة عامين، وذلك لاستكمال اعمال التطوير، ولصعوبة ازالة المعوقات تم تأجيل تطوير عدد »001« مزلقان لمرحلة لاحقة، مع اخطار الجهات المعنية بهذه المعوقات للعمل علي ازالتها، لإمكان البدء في أعمال التطوير الخاصة بها.