الحديث عن نجاح الجولة الأوروبية للرئيس السيسى ربما يكون حديثا سابقا لآوانه رغم وجود مؤشرات إيجابية تدل على ذلك خصوصا على صعيد العلاقات الثنائية بين مصر وكل من إيطاليا وفرنسا ولكن ما أريد أن ألفت النظر إليه هو أهمية استثمار العالم العربى للزخم الذى أحدثته جولة السيسى وتجديد الدعوة لاستئناف حوار صريح ومكشوف مع أوروبا يستند إلى أرضية التوافق فى الأهداف والمقاصد المشتركة وبما يؤدى إلى إزالة كل الشكوك والهواجس واقتلاع الرواسب القديمة التى مازالت تمثل عائقا فى حلم بناء مستقبل أفضل يجمع بين شمال المتوسط وجنوبه. وهذا الذى أتحدث عنه يهم أوروبا مثلما يهمنا وقد أثبتت أحداث السنوات الأخيرة التى أعقبت الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 خطورة غياب مثل هذا الحوار الاستراتيجى ليس فقط من منظور المصالح المشتركة للعرب والأوروبيين وإنما من أرضية الرؤية الشاملة التى ترى فى هذا الغياب خللا لا يخدم التوازن العالمي. وبكل متطلبات الصراحة مع النفس ومع الغير أيضا فإننا الآن أمام فرصة تاريخية لكى نتكلم مع الأوروبيين عن قضية من أهم القضايا التى تعطل تحقيق تعاون عربى أوروبى حقيقى وأعنى بها استمرار تقديم بعض الدول الأوروبية للدعم والتمويل والملاذات الآمنة لقيادات التحريض التى توجه الجماعات الإرهابية للعمل على ضرب أمن واستقرار الدول العربية ثم يجرى استثمار ذلك فى تشويه صورة الإسلام على مستوى العالم وبالذات فى أوروبا. والحقيقة أنه ما لم يتم التفاهم والتعامل العربى والأوروبى المشترك مع قضية الإيواء غير المشروع لجماعات وفصائل الإرهاب والتطرف بروح الرغبة فى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى والأوروبى والعالمى فإن العرب وأوروبا سوف يظلان على طرف نقيض بالنسبة للأهداف والمقاصد الاستراتيجية مهما كانت عذوبة الألفاظ الدبلوماسية للبيانات المشتركة فى إطار التمرير المطلوب للأهداف والمقاصد المرحلية فقط. هكذا يجىء فهمى لأحد إيجابيات جولة الرئيس وأهمية استعادة مصر لدورها الريادى فى أمتها العربية كمعبرة عن طموحات الأمة بغير ادعاء أنها تتحدث باسم أحد أو نيابة عن أحد. خير الكلام : العقول مثل المظلات لا يستفاد منها إلا بعد فتحها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله