عندما قال شعب مصر كلمته ومنح المشير عبد الفتاح السيسى ما يزيد على 23 مليون صوت فى الانتخابات الرئاسية فقد كان الهدف هو تأكيد وتجديد التفويض للرجل الذى احتضن إرادة الناس فى 30 يونيو وترجمها فى قرارات 3 يوليو التى وضعت خارطة المستقبل بقبول ومشاركة كافة أطياف المجتمع المصرى الذين جلسوا فوق منصة 3 يوليو. لقد أراد شعب مصر بهذه الثقة التى لم يحظ بها أحد من قبل فى صناديق الاقتراع أن يؤكد أن السيسى ليس الرئيس «الضرورة» كما اجتهد البعض وأفتى وإنما هو رجل اللحظة وفارس المرحلة وأمل المستقبل أيضا! ومعنى ذلك أنه ليس من الإنصاف للرجل ولا من الإنصاف للحقيقة أن يقال عنه إنه الرئيس الضرورة لأن الضرورة مسألة وقتية والشعب لم يقل بذلك وإنما قال أنه يمنح تفويضا على بياض لهذا الرجل من أرضية الثقة به ودون الحاجة إلى الأساليب التقليدية فى الثقافة الانتخابية مثل طرح البرامج وإطلاق الوعود ودغدغة المشاعر بتعهدات سحرية لا يمكن ترجمتها على أرض الواقع. لقد استجمع المصريون وهم فى طريقهم إلى صناديق الانتخابات الرئاسية ما يوفر لهم الاقتناع بأن السيسى رجل المرحلة ورجل المستقبل أيضا واستجلبوا من الذاكرة أجواء العام الكئيب لحكم الجماعة الذى مر عليهم كأنه دهر كامل.. ومن هنا يجيء العرفان بالجميل لمن احتضن مشاعر ورغبات 30 يونيو فى ظل إدراك ووعى شعبى بأن القرار الذى اتخذه الرجل فى 3 يوليو لم يكن قرارا سهلا وإنما كان قرارا مصيريا ومهما قيل عن مشاورات ومشاركات يجب الاعتراف بها والإقرار بضرورة احترامها فإن القرار الحاسم كان قراره وحده وكان هو الذى سيتحمل نتائجه وحده لو لا قدر الله! إن أى قراءة منصفة لأرقام الملايين الذين أيدوا السيسى فى صناديق الانتخابات تمثل شهادة لوعى هذا الشعب العظيم وتقديره لرجل وضع روحه على كفيه يوم 3 يوليو ولم يضع فى اعتباره حسابات الموت والحياة وإنما انطلق نحو هدف استعادة الدولة وهيبتها واستعادة الشعب لهويته وتجديد الأمل فى مستقبله! خير الكلام: من طال صبره بلغ أمره ونجح قصده ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله